ثقافةزوايا
أخر الأخبار

القراءة في زمن كورونا.. فـرصــة ذهبيـة للـهــروب إلى عالم أرحـب

كان لجائحة كورونا المفاجئة تأثير كبير على الأنشطة التي يمارسها الناس في أيامهم العادية، فمع إجراءات الإغلاق وطول فترة البقاء في المنزل اتجه البعض للقراءة وآخرون لتعلم الطبخ وغيرهم لاكتساب مهارات جديدة.. وبعض القراء استغل إجراءات الحجر الصحي في الانتهاء من كتب كان ينوي قراءتها.
وبالنسبة لمحبي القراءة كانت فترة الجائحة فرصة للهروب من سلبيات الحدث بالانغماس في القراءة.. ولكن كيف أثرت الجائحة على القراء وحصيلتهم القرائية؟ وهل كان الطلب على الكتب مرتفعًا خلال عام الجائحة؟ في هذا الموضوع نقترب من تجارب ناشرين وقراء عن القراءة في زمن كورونا:

مدير مكتبة كشكول:
جائحة كورونا زادت من طلب القراء على الكتب

بدأنا بالحديث إلى الناشرين وأصحاب المكتبات الذين اختلفت آراؤهم في تأثير الجائحة على طلب القراء للكتب.. فيقول مدير مكتبة كشكول:
إن جائحة كورونا زادت من طلب القراء على الكتب ولكن الأشهر الثلاثة الماضية شهدت حالة ركود شديدة.
ويرجع سبب ذلك التراجع إلى صدور معظم الكتاب لكتبهم في موعد معارض الكتب بالخليج والتي أجلت بسبب الجائحة.. غير أنه يذكر أن إقبال القراء لم يقتصر على نوع معين من الكتب دون غيرها بل كانت على كتب متنوعة.

سامر أسعد:
الإنفاق على المنتجات المكتبية أقل من السابق

أما سامر أسعد من مكتبة العبقري لكتب ومنتجات الأطفال فيقول: إن الارتفاع في الطلبات الأونلاين شهد ارتفاعًا خلال فترة الجائحة. حيث ساهم بعد الطفل عن الكتابة في ازدياد الطلب على المنتجات الكتابية والقراءة المتدرجة.
ويؤكد أن الإنفاق على المنتجات المكتبية صار أقل من السابق، مع تركيز الطلبات بشكل أكبر على البطاقات والقراءة والوسائل التعليمية لعمر 5 سنوات وما فوقها وقلة الكتب دون ذلك العمر.

أحمد سعيد:
القارئ الحالي أصبح أكثر انتقائية في شرائه للكتب

ويوضح أحمد سعيد عبد المنعم من منشورات الربيع أن جائحة كورونا وإجراءات الإغلاق كان لها تأثير إيجابي وسلبي في نفس الوقت “التأثير السلبي يتمثل في عدم خروج أغلب المشترين للمكتبات لشراء الكتب فضلًا عن عدم امتلاكهم المال اللازم نتيجة الأزمة الاقتصادية وعدم امتلاك غالبية دور النشر العربية لوسائل للتوصيل السريع والنقل كما أن الكتب الصوتية والإلكترونية لدينا ليست في وضعها الأفضل حاليًا لأسباب تكنولوجية وأمنية”.
ولكنه يوضح أن الجانب الإيجابي هو الالتفات لهذه المشكلات مع ظهور الجائحة “في منشورات الربيع بدأنا مثلًا في إطلاق موقعنا الإلكتروني ونقل كل الكتب إلى النسخة الإلكترونية والصوتية لتسريع فهمنا لمتغيرات السوق وأظن أن ذلك حصل مع كثير من المؤسسات على مستوى العالم”.
ويبين أن هدوء الناس من الفوبيا والرعب المرتبط بكوفيد-19 وبدء شعورهم بالاطمئنان جعلهم يبدؤون في شراء الكتب الورقية “تحسن الطلب على الكتب في الأشهر السابقة نعم، ولكنه لم يصل إلى ما كان قبل الجائحة أيضًا، ولكنه شهد تحسنًا طفيفًا”.
ويذكر أن الكتب التي شهدت إقبالًا من القراء خلال فترة الجائحة لم تختلف كثيرًا عما كان قبلها، فبدلًا من اقتناء الكتب المسلية والسطحية فقط يميل الإنسان الى اختيار الكتب بشكل أدق ويكون أكثر انتقائية فيما يقرأ ويكون واعيًا وهو يختار الكتاب وأن يكون مفيدًا.. وبالتالي أصبح القارئ الحالي أكثر انتقائية في شراءه للكتب وأظن أنه في قادم الأيام سيكون أكثر انتقائية”.

حمزة: الجائحة جعلتني أنتهي من 4 كتب خلال شهر واحد

ومن المكتبات إلى القراء الذين يسردون تجاربهم مع الجائحة وكيف غيرت من شهيتهم القرائية.. فيذكر القارئ حمزة أن جائحة كورونا عملت على زيادة حصيلته القرائية، حيث أفادته الجائحة في امتلاك المزيد من الوقت “بعدما كنت أقرأ كتابًا واحدًا في شهر أو يزيد أصبحت الآن على العكس تمامًا أتمكن من الانتهاء من 3 أو 4 كتب في شهر واحد فقط”.
وغيرت الجائحة من اختيارات حمزة للكتب حيث يصف الفترة قبل الجائحة بالقراءة البسيطة “لكنني الآن أقرأ كتبًا مترجمة وعميقة ولها مضمون كبير”.
ويؤكد أن الجائحة فتحت شهية القارئ على القراءة بل وزادت الحصيلة القرائية لدى الناس.

روايات وكتب تنمية بشرية وطاقات إيجابية
أما ندى المهندسة التي تعمل في القطاع الصحي وتمتلك حسابًا لمراجعة الكتب على انستغرام، فتبين أن فترة جائحة كورونا وفرت لها وقتا أكبر لقراءة الكتب لتوقف التزاماتها المتعلقة بالعمل نسبيًا وعدم الانشغال بأمور أخرى تقف حاجزًا بينها وبين الكتب “ساعدت الجائحة على إقبالي أكثر على الكتب، كنت أبتعد عن الأخبار السلبية والتوتر بسبب انتشار أخبار المرض وزيادة نسبة الإصابات والوفيات بالانغماس في القراءة”.
ولم تقتصر قراءاتي على كتب بعينها خلال فترة الجائحة بل تنوعت القراءات بين الروايات وكتب التنمية البشرية والطاقات الإيجابية المحفزة لتشجعني باستمرار على مواجهة المعوقات.
وساهم العزل الصحي والإجراءات الاحترازية في كسبي للوقت واستغلاله في تطوير الذات بمتابعة الندوات والمحاضرات على اليوتيوب مثل دورات اللغة الإنجليزية وتطويرها في عالم الكروشيه.

Noon_reads1:
في البداية.. حالة من الانسداد القرائي (reading block)

وتختلف تجربة صاحبة حساب Noon_reads1 لمراجعة الكتب خلال فترة جائحة كورونا حيث تقول إنها تعرضت في بداية الحجر الصحي لحالة من الانسداد القرائي reading block لم أستطع أن أقرأ نهائيًا ولكن الأمر اختلف بعد مرور شهرين.. فبعد إصابة نونا بفيروس كورونا أصبح الوضع مختلفًا فصارت تقبل أكثر على الكتب وتجدد نشاطها القرائي ولكن نوعية الكتب التي اتجهت لقراءتها لم تتأثر في اختياراتي بسبب الجائحة.

بداية الحجر فتور.. ثم ذائقة قرائية أوسع
وتحكي لنا مريم مصباح المغربية صانعة المحتوى عن تجربتها قائلة “في بداية الحجر الصحي أصابني فتور قراءة قوي ولم أستطع قراءة كتاب واحد حتى، فالجائحة في ظني أثرت علينا من الناحية النفسية أكثر من العضوية”.
وترى أن التكيف جعلها مع مرور الوقت تعتاد على الوضع شيئًا فشيئا “اتخذت قراراً في يونيو الماضي بفتح قناة يوتيوب أشارك فيها غيري حبي للكتب والاطلاع على مختلف الموضوعات وانكسرت بهذه الخطوة حلقة الروتين وازدادت إنتاجيتي كثيرًا”.
ومنذ شهر أكتوبر عادت مريم إلى القراءة مرة أخرى فقرأت كتبًا وروايات متنوعة “اكتشفت أن ذائقتي القرائية تبلورت وصرت أقرأ أكثر في الفلسفة والعلوم والأدب الكلاسيكي”.
وتختتم حديثها قائلة “الجائحة جاءت لتحيينا من جديد من خلال تعرفنا على ذواتنا بشكل أفضل وصقل مهاراتنا وهواياتنا”.

بعد تقبل وجود الجائحة.. زيادة الإقبال على الكتب
وتصف دلال زياد تجربتها قائلة:
بالنسبة إلي في بداية الجائحة قل إقبالي على الكتب بسبب التأثير النفسي للأحداث ولم أستطع القراءة بشكل كبير، ولكن الأمر اختلف حاليًا بعد تقبل فكرة وجود جائحة كورونا وازداد إقبالي على الكتب.. غير أنها تؤكد أن الجائحة لم تؤثر على اختيارها للكتب التي تقرأها حيث كانت تقرأ في مختلف المجالات.

أحمد الكعبي:
كانت فرصة لالتهام أكبر عدد من الكتب

ولاحظ القارئ أحمد الكعبي ازدياد معدل القراءة بشكل لافت في فترة الجائحة، كما يبين أن عددا من الكتاب أتاحوا روابط لكتبهم بشكل مجاني بالتعاون مع دور النشر في ظل أزمة كورونا.
وبالنسبة إلى أحمد فإنه واصل القراءة خلال فترة الجائحة ووضع أمامه هدفًا رئيسيًا للانتهاء من الكتب التي أجل قراءتها لحجمها الكبير أو دسامة محتواها ونجح في ذلك بشكل كبير.
وعن اختياراته للكتب خلال فترة الجائحة يقول:
“كان لدي نية في البداية لقراءة رواية مشابهة للوضع وهي الحب في زمن الكوليرا ولكن كثرة المناقشات والآراء عنها جعلني أفضل الابتعاد عنها خلال هذه الفترة. ولكن الجائحة أثرت على اختياري للكتب حتى وإن كان دون وعي مني”.
وينهي أحمد حديثه موضحًا ابتعاده عن قراءة الكتب المختصة بالعلوم والمتعمقة في الاقتصاد والتجارة والإدارة “ركزت بشكل أكبر على قراءة الكتب الدينية والروايات والقصص فهي ذات طابع أهدأ وملائم للوضع في فترة الجائحة”.

أسرتي في كل مكان – داليا شافعي

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق