تحقيقات
أخر الأخبار

(‬DEJA SCARF‭) ‬من‭ ‬الإيشاربات‭ ‬للكيمونو‭..‬ إلى‭ ‬التنانير‭ ‬اللف‭.. ‬والبقية‭ ‬تأتي نهال‭ ‬محمد‭ ‬مصممة‭ ‬أزياء‭ ‬بدرجة‭ ‬مهندسة‭: ‬ ضغوطاتي‭ ‬تختفي‭ ‬عندما‭ ‬أختلي‭ ‬بنفسي‭ ‬وماكينة‭ ‬الخياطة‭!‬

نهال‭ ‬محمد‭ (‬37‭ ‬عاما‭) ‬تخلت‭ ‬عن‭ ‬حلم‭ ‬الطفولة‭ ‬بالرسم‭ ‬والتفصيل‭ ‬واللعب‭ ‬بالألوان‭ ‬لتحقق‭ ‬حلم‭ ‬والدها‭ ‬بأن‭ ‬تستكمل‭ ‬مشواره‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الهندسة‭ ‬ثم‭ ‬تجبرها‭ ‬ظروف‭ ‬أسرتها‭ ‬ومرض‭ ‬ابنتها‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬التخلي‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية‭ ‬عن‭ ‬وظيفتها‭ ‬مهندسة‭ ‬كهرباء‭ ‬والتفرغ‭ ‬لرعايتهم‭ ‬ومتابعة‭ ‬أطباء‭ ‬وعلاجات‭ ‬ابنتها،‭ ‬ولكن‭ ‬‮«‬لكل‭ ‬مجتهد‭ ‬نصيب‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬نصيبها‭ ‬هو‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬حلمها‭ ‬الأول،‭ ‬ولكن‭ ‬بمنظور‭ ‬جديد‭ ‬ومتطور‭ ‬لتتحول‭ ‬خلال‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬المثابرة‭ ‬والعمل‭ ‬المتواصل‭ ‬إلى‭ ‬اسم‭ ‬براق‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الموضة‭ ‬والأزياء،‭ ‬ولتكون‭ ‬تصميماتها‭ ‬مثار‭ ‬إعجاب‭ ‬الفتيات‭ ‬والسيدات‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬والمحجبات‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭.‬

كان‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬أفعل‭ ‬شيئاً‭ ‬لنفسي‭ ‬لأتخلص‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الطاقات‭ ‬السلبية‭ ‬بداخلي‭!‬

تخرجت‭ ‬نهال‭ ‬محمد‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الهندسة‭ ‬قسم‭ ‬كهرباء،‭ ‬وعملت‭ ‬لمدة‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬متواصلة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬دراستها‭ ‬حتى‭ ‬تزوجت‭ ‬وحملت‭ ‬في‭ ‬ابنتها‭ ‬الكبرى‭ ‬خديجة‭ (‬10‭ ‬سنوات‭)‬،‭ ‬وبسبب‭ ‬ظروف‭ ‬ابنتها‭ ‬الصحية‭ ‬اضطرت‭ ‬نهال‭ ‬إلى‭ ‬طلب‭ ‬إجازة‭ ‬لمدة‭ ‬عام‭ ‬لرعايتها‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تتطلب‭ ‬مراجعات‭ ‬طبية‭ ‬متواصلة‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬المنزل،‭ ‬وبعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الإجازة‭ ‬عادت‭ ‬للعمل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬سبعة‭ ‬أشهر‭ ‬كان‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تختار‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬حياتها‭ ‬المهنية‭ ‬وطموحاتها‭ ‬المستقبلية‭ ‬وبين‭ ‬رعاية‭ ‬ابنتها،‭ ‬وكانت‭ ‬الكفة‭ ‬الراجحة‭ ‬بالقطع‭ ‬لصالح‭ ‬الابنة‭ ‬والأسرة‭.‬
بعد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬قررت‭ ‬نهال‭ ‬أن‭ ‬تخاوي‭ ‬خديجة‭ ‬فحملت‭ ‬في‭ ‬ابنتها‭ ‬الثانية‭ ‬عالية‭ (‬6‭ ‬سنوات‭) ‬لتزيد‭ ‬عليها‭ ‬المسؤوليات‭ ‬أضعافا‭ ‬مضاعفة‭ ‬وتتوزع‭ ‬طاقتها‭ ‬بين‭ ‬أطباء‭ ‬ومراعاة‭ ‬خديجة‭ ‬وبين‭ ‬متطلبات‭ ‬الأسرة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الطفلة‭ ‬الرضيعة‭.‬
وتقول‭ ‬نهال‭ ‬إنها‭ ‬بدأت‭ ‬تشعر‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬الحرجة‭ ‬من‭ ‬حياتها‭ ‬بالانهيار‭ “‬ابتديت‭ ‬أحس‭ ‬بالانهيار‭ ‬النفسي‭” ‬فكل‭ ‬طاقتي‭ ‬كانت‭ ‬منصبة‭ ‬على‭ ‬رعاية‭ ‬الأسرة،‭ ‬أما‭ ‬هي‭ ‬كإنسانة‭ ‬ومهندسة‭ ‬فقد‭ ‬توارت‭ ‬أحلامها‭ ‬وطموحاتها‭ ‬واختفت‭ ‬مع‭ ‬توالي‭ ‬الأحداث‭.‬

أنا‭ ‬أحب‭ ‬الرسم‭ ‬وموهوبة‭ ‬في‭ ‬تنسيق‭ ‬الألوان

وتضيف‭: ‬هنا‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬لي‭ ‬من‭ ‬وقفة‭ ‬لاستعادة‭ ‬توازني‭ ‬النفسي‭ ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬الطاقات‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬أحاطت‭ ‬بي‭ “‬فكرت‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينتشلني‭ ‬مما‭ ‬أنا‭ ‬فيه،‭ ‬وهنا‭ ‬راودني‭ ‬حلم‭ ‬الطفولة‭ ‬من‭ ‬جديد‭”.. “‬أنا‭ ‬أحب‭ ‬الرسم‭ ‬وموهوبة‭ ‬في‭ ‬تنسيق‭ ‬الألوان،‭ ‬ولطالما‭ ‬كنت‭ ‬أنفذ‭ ‬حقائب‭ ‬من‭ ‬الورق‭ ‬وألصق‭ ‬عليها‭ ‬رسوماتي‭ ‬بأوراق‭ ‬القص‭ ‬واللزق‭.. ‬نعم‭ ‬أتذكر‭ ‬الفساتين‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أخيطها‭ ‬لألعابي،‭ ‬وأتذكر‭ ‬أيضا‭ ‬كيف‭ ‬كنت‭ ‬مثار‭ ‬إعجاب‭ ‬صديقات‭ ‬العمل‭ ‬بسبب‭ ‬قدرتي‭ ‬على‭ ‬تنسيق‭ ‬الألوان‭ ‬غير‭ ‬المتوقعة‭”.‬
وتستطرد‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تنمّ‭ ‬تلك‭ ‬الموهبة‭ ‬بالدراسة‭ ‬لتحقق‭ ‬حلم‭ ‬والدها‭ ‬المهندس‭ ‬محمد‭ ‬الذي‭ ‬توفاه‭ ‬الله‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬حيث‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬أبنائه‭ ‬الثلاثة‭ ‬أن‭ ‬يستكملوا‭ ‬مسيرته‭ ‬المهنية،‭ ‬فدرست‭ ‬وسهرت‭ ‬الليالي‭ ‬وتفوقت‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬العلمية‭ ‬لتحصل‭ ‬على‭ ‬المعدل‭ ‬الذي‭ ‬تطلبه‭ ‬كلية‭ ‬الهندسة‭. ‬وتضيف‭ “‬كنت‭ ‬متفوقة‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬مادة‭ ‬الرسومات‭ ‬الهندسية‭ ‬والهندسة‭ ‬الوصفية،‭ ‬وكان‭ ‬لي‭ ‬خيال‭ ‬واسع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭”‬،‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬دخول‭ ‬قسم‭ ‬عمارة‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يلتقي‭ ‬مع‭ ‬موهبتها‭ ‬كرسامة‭ ‬لرفض‭ ‬والدتها‭ ‬ذلك‭ ‬بسبب‭ ‬الظروف‭ ‬القاسية‭ ‬للدراسة‭ ‬بهذا‭ ‬القسم‭ ‬والتى‭ ‬تتطلب‭ ‬السهر‭ ‬ليلا‭ ‬فى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬والمبيت‭ ‬خارج‭ ‬المنزل‭ ‬فى‭ ‬احيان‭ ‬اخرى‭.‬
التحقت‭ ‬الطالبة‭ ‬نهال‭ ‬بقسم‭ ‬الكهرباء‭ ‬لتتقلص‭ ‬موهبتها‭ ‬وتتحول‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الرسومات‭ ‬التي‭ ‬ترسمها‭ ‬على‭ ‬هوامش‭ ‬الكتب‭ ‬أثناء‭ ‬المذاكرة‭.‬
الآن‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬حلمها‭ ‬الأول،‭ ‬حيث‭ ‬تقول‭ “‬طلبت‭ ‬من‭ ‬زوجي‭ ‬أن‭ ‬أتعلم‭ ‬الخياطة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كورسات‭ ‬متخصصة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬حولي‭ ‬ضربا‭ ‬من‭ ‬الجنون،‭ ‬فكيف‭ ‬سأستطيع‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬مسؤولياتى‭ ‬الأسرية،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬ابنتي‭ ‬الصغرى‭ ‬لم‭ ‬تكمل‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬وابنتي‭ ‬الكبرى‭ ‬بكل‭ ‬متطلباتها‭ ‬الصحية‭”.‬

كل‭ ‬إنسان‭ ‬يعرف‭ ‬دواءه
صحيح‭ ‬كانت‭ ‬المرحلة‭ ‬حرجة‭ ‬لكن‭ “‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منا‭ ‬يعرف‭ ‬دواءه‭”‬،‭ ‬والكلام‭ ‬هنا‭ ‬لنهال‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬إنها‭ “‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬كنت‭ ‬سأصاب‭ ‬بالجنون‭” ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬استمرت‭ ‬حياتها‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬المنوال‭ “‬كان‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬أفعل‭ ‬شيئا‭ ‬لنفسي‭ ‬لأتخلص‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الطاقات‭ ‬السلبية‭ ‬بداخلي‭”. ‬وأضافت‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تأبه‭ ‬بردود‭ ‬أفعال‭ ‬من‭ ‬حولها،‭ ‬وبالفعل‭ ‬التحقت‭ ‬بدورة‭ ‬مكثفة‭ ‬لتعلم‭ ‬فنون‭ ‬الخياطة‭ ‬وتفوقت‭ ‬فيها،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تقوم‭ ‬بكل‭ ‬واجباتها‭ ‬اليومية‭ ‬كزوجة‭ ‬وأم‭ ‬بالنهار‭ ‬وتسهر‭ ‬طوال‭ ‬الليل‭ ‬ترسم‭ “‬الباترونات‭” ‬وتنفذها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬مكنها‭ ‬من‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬الكورس‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬ونصف‭ ‬الشهر‭ ‬فقط،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬معلموها‭ ‬إنجازاً‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭.‬
بعد‭ ‬أسبوع‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬كورس‭ ‬الخياطة‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬نهال‭ ‬أن‭ ‬تلتحق‭ ‬بكورس‭ ‬آخر‭ ‬مختلف‭ ‬تماما،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يخص‭ ‬علاج‭ ‬ابنتها‭.‬

‮«‬لم‭ ‬يصدق‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الملابس‭ ‬من‭ ‬عملي‮»‬‭!‬

بدأت‭ ‬بنفسي‭ ‬وبناتي‭ ‬أولاً
وكأي‭ ‬مصمم‭ ‬أزياء‭ ‬بدأت‭ ‬نهال‭ ‬بالتصميم‭ ‬لنفسها‭ ‬وابنتها،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬ترسم‭ ‬بيدها‭ ‬على‭ ‬الأقمشة‭ ‬وتقوم‭ ‬بقصها‭ ‬بتنفيذها‭ ‬حتى‭ ‬تنتهي‭ ‬منها‭ ‬تماما‭ “‬لم‭ ‬يصدق‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الملابس‭ ‬من‭ ‬عملي‭”‬،‭ ‬والمفارقة‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬اتهموني‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬بالجنون‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬كانوا‭ ‬يدفعون‭ ‬بي‭ ‬لعمل‭ ‬مشروع‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬موهبتي‭”.‬
‏‭”‬أنا‭ ‬عاشقة‭ ‬لما‭ ‬أعمل‭ ‬الآن،‭ ‬فمهما‭ ‬كان‭ ‬حجم‭ ‬الضغوطات‭ ‬اليومية‭ ‬وتعبها‭ ‬فإنها‭ ‬تختفي‭ ‬تماما‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬أختلي‭ ‬بنفسي‭ ‬وبماكينة‭ ‬الخياطة‭ ‬والأقمشة‭”. ‬وتضيف‭ “‬الحب‭ ‬بيني‭ ‬وبينهم‭ ‬بيزيد‭ ‬يوم‭ ‬بعد‭ ‬التاني‭.. ‬أنا‭ ‬بحس‭ ‬إني‭ ‬بروح‭ ‬لعالم‭ ‬تاني‭ ‬خالص‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬نهائيا‭ ‬بعالمي‭ ‬الواقعي‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬مسؤوليات‭ ‬جسام‭.. ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬بيتمسح‭ ‬بالمحاية‭ ‬وكأنه‭ ‬نسيا‭ ‬منسيا‭”.‬

إيشارباتي‭ ‬قطع‭ ‬فنية‭ ‬ولكن‭!‬
عندما‭ ‬فكرت‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬مشروع‭ ‬تجاري‭ ‬كانت‭ ‬التحديات‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا،‭ ‬وكان‭ ‬السؤال‭ ‬المعهود‭ ‬حول‭ ‬إمكانية‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬مشروعي‭ ‬والتزاماتي‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يقف‭ ‬عائقا‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬أريد‭ ‬وما‭ ‬أستطيع‭ ‬عمله،‭ ‬وكانت‭ ‬فكرة‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬الملابس‭ ‬صعبة‭ ‬جدا،‭ ‬لذا‭ ‬وقع‭ ‬الاختيار‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬على‭ ‬تصميم‭ ‬الإيشاربات‭ ‬بسبب‭ ‬سهولة‭ ‬تصنيعها‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬واحتياج‭ ‬السوق‭ ‬آنذاك‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬وبالفعل‭ ‬بدأت‭ ‬بفكرة‭ ‬عمل‭ ‬رسومات‭ ‬ديجيتال‭ ‬من‭ ‬تصميمي‭ ‬بالفوتوشوب‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬طباعتها‭ ‬على‭ ‬الخامات‭. “‬كنت‭ ‬أتعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬ايشارب‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬قطعة‭ ‬فنية‭ ‬قائمة‭ ‬بذاتها‭” ‬وبدأت‭ ‬مشروعي‭ ‬فعليا‭ ‬وأطلقت‭ ‬على‭ ‬البراند‭ ‬الجديد‭ ‬اسم‭ “‬ديجا‭ ‬سكارف‭” (‬D E J A SCARF‭) ‬نجحت‭ ‬التجربة‭ ‬ولاقت‭ ‬إقبالا‭ ‬غير‭ ‬متوقع‭. ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يرضي‭ ‬المصممة‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب‭. ‬حيث‭ ‬قالت‭ “‬كنت‭ ‬أشعر‭ ‬بأن‭ ‬60%‭ ‬من‭ ‬تفاصيل‭ ‬الرسومات‭ ‬تختفي‭ ‬بمجرد‭ ‬لف‭ ‬الطرحة‭ ‬أو‭ ‬الإيشارب‭ ‬على‭ ‬الرأس‭ ‬والرقبة‭”‬،‭ ‬لذا‭ ‬فكرت‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المشروع‭ ‬والدخول‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الملابس‭ ‬تدريجيا‭.‬

الكيمونو‭ ‬هو‭ ‬البديل
لم‭ ‬يكن‭ ‬الاختيار‭ ‬سهلا،‭ ‬ولكن‭ ‬كان‭ ‬الكيمونو‭ ‬هو‭ ‬الفكرة‭ ‬الأسهل‭ ‬والأقرب‭ ‬إلى‭ ‬ظروفي،‭ ‬وبالفعل‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬صيف‭ ‬2021‭ ‬بإطلاق‭ ‬تشكيلة‭ ‬من‭ ‬التصميمات‭ ‬التي‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬لاقت‭ ‬إقبالا‭ ‬كبيرا،‭ ‬فكل‭ ‬تصميم‭ ‬يعد‭ ‬قطعة‭ ‬فنية‭ ‬قائمة‭ ‬بذاتها‭ ‬ومرسومة‭ ‬ومنفذة‭ ‬بمنتهى‭ ‬الإتقان‭ ‬والعناية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬كونها‭ ‬من‭ ‬الموديلات‭ ‬التي‭ ‬تناسب‭ ‬معظم‭ ‬السيدات‭ ‬أيا‭ ‬كانت‭ ‬أعمارهن‭ ‬أو‭ ‬أحجامهن،‭ ‬وخصوصا‭ ‬المحجبات‭.‬
وأضافت‭ ‬أنها‭ ‬تستهدف‭ ‬تلك‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬بسبب‭ ‬معاناتهن‭ ‬في‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬الملابس‭ ‬المناسبة‭ ‬لهن‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الخامات‭ ‬والموديلات‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬إلى‭ ‬التعديل‭ ‬كي‭ ‬تتناسب‭ ‬معهن‭. ‬وقالت‭: ‬أغلب‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬إما‭ ‬شفاف‭ ‬أو‭ ‬مفتوح‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬الحجاب‭.‬
واستطردت‭: ‬أنا‭ ‬أختار‭ ‬الخامات‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الراحة‭ ‬والأناقة‭ ‬والتي‭ ‬تناسب‭ ‬السيدة‭ ‬الملتزمة‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تشف‭ ‬ولا‭ ‬تتطلب‭ ‬ارتداء‭ ‬طبقات‭ ‬من‭ ‬الملابس‭ ‬تحتها‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬الحار‭. ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬شخصياً‭ ‬تفضل‭ ‬استخدام‭ ‬خامة‭ ‬الكريب‭ ‬التي‭ ‬تلبي‭ ‬متطلباتها‭ ‬السالفة‭ ‬الذكر‭ ‬إلى‭ ‬كونها‭ ‬قابلة‭ ‬للطباعة‭ ‬عليها‭.‬
وأضافت‭ ‬أنها‭ ‬تفضل‭ ‬أيضا‭ ‬خامات‭ ‬الشيفون‭ ‬والشيفون‭ ‬كريب‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الكريب،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬الخامات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬الطباعة‭ ‬عليها‭ ‬حسب‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المحلية‭ ‬للتصنيع‭. ‬وانها‭ ‬قابلة‭ ‬للطباعة‭ ‬عليها،‭ ‬علما‭ ‬بأنها‭ ‬كانت‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬ترسم‭ ‬وتلون‭ ‬بيدها‭ ‬على‭ ‬جهاز‭ ‬الآيباد‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تقوم‭ ‬بطباعة‭ ‬ما‭ ‬رسمته‭ ‬على‭ ‬الخامات‭. ‬
وفي‭ ‬موسم‭ ‬الشتاء‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬العام‭ ‬قدمت‭ ‬المصممة‭ ‬تشكيلة‭ ‬مختارة‭ ‬من‭ ‬الكابات‭ “‬ذات‭ ‬الوجهين‭”‬،‭ ‬فكل‭ ‬وجه‭ ‬منهما‭ ‬يحمل‭ ‬رسمة‭ ‬مختلفة‭ ‬تماماً‭ ‬عن‭ ‬الوجه‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التصميم‭ ‬والألوان‭ ‬المستخدمة،‭ ‬مما‭ ‬يعطي‭ ‬العميلة‭ ‬ميزة‭ ‬إضافية‭ ‬وكأنها‭ ‬اشترت‭ ‬قطعتين‭ ‬لا‭ ‬واحدة‭.‬

من‭ ‬DEJA SCRAF‭ ‬إلى‭ ‬DEJA DESIGNS
وإلى‭ ‬جانب‭ ‬الكابات‭ ‬والكيمونو‭ ‬والايشاربات‭ ‬أدخلت‭ ‬نهال‭ ‬الأحزمة‭ ‬وحقائب‭ ‬اليد‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬نفس‭ ‬فكرة‭ ‬الرسومات‭ ‬المطبوعة‭ ‬عليها،‭ ‬وهذا‭ ‬الصيف‭ ‬زادت‭ ‬التنانير‭ ‬الأنيقة‭ ‬على‭ ‬تصميماتها،‭ ‬ووسعت‭ ‬من‭ ‬خطوط‭ ‬إنتاجها‭ ‬وبالتالي‭ ‬غيرت‭ ‬اسم‭ ‬البراند‭ ‬من‭ “‬ديجا‭ ‬سكارف‭” ‬إلى‭ “‬ديجا‭ ‬ديزاينز‭”.‬
وقالت‭ ‬إنها‭ ‬من‭ ‬عشاق‭ ‬التنانير‭ ‬التي‭ ‬تضفي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأنوثة‭ ‬على‭ ‬السيدة‭ ‬التي‭ ‬ترتديها،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تكاد‭ ‬تختفي‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬سيدة،‭ ‬خصوصا‭ ‬الموديل‭ ‬الملفوف‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬بعدة‭ ‬أشكال‭ ‬في‭ ‬صيف‭ ‬٢٠٢٢‭ ‬ضمن‭ ‬تشكيلة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬التصميمات‭ ‬التى‭ ‬تضمنت‭ ‬القمصان‭ ‬والكابات‭ ‬والفساتين‭ ‬والاكسسوارات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التصميمات‭ ‬المبهجة‭ ‬التى‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭.‬
وعن‭ ‬مشاريعها‭ ‬المستقبلية،‭ ‬أكدت‭ ‬نهال‭ ‬أنها‭ ‬تحلم‭ ‬بأن‭ ‬تنتشر‭ ‬علامتها‭ ‬التجارية‭ ‬D E J A DESIGNS‭ ‬محليا‭ ‬وعالميا،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬متاجرها‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجمهورية‭ ‬وخارجها‭.‬

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق