هل أصبح الزهايمر مرض النجوم والمبدعين، ففي السابق لم نكن نسمع عن مرض كهذا لكنه ازداد في السنوات الأخيرة بشكل لافت وأصبح يهدد الكثير من المبدعين، فهل هو نتيجة الضغط والقلق العصبي الذي يعيشه هؤلاء النجوم أم بسبب الصراعات التي لا تنتهي ومحاولات التمسك بالنجومية والشهرة وعدم التنازل عنهما؟
في هذا الاستطلاع نستعرض عددا من النجوم والكتاب المشاهير في العالم والذين كانوا ضحيته وأصبحت نهاياتهم توجع القلب وتشعرك بالأسى بعد النجومية والشهرة والنجاح.
قبل سنوات فكر عادل إمام في أن يشاركه الفنان والنجم محمود ياسين بطولة أحد أعماله الرمضانية وأثناء التصوير جلس محمود ياسين كتلميذ نسي واجبه وأعيد المشهد عدة مرات ولاحظ عادل إمام عدم تركيز محمود ياسين ودهشته من المكان والتصوير ومما يحدث وأنه لا يتذكره فاتصل بزوجته الفنانة شهيرة وطلب منها عدم خروج محمود ياسين من البيت مرة أخرى إلا بأوامر من الأطباء ومن يومها توارى النجم القدير عن الأنظار وطاردته شائعات الوفاة عدة مرات.
ماجدة الصباحي
الفنانة ماجدة الصباحي مصابة بعدة أمراض، أهمها الزهايمر وكشف الأمر بالطلب المقدم من ابنتها الوحيدة غادة نافع إلى رئيس نيابة الدقي لشؤون الأسرة في يناير 2016 الذي تطلب فيه توقيع الكشف الطبي على والدتها عفاف علي كامل، حيث إنها بلغت من العمر ما يقرب من الـ 80 عاما وقتها وتعاني من الكثير من الأمراض منها الزهايمر وغير قادرة على التصرف في أموالها وإدارة ممتلكاتها وهذا الأمر يضر بأموالها الخاصة وتلتمس تعيينها قيمة على أموالها وتركة والدتها عفاف علي كامل.
كما أصيبت بالزهايمر فعلا الفنانة البعيدة عن الأضواء نادية فهمي وتم إيداعها منذ شهور في دار لرعاية المسنين ويتردد عليها لزيارتها طليقها الفنان سامح الصريطي وابنتها الفنانة الشابة ابتهال الصريطي، حيث أوضح الاثنان أن وضعها في دار لكبار السن ليس تخليا عنها بل لأن طبيعة مرضها يحتاج إلى رعاية خاصة.
العمدة
نجم ليالي الحلمية صلاح السعدني الذي أمتعنا طوال مشواره الفني بالكثير من الأعمال المهمة والتي جعلته يتربع على عرش الدراما التلفزيونية خاصة أداءه المتميز لدور العمدة سليمان غانم في ليالي الحلميه بأجزائه الخمسة والباقي في ذاكرة كل المشاهدين العرب لم يسلم أيضا من مرض الزهايمر وظهر في آخر مناسبة مع أسرته بجانب نجله وعليه علامات المرض.
نادية لطفي
النجمة المحبوبة الجميلة التي قدمت عشرات الأفلام السينمائية والتي لا تزال تعرض على الفضائيات وتعشقها الجماهير العربية نادية لطفي والتي ابتعدت بمحض إرادتها حينما أدركت أن الزمن تغير وأن لكل زمان دولة ورجالا فاتجهت إلى الأعمال الخيرية واهتمت بتربية الحيوانات لكنها أصيبت بالعديد من الأمراض في الفترة الأخيرة وتوارت عن الأنظار نهائيا بعد إصابتها بالزهايمر ودخلت المستشفى العسكري الذي اهتم بها كنجمة كبيرة لكن شائعات الوفاة تطاردها من وقت لآخر.
النساء أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر
وفي محاولة للبحث عن أسباب الإصابة بهذا المرض ذكر الدكتور غريب فاوي محمد أستاذ ورئيس قسم المخ والأعصاب بكلية طب سوهاج وعضو الأكاديمية الأمريكية للأعصاب والزمالة الفخرية في الأعصاب بأوروبا في المؤتمر السنوي لقسم الأمراض العصبية والفسيولوجية الإكلينيكية للجهاز العصبي بطب قصر العينى إن مرض الزهايمر أصبح على مستوى العالم وقد أصيب حوالي 30% من هم فوق الـ80 سنة وأكد أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر، حيث إن احتمالية إصابتهن بالمرض تتضاعف مرتين عن الرجال.
الفنانون في مصيدة الزهايمر
واكتشف البروفيسور الفرنسي اوليفيه دي لادوست عالم النفس ورئيس مؤسسة إيفراد للأبحاث الخاصة بمرض الزهايمر أن هذا المرض أصبح يصيب الفرد البالغ 45 عاما بعد أن كان يصيب البالغ من العمر 60 عاما وأرجع اوليفيه دي لادوست ذلك إلى الذكاء المفرط الذي يتمتع به بعض الأشخاص. وأوضح أن الشخص الذي يتمتع بذكاء سلس يعتمد على السرعة وليونة العقل يتعرض لمرض الزهايمر وهو في الخامسة والعشرين من عمره خاصة الذي يستخدم هذا الذكاء في الرياضيات والشؤون المالية في التجارة، فالرياضيون معرضون قبل الأربعين بخلل في خلايا المخ مما يصيبهم بالزهايمر مبكرا بسبب حياتهم المليئة بالأرقام كذلك الفنانون الذين يرهقون ذاكرتهم دائما بتذكر ديالوجات طويلة وإلقائها بانفعالات شديدة والعيش في شخصيات مغايرة لشخصياتهم الحقيقية لسنوات طويلة مما يشكل عبئا على الجهاز العصبي والمخ إلى جانب التعرض لضغوط نفسية وعصبية ومنافسات من أجل الحفاظ على الشهرة والأضواء خوفا من الخروج منها، أيضا الأدباء الذين يضغطون على الجهاز العصبي والمخ لإنتاج إبداعات أدبية مميزة معرضون للإصابة بالجلطات والسكتات الدماغية والزهايمر بالإضافة إلى الاستعداد الوراثي، كل هذه العوامل تؤدي للإصابة بالمرض، كما يصاب به كبار المسؤولين بسبب حجم الضغوط أو التعرض لمواقف صعبة مثل الرئيس رونالد ريجان الذي عمل في الفن ثم في رئاسة الولايات المتحدة وينصح البروفيسور الفرنسي لوقف هذا التدهور في المخ باستخدام الكلمات المتقاطعة حيث إن ذاكرتنا متعددة فهي سمعية وبصرية وانفعالية والأمثل هو التحكم في القدرة على الاستيعاب، يذكر أن فرنسا بها 880 ألف شخص مصاب بمرض الزهايمر.
فنجان قهوة
ويقوم العلماء في الوقت الحالي بالعديد من الأبحاث والتجارب للكشف عن علاج لذلك المرض الذي يصيب صاحبه بالجنون والهلوسة والعصبية نتيجة لتعرضه للنسيان للمواقف الحياتية المستمر وتم تسمية ذلك المرض بهذا الاسم نسبة لأول مريض يصاب به في العالم، وهو الألماني الويسيوس التسهيمير.
وقد أكد علماء بريطانيون في عدة أبحاث قاموا بها ومن خلال تجاربهم أيضا أن شرب فنجان من القهوة يوميا يساعدك على عدم التعرض لمرض الزهايمر والوقاية منه حيث ان الكافيين الموجود في القهوة يحمي المخ من التعرض لفقدان الذاكرة التي تحدث له.
وقد أوضحوا أن الإفراط في تناول القهوة قد يؤدي إلى نتيجة عكسية والتعرض لفقدان الذاكرة ولذلك يجب عدم الإكثار منها.
100 مليون لمكافحة الزهايمر
وقد منح مؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس 100 مليون دولار لمكافحة مرض الزهايمر، وذلك لأن جيتس لديه تاريخ عائلي مع مرض الزهايمر وسيكون هناك استثمار بقيمة 50 مليون دولار في مشاريع ناشئة تعمل في الأبحاث المتعلقة بمرض الزهايمر وفشلت أبحاث علمية استمرت عقودا وأنفق عليها مليارات الدولارات في إنتاج علاج لهذا المرض أو الإجابة عن الأسئلة الأساسية حول كيف ولماذا يتطور في المقام الأول؟
وقال جيتس إنه متفائل بإمكانية إيجاد علاج من خلال مبادرة ممولة جيدًا حتى وإن استغرق الأمر أكثر من 10 سنوات. ويعاني أكثر من 5 ملايين أميركي من مرض الزهايمر ومن المتوقع أن ينمو هذا العدد مع تزايد عدد السكان وأنفق المرضى على هذا المرض 259 مليار دولار في عام 2017 وهناك نمو متوقع أن يرتفع إلى 1.1 تريليون دولار في عام 2050.
وقالت الحملة الدولية لمرض الزهايمر وهي منظمة لا تهدف للربح إن قرابة 50 مليون شخص في العالم أصيبوا بالخرف الذي يعد النوع الأكثر شيوعا من الزهايمر وإنه من المتوقع أن يصيب المرض أكثر من 131 مليون شخص بحلول عام 2050.