ثقافةعصير الكتب

أشهر الجواسيس في العالم.. وأخطرهم من النساء!

الكتاب الذي نقدمه اليوم يتناول قصص الجواسيس والخونة التي تستهوي العقول على اختلاف مداركها وثقافاتها، ونقتحم معها عوالم غريبة وغامضة تضج بعجائب الخلق وشذوذ النفوس.

إنه عالم المخابرات والجاسوسية، ذلك العالم متوحش الأذرع، غريم الصفاء والعواطف الذي لا يقر العلاقات أو الأعراف أو يضع وزناً للمشاعر، تسيّجه دائما قوانين لا تعرف الرحمة أساسها الكتمان والسرية والجرأة، ووقوده المال والنساء منذ القدم وحتى اليوم وإلى الأبد، فهو عالم التناقضات بشتى جوانبها، الذي يطوي بين أجنحته الأخطبوطية، امبراطوريات وممالك، ويقيم نظما ويدحر جيوشا وأمما، ويرسم خرائط سياسية للأطماع والمصالح والنفوذ.

وهذا الكتاب يشتمل على قصص أشهر الجواسيس في العالم، ويتضمن ويحتوي على أكثر من 140 شخصية عربية وأجنبية من مختلف الدول.

وقد أخذنا شخصيات نسائية عربية أو من أصل عربي، كانت من أخطر الشخصيات الجاسوسية بالقرن العشرين.

 

كاميليا.. من الملاهي إلى قصر عابدين

بدأت علاقة كاميليا بالملك فاروق الأول عام 1946، وكان عمرها 16 سنة، وهي يهودية الأصل. ولم تكن كاميليا مجرد عميلة صهيونية بل إحدى ركائز الكيان الصهيوني، فقد كانت صاحبة الفضل الأول في قيام هذا الكيان باعتراف مؤسسي إسرائيل، فقد استغلت جمالها في الإيقاع بالملك فاروق، وظلت المحظية الأولى له مدة ثلاث سنوات، حتى اقتربت من لقب ملكة مصر، تم تجنيدها من المخابرات الاسرائيلية عندما كانت تعمل في أحد ملاهي الاسكندرية، واستمرت في نقل الأخبار لقادة الوكالة اليهودية للاستخبارات في فلسطين عبر العملاء اليهود في مصر، خاصة أن زبائنها كانوا من الشخصيات المرموقة سياسيا واقتصاديا في المجتمع المصري، ونظرا لنشاطها المتميز في التجسس، تم الدفع بها الى قصر عابدين، فوصلت الى الملك نفسه!

وفي 31 أغسطس 1950، استقلت كاميليا طائرة الى سويسرا كي تقابل الملك فاروق في چنيف، لكن الطائرة سقطت ومات كل من عليها واحترقت كاميليا.

 

أمينة المفتي.. كراهية مُدمرة!

من أسرة أردنية ولدت في عمان 1939، لأسرة شركسية وهاجرت الى الأردن، سافرت الى فينيا للدراسة هناك.. وعادت مكرهة الى عمان بعد تخرجها من علم النفس، كانت تحمل داخلها الغدر والخيانة والضيق من المجتمع الأردني، فاعتنقت اليهودية بعد أن عادت الى النمسا مرة أخرى، وتعرفت الى شاب يهودي، أحبته، وتحولت الى عشيقة له، ثم تزوجها وعقد القران بالمعبد اليهودي، وفي صيف 1972، قرأت أمينة إعلاناً غريباً بالصحف، تطلب فيه إسرائيل متطوعين من يهود أوروبا للالتحاق بجيش الدفاع مقابل مرتبات ومزايا عديدة مغرية، فعثرت على ضالتها المنشودة لحياة رغدة، وسكنت في إسرائيل مع زوجها الطيار اليهودي، الى أن فُقد زوجها، فكانت الفرصة لتخييرها كي تحصل على امتيازات كثيرة بعد وفاة زوجها، وقد تم بث الكراهية الشديدة في قلبها تجاه العرب! فسقطت أمينة المفتي في مصيدة الجاسوسية لحساب إسرائيل بعد سقوطها في اليأس والضياع بعد وفاة زوجها، خاصة للتأثر بوفاة زوجها في الجولان، وأوكلت إليها الكثير من المهام الصعبة، وصارت أجرأ جاسوسة للموساد تعمل بجرأة عالية داخل بلد عربي، حيث كانت تتنصت على مكالمات القيادات الفلسطينية وحركة المقاومة، لكن تم سقوطها واعتقلت على يد المخابرات الفلسطينية في سبتمبر 1975.

 

هبة سليم.. الصعود إلى الهاوية

الاسم الحقيقي لبطلة الفيلم الشهير «الصعود الى الهاوية» التي قامت ببطولته مديحة كامل، وكتب القصة الأديب صالح مرسي.

وقد كانت حكايتها منذ تجنيدها من المخابرات الإسرائيلية الى سقوطها على يد المخابرات المصرية معركة من أشرس المعارك بين جهازي المخابرات بإسرائيل ومصر.

كانت تنتمي الى طبقة الشباب اللاهي المنخرط في مجموعات أو «شلل» أولاد الذوات يقلدون كل ما هو غربي بلا وعي، سافرت الى باريس لإكمال تعليمها الجامعي فتعرفت بفتاة يهودية من أصل بولندي، بعد هزيمة 1967 مباشرة، وهناك تعرف اليها ضابط من الموساد ونجح في تجنيدها بعد أن أوهمها باستحالة انتصار العرب على إسرائيل، مع قدرة إسرائيل على حماية أصدقائها من أي خطر، وبدأت نشاطها فصارت محل إعجاب شديد لدى الموساد، وقد استندت الى مصدر موجود بمصر وهو الشاب المقدم فاروق الذي كان معجبا بها أيام الجامعة، وقد أثرت عليه بالمشاعر والإغراء معاً، وتم رصد المراسلات بين هذا المقدم الخائن وبين الجاسوسة هبة سليم، وبعد ترتيب خطة محكمة للقبض عليها بباريس،  صدر أمر من رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي نفسه بإطلاق سرب طائرات مقاتلة لتعقب الطائرة البوينج التي تقل هبة سليم ومعها ضابط المخابرات المصرية الذي ألقى القبض عليها، وذلك للأهمية الشديدة لهبة سليم لدى الموساد!

لكن حدث خطأ قاتل، فتم ضرب طائرة أخرى! وحوكمت هبة بمصر بالإعدام شنقاً في مايو 1973.

 

نورما عسّاف.. صائدة الجواسيس

كانت تتمتع بجمال أخاذ، وأنوثة وجاذبية، وقد سُميت «صائدة الجواسيس» نظرا لتأثيرها الطاغي على الرجال!

هي يهودية ولكن لبنانية الأصل، ولدت عام 1928، وبعد زواج عن حب شديد بشاب، قُتل زوجها على يدي الفلسطينيين، وقد كانت حاملاً في شهرها الثاني، فعانت كثيراً وتعثرت دراسياً في الجامعة الأميركية ببيروت، ثم هاجرت الى أميركا عام 1957 مع أبيها، وفي عام 1958 وفد الى المدينة زائر تبدلت مع زيارته حياة نورما تماماً، «روبي» ابن عمر زوجها، الذي هاجر الى اسرائيل والذي

جاء أميركا، وعرض علهيا أن تنتقم من قتلة زوجها بأن تتعاون مع المخابرات الاسرائيلية، وقد استغلوا في نورما الحقد والغضب في قلبها تجاه الفلسطينيين، وقابلت رئيس الموساد آنذاك في روما، واستسلمت تماماً لقيادة الموساد، وقد تم تدريبها كثيراً على كل وسائل التجسس، ثم طارت الى بيروت لتعيش هناك عشر سنوات تتجسس وتطارد الفلسطينيين وتساعدها في ذلك فتيات جميلات للإيقاع بالضحايا لأجل المعلومات، فكونت بذلك شبكة قوية داخل لبنان، ولكن جرى سحب نورما الى إسرائيل بعد أن قدمت خدماتها للموساد!

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق