أطفال بات حلمهم لقمة العيش أطفال عام 2015..
تفاقمت مشكلة عمالة الأطفال في العالم العربي بشكل فاق كل التوقعات وبلغ مستويات خطيرة منذ أن اندلع ما يعرف بثورات الربيع العربي التي خلفت وراءها حروبا عنيفة في بعض الدول تشردت من جرائها ملايين الأسر أغلبهم من النساء والأطفال فيما لا تزال المشاكل الاقتصادية تعصف بالدول الاخرى وفي جميع الاحوال كان الأطفال هم أكثر ضحايا تلك الظروف.. ففي سوريا حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف ومنظمة Save the Children غير الحكومية من زيادة مشكلة عمالة الأطفال هناك، وقالت المنظمتان في تقرير بعنوان «أيد صغيرة وعبء ثقيل» إن النزاع والأزمة الانسانية في سوريا تدفع بأعداد متزايدة من الأطفال ليقعوا فريسة الاستغلال في سوق العمل.
أطفال.. يعولون أسرهم
ويقدر عدد الأطفال السوريين المحرومين من الدراسة ويجبرون على العمل لإعالة أسرهم بنحو (2 مليون وسبعمائة الف طفل) وأظهرت الدراسات أن نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال يعتبرون العائل الرئيسي لأسرهم، هذا بخلاف الأطفال الذين يتم تجنيدهم وهم دون السن القانونية لذلك من أجل لقمة العيش.
على الصعيد نفسه قدر رئيس منظمة «بغداد الغد» (إحدى منظمات العمل المدني الخاصة)، طه عبدالرحمن، عدد العمالة من الأطفال في العراق بأكثر من ربع مليون طفل.. وقعوا جميعا فريسة الواقع الاقتصادي الصعب الذي دفع بهم إلى العمل من أجل إعالة أسرهم في ظل انتهاكات كبيرة يتعرضون لها. وأبدى برلمانيون عراقيون ومحللون اقتصاديون، مخاوفهم من ارتفاع معدل عمالة الأطفال في البلاد إلى مستويات وصفوها بالمخيفة، مؤكدين أن غالبيتهم من أطفال العائلات التي نزحت من منازلهم عقب اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» مدنهم العام الماضي، شمال وغرب البلاد، وطالبوا بتدخل عاجل من قبل الحكومة والمنظمات الدولية لحل المشكلة.
أطفال.. جائلون
وقال رئيس لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، أرشد الصالحي، لـ «العربي الجديد»:
إن «معدل عمالة الأطفال ارتفع مؤخرا في مدن البلاد المختلفة، وهناك مهن خطرة يمارسونها بدافع الحصول على المال لإعالة ذويهم».
وأضاف الصالحي أن «هناك نسبة كبيرة من الأطفال والفتيات الصغيرات يعملون في ظروف إنسانية صعبة، مع زيادة استمرار موجات النزوح الداخلي والخارجي، منهم عشرات الآلاف يعملون في الشوارع وفي أعمال لا تتناسب مع أعمارهم».
وأكد الناشط المدني بدر الدين محمود، لـ «العربي الجديد»، أن الأطفال يعملون في مجالات مختلفة، وأغلبهم باعة جائلون للسلع المختلفة، ومنها المياه والمناديل الورقية.
وأشار إلى أنّ الحكومة العراقية أهملت الأطفال الذين يمثلون الشريحة الأهم في المجتمع، داعيا المنظمات والجهات الحكومية إلى.
أطفال.. في مهن خطرة
اما في مصر فلا يزال الوضع كما هو عليه، حيث بلغ عدد الأطفال القصّر العاملين دون السن القانونية وفي مهن خطرة لا تتناسب مع أعمارهم بحوالي (2 مليون وستمائة ألف)، وهو رقم ينذر بالخطر إذا لم تتدخل الحكومة لتطبيق القوانين لمنع استغلال الأطفال وضمان حياة تليق بهم.
وينضم الى قائمة الأطفال المعذبين في العالم العربي أعداد الأطفال اليمنيين والليبيين والسودانيين الذين أنهكتهم الحروب ودمرت طفولتهم وحولتهم إلى عجائز رغم حداثة أعمارهم.