أول وكيل لقطاع الأخبار الإعلامي القدير محمد القحطاني: على الهواء مباشرة أكــون فـي قـمــة نشوتـي الإعلاميـة
هو أحد الإعلاميين الكبار.. صاحب منظومة إعلامية قادها بنجاح.. كما أنه صاحب رأي حر وجرأة في الطرح، قدم العديد من البرامج الإخبارية والحوارية الناجحة وكانت له بصمة في تطوير الإعلام الكويتي ووضعه على خريطة الإعلام العربي، ورغم أنه غير راض عن وضع الإعلام الحالي إلا أن طموحاته تسعى إلى إعادة العصر الذهبي للإعلام. عشقه للقراءة واطلاعه الواسع جعل منه شخصية إعلامية مميزة ومتفردة إنه الإعلامي الكبير محمد القحطاني الذي كان لنا معه هذا الحوار. وإليكم التفاصيل:
لماذا قلت إن عشقك الأول هو قطاع الأخبار؟
- لأن العمل الإعلامي، وبالتحديد البرامج السياسية والحوارية، هي الأقرب إلى قلبي رغم أنني عملت في قطاع المنوعات لفترة، ولكن يظل لقطاع الأخبار مكانته لدي.
لماذا تفضل أن تكون حلقاتك على الهواء مباشرة؟
- قليل جداً من حلقاتي سواء في الإذاعة أو التلفزيون مسجلة، والأغلب كان على الهواء مباشرة، لأني كنت أجد متعة في الحوار مع الضيف على الهواء.
وعلى الهواء مباشرة أكون في قمة نشوتي الإعلامية، ولذلك البرامج المسجلة في حياتي الإذاعية أو التلفزيونية قليلة جداً وجميع حلقات قناة أوربت كانت على الهواء.
ألم تكن هناك مواقف محرجة على الهواء؟
- هناك مواقف محرجة ولحظات لا تُنسى حدثت مباشرة على الهواء، ولكننا استطعنا تداركها لأنني أعمل مع فريق مدرب مهنيا وإعلاميا جيدا.
هل لك أن تذكر لنا بعضها؟
- في إحدى حلقات برنامج هذا الأسبوع مع ريتشارد نيوكم، وكان آنذاك مسؤولا في وزارة الخزانة الأميركية، وكان له دور كبير في إنقاذ الاستثمارات ورؤوس الأعمال الكويتية أثناء الغزو الصدامي، وسألني سؤالا أخجلني كإعلامي كيف تقابلني وتسألني عن الاقتصاد، ولديكم بطل انقاذ الاستثمارات الكويتية في الخارج د.فيصل الكاظمي؟ كيف تتحدث عن هذا الموضوع ولا يكون بجانبك دكتور فيصل الكاظمي، وكانت اجابتي أنني طلبته ولكنه رفض في الحقيقة.
ود.فيصل الكاظمي رجل يعمل بشموخ وإنكار للذات، وهذه النوعية لم تعد كثيرة في الكويت، وهو أول دكتور كويتي في الاقتصاد وله دور عظيم في الغزو، ولكن للأسف الإعلام الكويتي لم يسلط عليه الضوء، وكانت هذه من الحلقات المؤثرة وجدانيا ووطنيا في حياتي.
هذه هي قصة تأسيس إذاعة الخفجي في الغزو
ماذا عن تأسيس إذاعة الخفجي؟
- مع بداية الغزو الصدامي على الكويت بدأ التفكير في ضرورة إعادة بث الإذاعة الكويتية لينطلق صوت الكويت من الخفجي ومن موقع صغير كان في الأساس مركزاً لتقوية بث الإذاعة السعودية، وكنا فريقا وقد سبقتهم في الذهاب إلى هناك وجاء الآخرون بعد هروبهم عبر دروب الصحراء.
الإعلام أعطاني
ومنحني الكثير ولم يأخذ مني كما أعطاني
ماذا أخذ منك العمل الإعلامي وماذا أعطاك؟
- أنا مدين للإعلام بالكثير فالإعلام أعطاني ومنحني الكثير ولم يأخذ مني كما أعطاني وإن كنت بذلت الجهد والوقت، فكان له مردود عظيم عليَّ وعلى عائلتي فيكفيني أن أترك لأبنائي سمعة طيبة لوالدهم، فهذه هي حياة الإنسان والعمل الإعلامي بالنسبة لي حياة.
وماذا عن السوشيال ميديا في حياتنا؟
- أصبح لدينا إعلام جديد متمثل في السوشيال ميديا الذي بات من يحرك الناس وينقل الأخبار، وأعتقد أننا أصبحنا بحاجة لإعادة النظر في المنظومة الإعلامية ككل داخل الكويت.
ما رؤيتك للإعلام الكويتي؟
- واقع الإعلام الكويتي الحالي لا يسر وتنظمه الفوضى، وأعتقد أنه قد آن الأوان أن نعمل لضبط منظومة الإعلام، فالناس تهرب إلى السوشيال ميديا، ولا بد من وجود الوعي الجمعي للمجتمع الفعال على أرض الواقع من خلال الإعلام الرسمي.
الإعلام الحكومي مترنح وأداؤه غير مهني وغير احترافي، ووزارة الإعلام أصبحت مهترئة، وهذا لا يليق بالكويت، فقد كانت للكويت الريادة في إعلامها، وما أتحدث عنه الآن ينسحب على العديد من وزارات الإعلام في الدول العربية وليس فقط الكويت، ولا أعرف ما السر في عدم اهتمام الحكومة بالإعلام وهي تمتلك كل الميزانيات المطلوبة والأدوات.
ما السبب الذي جعلك تعتذر عن منصب رئيس وكالة «كونا» الكويتية؟
- لي الشرف أن تم تكليفي بهذا المنصب، ولكنني اعتذرت عن المنصب لأنني لمست عدم التقدير في التأخير في إصدار مرسوم التكليف الذي امتد لشهور، ولم أقبل بهذه الطريقة.
أصيبت مجتمعاتنا بآفة التنمر والتقوقع وعدم احترام الآخر
ما الآفة التي من وجهة نظرك قد أصابت مجتمعنا؟
- أصيبت مجتمعاتنا بآفة التنمر والتقوقع وعدم احترام الآخر، رغم أننا نمتلك الكوادر المحترمة التي ترفع اسم الكويت عالياً في كل مكان. ولكن الوعي المجتمعي أصيب في مقتل بعد أن نمت في الكويت الانتماءات القبلية والانتماءات الطائفية بشكل مخيف، ولن يعيد ترتيب وتنظيم المجتمع سوى إعلام قوي وسياسة حكيمة.
لا بد أن يكون هناك من يوجه الناس ليعيد لها مسارها وقيمها
وهل غابت القدوة عن المجتمع؟
- غابت القيم والقدوة وغاب المثال، فالناس تبحث عن القدوة، ولا بد أن يكون هناك من يوجه الناس ليعيد لها مسارها وقيمها.
كيف تقضي وقتك وهل هذه هي استراحة محارب؟
- منحني الله نعم الأبناء الذكور، ومَنّ عليَّ بالحفيدات الجميلات اللاتي أقضي معهن أمتع أوقاتي، كما أنني وجدت الوقت للاستمتاع بالسفر.
ماذا الذي يشغلك حالياً؟
- أعمل على إعداد كتابي الأول الذي أتناول فيه مرحلة ما قبل الغزو، والغزو، وما بعد التحرير.