تحقيقات
أخر الأخبار

ملهمة‭.. ‬دكتورة‭ ‬جامعية‭.. ‬وأم‭ ‬وجدة البطلة‭ ‬الكويتية‭ ‬د‭. ‬مي‭ ‬البدر‭ ‬ حققت‭ ‬حلم‭ ‬منافسة‭ ‬بطلات‭ ‬العالم

خطفت‭ ‬أنظار‭ ‬العالم‭ ‬كونها‭ ‬دكتورة‭ ‬جامعية‭ ‬وأما‭ ‬وجدة،‭ ‬والأهم‭ ‬أنها‭ ‬بطلة‭ ‬كويتية‭ ‬في‭ ‬الغوص‭ ‬الحر‭.. ‬إنها‭ ‬د‭. ‬مي‭ ‬البدر‭ ‬التي‭ ‬حققت‭ ‬إنجازا‭ ‬رياضيا‭ ‬مهما‭ ‬باسم‭ ‬الكويت،‭ ‬بحصولها‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬ميدالية‭ ‬نسائية‭ ‬خلال‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬العالم‭ ‬للغوص‭ ‬الحر،‭ ‬التي‭ ‬استضافتها‭ ‬الكويت‭.‬
د‭. ‬مي‭ ‬البدر‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬خاص‭ ‬مع‭ ‬‮«‬أسرتي‮»‬‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تجاوزتها‭ ‬واحدا‭ ‬تلو‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تحقيق‭ ‬إنجازها‭ ‬الرياضي،‭ ‬فلم‭ ‬يمنعها‭ ‬انشغالها‭ ‬الأكاديمي‭ ‬بالتدريس‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭ ‬عن‭ ‬ممارسة‭ ‬هوايتها‭ ‬الرياضية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬الهواية‭ ‬إلى‭ ‬الاحتراف‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬الغوص‭ ‬الحر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬وتاليا‭.. ‬تحقيق‭ ‬إنجاز‭ ‬تاريخي‭ ‬لهذه‭ ‬الرياضة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مشاركات‭ ‬الكويت‭ ‬ببطولة‭ ‬العالم‭.‬
كشفت‭ ‬د‭. ‬مي‭ ‬البدر‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬عملها‭ ‬الأكاديمي‭ ‬لم‭ ‬يتعارض‭ ‬يوما‭ ‬مع‭ ‬ممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬باحتراف،‭ ‬وذلك‭ ‬بتنظيم‭ ‬الوقت‭ ‬يمكن‭ ‬للإنسان‭ ‬تحقيق‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يهدف‭ ‬إليه‭.. ‬وإليكم‭ ‬التفاصيل‭:‬

كيف‭ ‬بدأت‭ ‬رحلتك‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الغوص؟
‏‭- ‬الغوص‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬كان‭ ‬حلما،‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الحلم‭ ‬في‭ ‬2019،‭ ‬منذ‭ ‬صغري‭ ‬وأنا‭ ‬أعشق‭ ‬البحر،‭ ‬بنت‭ ‬البحر‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬يقولون،‭ ‬أرافق‭ ‬والدي‭ ‬في‭ ‬رحلاته‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬ولكن‭ ‬تزوجت‭ ‬وأنجبت‭ ‬أطفالي،‭ ‬وزادت‭ ‬مسؤولياتي‭ ‬ودرست‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬ولدي‭ ‬أبحاثي‭ ‬وعملي‭ ‬في‭ ‬الجامعة،‭ ‬ولذلك‭ ‬شُغلت‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الحلم،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬سمحت‭ ‬لي‭ ‬ظروفي‭ ‬باتخاذ‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كبر‭ ‬الأبناء،‭ ‬وتزوج‭ ‬بعضهم‭ ‬واستقر‭ ‬الآخرون‭ ‬أيضا،‭ ‬وهنا‭ ‬رفعت‭ ‬شعار‭ ‬تحقيق‭ ‬الحلم‭ ‬لنفسي‭ ‬وبنفسي‭.. ‬وكنت‭ ‬حينها‭ ‬أبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬52‭ ‬عاما،‭ ‬وبدأت‭ ‬غوص‭ ‬السكوبا‭ (‬scuba‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬الغوص‭ ‬الذي‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬الغطاس‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يتنفس‭ ‬تحت‭ ‬الماء،‭ ‬بواسطة‭ ‬معدات‭ ‬خاصة‭ ‬ومحددة‭.‬
وتدرجت‭ ‬في‭ ‬تعلم‭ ‬السكوبا‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬مدربة‭ ‬سكوبا،‭ ‬وقررت‭ ‬أن‭ ‬أخوض‭ ‬تجربة‭ ‬الغوص‭ ‬الحر،‭ ‬وهو‭ ‬الغوص‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تستخدم‭ ‬فيه‭ ‬أجهزة‭ ‬التنفس‭ ‬الخارجية،‭ ‬ولكن‭ ‬يعتمد‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬الغواص‭ ‬على‭ ‬حبس‭ ‬نفسه‭ ‬أطول‭ ‬فترة‭ ‬ممكنة‭ ‬حتى‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬سطح‭ ‬الماء‭.. ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬إتقان‭ ‬الغوص‭ ‬الحر‭. ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬الرخصة‭ ‬من‭ ‬المستويات‭: ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬والثالث‭.‬

د‭. ‬مي‭ ‬البدر‭ ‬أستاذ‭ ‬دكتور‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الطب،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬صاحبة‭ ‬أول‭ ‬ميدالية‭ ‬نسائية‭ ‬كويتية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬للغوص،‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭: ‬كيف‭ ‬حققت‭ ‬معادلة‭ ‬التوافق‭ ‬بين‭ ‬مسؤوليات‭ ‬البيت‭ ‬والأبناء‭ ‬والعمل‭ ‬والرياضة؟
‏‭- ‬بعدما‭ ‬تخرجت‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬العلوم،‭ ‬أكملت‭ ‬دراستي‭ ‬للماجستير‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الطب،‭ ‬وتزوجت‭ ‬وأنجبت‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬الأبناء،‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬بعثة‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭ ‬للدكتوراه‭ ‬في‭ ‬إنجلترا،‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬بالفعل،‭ ‬وهناك‭ ‬أنجبت‭ ‬أبنائي‭ ‬التوأم‭ ‬أيضا،‭ ‬وعدت‭ ‬للكويت‭ ‬لأكمل‭ ‬أبحاثي‭ ‬ومشواري‭ ‬الأكاديمي‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬وظائف‭ ‬الأعضاء‭ “‬فسيولوجي‭”‬،‭ ‬وتدرجت‭ ‬من‭ ‬أستاذ‭ ‬مساعد‭ ‬لأستاذ‭ ‬مشارك‭ ‬ثم‭ ‬أستاذ‭.‬
كان‭ ‬أبنائي‭ ‬حينها‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬صغارا،‭ ‬ويحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬الرعاية‭ ‬والاهتمام،‭ ‬وكنت‭ ‬مكرسة‭ ‬وقتي‭ ‬بين‭ ‬البيت‭ ‬والأبناء‭ ‬وأبحاثي‭ ‬وعملي‭ ‬في‭ ‬الجامعة،‭ ‬وهذه‭ ‬كانت‭ ‬حياتي‭ ‬صراحة،‭ ‬وبعدما‭ ‬كبر‭ ‬الأبناء،‭ ‬وترقيت‭ ‬لدرجة‭ ‬أستاذ،‭ ‬وبعدها‭ ‬أصبحت‭ ‬عميدا‭ ‬مساعدا‭ ‬لمدة‭ ‬9‭ ‬سنوات‭ ‬بكلية‭ ‬الطب،‭ ‬ثم‭ ‬أخذت‭ ‬تفرغا‭ ‬لمدة‭ ‬عامين،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬ركزت‭ ‬فيها‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬مشوار‭ ‬الغوص،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬تدريبي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بطولة‭ ‬بل‭ ‬هواية،‭ ‬وأجهز‭ ‬حاليا‭ ‬لمدرب‭ ‬غوص‭ ‬حر‭.‬

في‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬تواصل‭ ‬معي‭ ‬ومع‭ ‬باقي‭ ‬أعضاء‭ ‬الفريق‭ ‬الكابتن‭ ‬عبدالله‭ ‬الصابري‭ ‬لمعرفته‭ ‬أننا‭ ‬حاصلات‭ ‬على‭ ‬رخصة‭ ‬في‭ ‬الغوص‭ ‬الحر،‭ ‬وأخبرنا‭ ‬بأن‭ ‬بطولة‭ ‬العالم‭ ‬للغوص‭ ‬الحر‭ ‬ستستضيفها‭ ‬الكويت‭ ‬على‭ ‬مجمع‭ ‬عبدالله‭ ‬الدخيل‭ ‬الأولمبي‭ ‬للألعاب‭ ‬المائية‭ ‬ب‍نادي‭ ‬كاظمة،‭ ‬والتي‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭.. ‬وتم‭ ‬ضمنا‭ ‬للاتحاد‭ ‬الكويتي‭ ‬للغوص‭ ‬والإنقاذ‭ ‬برئاسة‭ ‬م‭. ‬طلال‭ ‬السرحان‭ ‬لتكوين‭ ‬منتخب‭ ‬نسائي‭ ‬للغوص‭ ‬الحر،‭ ‬وكونا‭ ‬بالفعل‭ ‬الفريق،‭ ‬وكان‭ ‬معي‭ ‬شيخة‭ ‬بوعركي‭ ‬وزينب‭ ‬الوزان‭ ‬ومريم‭ ‬القطان‭ ‬وعلياء‭ ‬السالم‭.‬

كنا‭ ‬نتدرب‭ ‬يومياً‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬4‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬قبل‭ ‬أذان‭ ‬المغرب‭ ‬ونحن‭ ‬صائمون

ما‭ ‬التدريبات‭ ‬التي‭ ‬حصلتن‭ ‬عليها‭ ‬للاستعداد‭ ‬للبطولة؟
‏‭- ‬في‭ ‬الحقيقة،‭ ‬مشاركتنا‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬جاءت‭ ‬باجتهاد‭ ‬شخصي‭ ‬لكل‭ ‬منا،‭ ‬فنادي‭ ‬الغوص‭ ‬والإنقاذ‭ ‬الكويتي‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬منشأة‭ ‬رياضية‭ ‬خاصة‭ ‬بأنشطته،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬مسبح‭ ‬ولا‭ ‬مدرب،‭ ‬وحتى‭ ‬قبل‭ ‬البطولة‭ ‬بشهرين‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬تدريب‭ ‬لنا‭.. ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬على‭ ‬علامَ‭ ‬سنتدرب؟‭! ‬وهذه‭ ‬بطولة‭ ‬عالمية،‭ ‬ونتنافس‭ ‬مع‭ ‬350‭ ‬متنافسا‭ ‬من‭ ‬44‭ ‬دولة،‭ ‬ولكن‭ ‬كان‭ ‬لدينا‭ ‬إصرار‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬هدفنا،‭ ‬وبالفعل‭ ‬طلبنا‭ ‬من‭ ‬مدرب‭ ‬منتخب‭ ‬الرجال‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بتدريبنا،‭ ‬وبدأنا‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬قبل‭ ‬البطولة‭ ‬بخمسة‭ ‬أسابيع‭ ‬فقط،‭ ‬وفي‭ ‬أصعب‭ ‬وقت‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬وكنا‭ ‬نتدرب‭ ‬يوميا‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬4‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬قبل‭ ‬أذان‭ ‬المغرب‭ ‬ونحن‭ ‬صائمون،‭ ‬وكنت‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أطور‭ ‬نفسي‭ ‬بنفسي‭ ‬بالاطلاع‭ ‬على‭ ‬فيديوهات‭ ‬على‭ ‬اليوتيوب‭ ‬على‭ ‬التقنيات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمنافسات،‭ ‬وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬وجدنا‭ ‬دعما‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬مديرة‭ ‬الفرق‭ ‬النسائية‭ ‬في‭ ‬النادي‭ ‬والاتحاد‭ ‬الكويتي‭ ‬للغوص‭ ‬والإنقاذ‭ ‬الكابتن‭ ‬هنادي‭ ‬الزعابي‭ ‬وم‭. ‬طلال‭ ‬السرحان‭ ‬وكابتن‭ ‬عبدالله‭ ‬الصابري‭.‬

بكيت‭ ‬قبل‭ ‬خروجي‭ ‬من‭ ‬المسبح‭ ‬لأنني‭ ‬كنت‭ ‬محبطة‭.. ‬وبعدها‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬الميدالية

ماذا‭ ‬عن‭ ‬كواليس‭ ‬المنافسات‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬معك؟
‏‭- ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬للبطولة‭ ‬العصر‭ – ‬لله‭ ‬الحمد‭ – ‬حققت‭ ‬رقما‭ ‬وطنيا‭ ‬للكويت‭ ‬وهو‭ ‬2:07.67‭ ‬دقيقة‭ ‬في‭ ‬منافسات‭ “‬السرعة‭ ‬50×2‭ ‬متر‭” ‬Speed apnea 2×50،‭ ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬الثاني‭ ‬كانت‭ ‬منافسات‭ “‬السرعة‭ ‬50×4م‭” ‬العصر،‭ ‬وكانت‭ ‬معي‭ ‬متسابقتان‭ ‬فقط،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أنني‭ ‬سأحصل‭ ‬على‭ ‬البرونزية‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬حدث‭ ‬معي‭ ‬موقف‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بالحسبان‭ ‬نهائيا،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬صباحا‭ ‬حدثت‭ ‬لي‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬الزعانف،‭ ‬مع‭ ‬التوتر‭ ‬والضغط‭ ‬النفسي‭ ‬لم‭ ‬أستطع‭ ‬إكمال‭ ‬المسابقة،‭ ‬وخرجت‭ ‬قبل‭ ‬إكمال‭ ‬200‭ ‬متر،‭ ‬وهنا‭ ‬بكيت‭ ‬قبل‭ ‬خروجي‭ ‬من‭ ‬المسبح،‭ ‬لأنني‭ ‬كنت‭ ‬محبطة،‭ ‬وشعرت‭ ‬بأنني‭ ‬خذلت‭ ‬فريقي،‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬أبعد‭ ‬نفسي‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬ضغوط،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يؤثر‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬بعيد‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬الرياضي،‭ ‬وظللت‭ ‬طوال‭ ‬الليل‭ ‬وأنا‭ ‬أبكي،‭ ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬الثالث‭ ‬ذهبت‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬هدأت،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لدي‭ ‬أي‭ ‬شعور‭ ‬بأنني‭ ‬سوف‭ ‬أحقق‭ ‬مركزا،‭ ‬لأن‭ ‬معي‭ ‬6‭ ‬من‭ ‬بطلات‭ ‬العالم،‭ ‬وهنا‭ ‬طلبت‭ ‬من‭ ‬الكابتن‭ ‬عبدالله‭ ‬الصابري‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬منافسات‭ ‬كتم‭ ‬النفس،‭ ‬لأن‭ ‬الكابتن‭ ‬كان‭ ‬يعطيني‭ ‬إشارات‭ ‬عن‭ ‬الوقت،‭ ‬‏وسجلت‭ ‬زمنا‭ ‬قدره‭ ‬4:42:87‭ ‬لأحصل‭ ‬على‭ ‬الميدالية‭ ‬البرونزية‭.. ‬وغادرت‭ ‬مباشرة‭ ‬يومها‭ ‬إلى‭ ‬المنزل،‭ ‬لتتصل‭ ‬بي‭ ‬كابتن‭ ‬هنادي‭ ‬وتبلغني‭ ‬بفوزي‭ ‬بالبرونزية،‭ ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬الأخير‭ ‬للبطولة‭ ‬حققت‭ ‬رقما‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬أيضا‭.‬

ما‭ ‬طقوسك‭ ‬في‭ ‬الغوص؟
‏‭- ‬في‭ ‬الغوص‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يحافظ‭ ‬الغواص‭ ‬على‭ ‬الهدوء‭ ‬النفسي‭ ‬والسكينة،‭ ‬لذلك‭ ‬نحاول‭ ‬التدرب‭ ‬على‭ ‬اليوغا؛‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬ينظم‭ ‬التنفس،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬لي‭ ‬أثناء‭ ‬الغوص‭ ‬الثابت‭ ‬تحديدا،‭ ‬اقرأ‭ ‬بعض‭ ‬الآيات‭ ‬القرآنية‭ ‬التي‭ ‬تمنحني‭ ‬الهدوء،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬أعلم‭ ‬أنني‭ ‬عندما‭ ‬أقرأ‭ ‬هذه‭ ‬الآيات‭ ‬لمرات‭ ‬معينة‭ ‬تستغرق‭ ‬معي‭ ‬وقتا‭ ‬محددا،‭ ‬وبذلك‭ ‬أحدد‭ ‬كم‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬قضيتها‭.‬
أما‭ ‬عن‭ ‬المشروبات،‭ ‬فنحن‭ ‬نقلل‭ ‬من‭ ‬تناول‭ ‬المنبهات‭ ‬من‭ ‬الكافيين‭ ‬والمشروبات‭ ‬الغازية؛‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬ضربات‭ ‬القلب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬أثناء‭ ‬الغوص،‭ ‬وتجنب‭ ‬البقوليات‭ ‬والخضراوات‭ ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬الغازات‭.‬

ما‭ ‬رسالتك‭ ‬وهدفك‭ ‬من‭ ‬الغوص؟
‏‭- ‬الغوص‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬شغف،‭ ‬ولدي‭ ‬رسالة‭ ‬بأن‭ ‬أجعل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يود‭ ‬أن‭ ‬يخوض‭ ‬تجربة‭ ‬الغوص‭ ‬أن‭ ‬آخذ‭ ‬بيده‭ ‬ليحقق‭ ‬حلمه‭.‬

إصراري‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬حلمي
‏‭ ‬وجهادي‭ ‬مع‭ ‬نفسي‭ ‬اكتسبتهما‭ ‬من‭ ‬والدي

مَنْ‭ ‬مِن‭ ‬الأبناء‭ ‬والأحفاد‭ ‬يشاركك‭ ‬هذه‭ ‬الهواية؟
‏‭- ‬حفيدتي‭ “‬في‭”.. ‬عمرها‭ ‬الآن‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬وأدخلتها‭ ‬الغوص‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬8‭ ‬سنوات،‭ ‬وكانت‭ ‬فرحتها‭ ‬لا‭ ‬توصف‭.. ‬وبالفعل‭ ‬قمت‭ ‬بتدريبها،‭ ‬وأخذت‭ ‬أول‭ ‬رخصة‭ ‬في‭ ‬الغوص،‭ ‬أما‭ ‬حفيدي‭ “‬عبدالرزاق‭”.. ‬عمره‭ ‬الآن‭ ‬8‭ ‬سنوات،‭ ‬فبدأ‭ ‬في‭ ‬تعلم‭ ‬الغوص،‭ ‬وطوال‭ ‬الوقت‭ ‬يسألون‭: “‬متى‭ ‬راح‭ ‬نطلع‭ ‬للبحر‭”‬؟

من‭ ‬الذي‭ ‬دعم‭ ‬وشجع‭ ‬د‭. ‬مي‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز؟
‏‭- ‬وجدت‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والتشجيع‭ ‬والفرحة‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬عائلتي،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬زوجي‭ ‬كان‭ ‬رافضا‭ ‬لفكرة‭ ‬تعلم‭ ‬الغوص‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬تحقيقي‭ ‬لحلمي‭ ‬من‭ ‬التعلم‭ ‬والتدريب‭ ‬وتحقيق‭ ‬نجاح‭ ‬في‭ ‬الغوص،‭ ‬أصبح‭ ‬فخورا‭ ‬بي‭ ‬وداعما‭ ‬لي‭.‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬الوالد‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭)‬؟
‏‭- ‬والدي‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭) ‬كان‭ ‬لديه‭ “‬بوم‭ ‬كويتي‭”‬،‭ ‬وكان‭ ‬يصطحبنا‭ ‬لنذهب‭ ‬في‭ ‬العطلة‭ ‬الأسبوعية‭ ‬لجزيرة‭ ‬كبر،‭ ‬وكان‭ ‬عاشقا‭ ‬للبحر،‭ ‬وإصراري‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬حلمي‭ ‬وجهادي‭ ‬مع‭ ‬نفسي‭ ‬اكتسبتهما‭ ‬من‭ ‬والدي‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭).‬

كثير‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬عمري‭ ‬يعتقدن‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬فات‭ ‬أوان‭ ‬تحقيق‭ ‬الأحلام

ما‭ ‬شعورك‭ ‬عندما‭ ‬وقفت‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬التكريم‭ ‬لفوزك‭ ‬بالميدالية؟
‏‭- ‬رغم‭ ‬أنني‭ ‬كرمت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬الكويت‭ ‬للتقدم‭ ‬العلمي‭ ‬لأفضل‭ ‬الأبحاث،‭ ‬ونلت‭ ‬ميدالية‭ ‬ودرعا‭ ‬لفوز‭ ‬أبحاثي‭ ‬الأكاديمية،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬عندما‭ ‬وقفت‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬التكريم‭ ‬أحسست‭ ‬بمشاعر‭ ‬لا‭ ‬توصف،‭ ‬مشاعر‭ ‬تفوق‭ ‬الكلمات‭.. ‬هي‭ ‬فخر‭ ‬بأنني‭ ‬رفعت‭ ‬اسم‭ ‬الكويت،‭ ‬هي‭ ‬فخر‭ ‬بأنني‭ ‬حققت‭ ‬حلمي‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬أولا‭ ‬ثم‭ ‬بنفسي‭ ‬وبمجهودي‭.. ‬ولأن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬عمري‭ ‬يعتقدن‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬فات‭ ‬أوان‭ ‬تحقيق‭ ‬الأحلام‭.‬

ما‭ ‬مفهوم‭ ‬جملة‭ ‬‮«‬أعيش‭ ‬حياتي‮»‬‭ ‬لدى‭ ‬د‭. ‬مي؟
‏‭- ‬أعيش‭ ‬حياتي‭ ‬بسلام‭ ‬وبما‭ ‬أحبه‭ ‬وأحب‭ ‬أن‭ ‬أقوم‭ ‬به،‭ ‬لا‭ ‬أنظر‭ ‬لعمري‭ ‬كعائق،‭ ‬ولا‭ ‬أدفن‭ ‬أحلامي‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬كلام‭ ‬الناس‭ ‬والمجتمع،‭ ‬لأنه‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬لدي‭ ‬مقدرة‭ ‬على‭ ‬العطاء،‭ ‬وهذا‭ ‬شعاري‭ ‬على‭ ‬الإنستجرام‭ “‬Let age change you‭, ‬change the way you age‭”.‬

كلمات‭ ‬تأثرت‭ ‬بها‭.‬
‏‭- ‬عندما‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬تعلم‭ ‬الغوص،‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬شهادات‭ ‬ودورات،‭ ‬وتدرجت‭ ‬فيه،‭ ‬وخلال‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭ ‬أصبحت‭ ‬مدربة،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الأثناء‭ ‬وصلني‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يقول‭ “‬ليش‭ ‬دايسة‭ ‬بنزين،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمر؟‭”‬،‭ ‬ولم‭ ‬توقفني‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭ ‬السلبية،‭ ‬بل‭ ‬زادتني‭ ‬ودفعتني‭ ‬لتحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬والنجاح‭.‬

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق