لو كانت الأرض تتكلم، لضحكت فرحًا، وقالت:
الحركة على سطحي هدأت، ولم تعد السيارات والقطارات وجميع وسائل النقل البري تؤذي سطحي وتنهكه.. أصبحت الطيور والعصافير تطير وتمرح على الأشجار.. ورودي لا تُقطف، وأشجاري لا تُقطع.. لا قنابل تُدمر تربتي، ولا دبابات تهزني بعنف.. شواطئي وصحرائي أصبحت نظيفة دون نفايات قذرة!
ولو كانت السماء تتكلم، لأخذت نفسًا عميقًا ثم قالت:
ما أحلاه من هواء نقي نظيف، أشم فيه رائحة البحار والغابات والصحارى.. ما أجمل سحبي البيضاء! لقد أصبحت ناصعة البياض، لا عوادم تلوثها، ولا دخان يقتل الطيور الجميلة، وفي الليل أصبحت نجومي تلمع وتتلألأ..
لا طائرات ولا صواريخ حربية وقذائف تؤذي صفائي وهدوئي.
لو كانت البحار تتكلم، لرقصت أمواجها فرحة، وقالت:
كم أنا شفافة ونظيفة! أسماكي تسبح بحرية، طحالبي وأعشابي نمت وكبرت، لا حركة ولا بواخر تزعجني، ولا نفايات تلوث مياهي.
لحظة.. نعم، لحظة! صرخت الأرض والسماء والبحار جميعها في وقتٍ واحد:
يا بشر، يا إنسان.. لقد استرجعنا جزءًا من حياتنا الجميلة وروحنا العذبة، ولكننا حزانى عليكم؛ فقد خلق الله لكم الأرض والسماء والبحار لتعمروها، ولكنكم دمرتموها باسم التطور والحضارة والاستمتاع، وآذيتم كلَّ جميل على الأرض أو في السماء والبحار.. كم نتألم لكم؛ لقد فقدتم الكثير منكم، كما فقدنا نحن الكثير من جمالنا وصحة طبيعتنا وعذوبة حياتنا.
لمَ حُرمتم من كل ذلك؟! وهل استوعبتم الدرس؟ هل أدركتم العبرة ممّا حدث؟!
نحن خُلقنا نعمة لكم، فحافظوا علينا وعلى جمالنا.
في اكلمة محبةب:
نعتذر لمخلوقات الله: الأرض والسماء والبحار..
ونحن آسفون لكم