لم تكن حقيبة يد ملكة إنجلترا الراحلة إليزابيث الثانية التي لم تفارقها على مدار العقود الماضية مجرد حقيبة كتلك التي تحملها أي امرأة أخرى، بل كانت إن صح التعبير لسان حالها في الاجتماعات الرسمية، فعن طريقها كانت صاحبة الجلالة تُرسل لفريق عملها إشارات ورسائل مشفرة عما تريد عمله دون أن تنطق بأي كلمة أمام ضيوفها أو أن يلاحظ الحضور ذلك.
وقبل أن نسرد رسائل حقيبة الملكة السرية علينا أولاً أن نتعرف عليها، فالملكة التي اشتهرت بأناقتها اللافتة كانت تقتني أكثر من 200 حقيبة يد أغلبها من علامة “Launer” التجارية التي حازت وسام الضمان الملكي من العائلة المالكة بعد أن اعتادت على تصميم حقائب الملكة منذ عام 1968 حتى وفاتها في بداية الشهر الماضي.. وكانت الملكة تفضل الأحجام المتوسطة والألوان التقليدية كالأسود والأبيض والبيج سواء اللامع منها أو المطفي.
رسائل الملكة عبر حقيبتها
استعرض المؤرخ الملكي هوغو فيكرز رسائل الملكة السرية لفريق عملها بالقصر، وقال في حديث لمجلة ابيبولب البريطانية:
1 – نقل حقيبتها من ذراع إلى أخرى
إذا نقلت الملكة حقيبة يدها من الذراع اليسرى إلى الذراع اليمنى أثناء الحديث مع أي من كان، فهذا يعني أنها تريد من أحد الموظفين أن يقاطع المحادثة وأن ينهيها فوراً بشكل ديبلوماسي وسلس.
2 – وضع حقيبة اليد على الطاولة
معروف أن حقيبة الملكة كانت تحتوي على بعض الأغراض البسيطة كقلم الحمرة ومرآة صغيرة إلى جانب علاقة معدنية تستخدمها في تعليقها أسفل الطاولة، ولكن في حال وضعتها على طاولة الطعام، فهذا يعني حسب فيكرز أنها تريد إنهاء الوجبة في غضون 5 دقائق على أقصى تقدير.
3 – وضع حقيبة اليد على الأرض
أما إذا حدث ووضعت الملكة حقيبتها على الأرض، فهذا دلالة على أنها حسب نفس الصحيفة لا تستمتع بالمحادثة، وتأمل أن تأتي مساعدتها لإنقاذها.
4 – وضع الحقيبة على الكرسي
وفي حال شعرت الملكة الراحلة بالارتياح بالحديث مع الضيف وتريد الاستمرار لبعض الوقت فتضع حقيبتها على الكرسي.
5 – إزاحة الحقيبة من مكانها
وإذا أزاحت صاحبة الجلالة حقيبتها من مكانها قليلاً على الطاولة، فهذا يعني أنها جاهزة للمغادرة الفورية.
وتقول صحيفة الميرور البريطانية إنه في حال لم تستطع الملكة استخدام حقيبة يدها، فإنها تستخدم خاتم زواجها لبعث رسائل مماثلة إلى المسؤولين الملكيين، حيث تقوم بإدارة الخاتم حول إصبعها برفق، لتؤكد رغبتها في إنهاء المحادثة بسرعة، أما إذا استمرت في إدارته، فهذا يدل على أنها تود المغادرة على الفور.
وبمجرد استقبال المسؤولين لهذه الإشارات، يسارع الموظفون لمقاطعة المحادثة قائلين إن الملكة مطلوبة من أجل أمر ضروري آخر.
وفي أثناء وجودها في قصر باكينغهام، قيل إن لديها جرسا سريا تقوم برنه عندما تريد من الموظفين فتح الأبواب لمرافقة الشخص الذي ترغب في إنهاء المحادثة معه على الفور.