المصورة لمياء قرقـاش تعيـد الـمـنـــــــــــازل المهجورة للحياة بعدسة الجمال
في دبي والشارقة وعجمان
قرّرت الفنانة الإماراتية لمياء قرقاش أن تعيد الحياة لمنازل وقصور مهجورة ذات تاريخ طويل بعدسة كاميرتها.وقد اطلقت على ما جمعته من صور عنوان «Presence»، أي «التواجد»، وقد قررت الفنانة رصد هذه المنازل الموجودة في دبي والشارقة وعجمان التي تمر بمراحل متسلسلة عند الانتقال منها حتى تصبح مهجورة بالكامل أخيراً!
الجميل في تلك المنازل أنها تعكس تصاميم الثقافة الناشئة بعد مرحلة الطفرة النفطية، أي قبل نحو 30 عاماً. الغريب في الامر أن هذه المنازل المهجورة التي التقطتها قرقاش قد اعتبرها أصحابها قديمة جداً مع أن عمرها فقط يصل احياناً إلى 20 عاماً أو 25 عاماً فقط، لكن الحداثة الطاغية والرغبة في التجديد والتنوع جعلت تلك المنازل مهجورة مبكرا، مما دفع قرقاش إلى إعادة الحياة الى تلك المنازل التي هجرت مبكرا كي تبقى في الذاكرة ولو في شكل صور جميلة تبرز جمال تلك المنازل، فعقلية الحداثة التي تطغي على الكثير من الاحتفاظ بالجمال في حياتنا وتطالب بتغييره سريعاً باسم التجديد والملل هي التي دفعت الفنانة الإماراتية إلى العمل على المشروع بشكل أعمق ومحاولة التعرف على مفهوم الناس عن الزمن،
وربما الاحتفال أو إقامة الحداد على هذه الأماكن التي لا يعتبرها البعض مهمة بشكل كافٍ للحفاظ عليها أو توثيقها.
كما أن خلف هذا المشروع الجميل لقرقاش تجربة شخصية لها، فبعد أن انتقلت من منزلها منذ نحو 6 سنوات، راودتها مشاعر الفضول للعودة إليه مرة أخرى، الأمر الذي كان دافعاً لها للبدء في رحلة فوتوغرافية، لتوثيق المنازل والأماكن المهجورة.
ومع أن هذه المنازل التي صورتها بجمال ورقي قرقاش تُعتبر بالنسبة للبعض فارغة وغير مثيرة للاهتمام، فإنها تعني العكس تماماً بالنسبة إليها، فهي تراها بعدسة الجمال، فقد لاحظت -بعين الفنانة المصورة- أن هذه الأماكن تتميز بجمال تفاصيلها والقصص التي تجدها وراء كل باب فيها.