«تشكيل 2022» رسائل فنية في لوحات مميزة محسن الشمري.. مـزج بريشتـه بين الأصالة والحداثة
احتضنت ساحة (سكاي) الخارجية لمجمع الأفنيوز أكثر من 30 لوحة فنية رسمتها ريشة الفنان التشكيلي محسن الشمري، يعبّر فيها عن فلسفته الخاصة، التي تختص بالتراث الكويتي والخليجي والعربي المعاصر، ويستدعي بها الذكريات الجميلة، لتخلق جوّا من الهدوء والطمأنينة.
برؤية أصيلة معمقة وهدف إنساني سامٍ، أقام الفنان محسن الشمري المعرض الفني التشكيلي الرابع للفنان والأول بعد عودة الحياة تدريجياً بسبب ما فرضته جائحة كورونا، والذي افتتح بعنوان “تشكيل 2022″، حيث إنه اعتاد على تسمية معارضه بتاريخ السنوات لتوثيق أعماله.
بالخطوط وبألوان (الكريلك) يحملك الفنان الشمري إلى آفاق الماضي لتجد نفسك تمعن النظر في اللوحات والشوق والحنين إلى الماضي يغمرك بأسلوب الحياة البسيط الذي تطرق إليه العديد من لوحاته، ويحتفي الفنان الشمري بالمرأة وبالخيل العربية الأصيلة، ليقدم لنا أفكاراً مختلفة مزجت بين رموز التراث الخليجي من زي وخناجر وزينة المرأة وذهبها والبخنق، كما وضحت اللوحات التناغم والانسجام الموجود في ثقافة الفن التشكيلي.
كل لوحة فنية يعبر بها الفنان التشكيلي محسن الشمري عن موضوع، ومثال على ذلك لوحة (سمات شخصية) التي تدل على الشخصيات المختلفة في المجتمع الكويتي، فهناك عقول منفتحة ولديها تقبل للفكرة التي تأتي من الخارج وتقبلها بعد أن (تتفلتر)، وهناك أشخاص لديهم خوف من مواكبة كل شيء جديد وسماع فكرة جديدة، وأيضاً هناك من هم يوازنون بين الأفكار الحديثة والتقليدية، وهذا ما تدل عليه اللوحة، وفيها رسمت (الدلة) التي ترمز للأصالة والإنسان التقليدي، أما فيما يخص شعارات الشركات العالمية الغربية، فهي دليل على الأفكار الحديثة، وهنا مزجت بين الأصالة والحداثة من ناحية الفكر.
لوحاته حملت أشعار أمير الشعراء
الشمري دائم البحث عن التجديد والابتكار والبعد عن تقليد، فاعتلت أبيات شعر الفصحى لوحاته (تملّكتِ الفؤادَ بدون علمي، فما أزهى الفؤادَ وأنت فيه)، ومزجها برسمته لتجمع الفتيات في حوش البيت وهن يلعبن بسعادة، ومن أشعار أمير الشعراء (أحمد شوقي) جاء بقوله عن العيون (وتعطّلت لغة الكلام وخاطبت عيني في لغة الهوى عيناك) فجمع بينها وبين الخيل العربي الشامخ.