دعوة إلى التغيير لنكهة الحياة.. نـجـحـوا في تغييـر حيـاتهـم والتكيف الناجح.. بتغيير ألوانهم
معروف عن «الحرباء» أنها تمتلك قدرة عجيبة على تغيير لون جلدها بمهارة عجيبة من اللون الأخضر المزرق الغامق إلى اللون البرتقالي المائل إلى الأصفر. وقد درسها الباحثون كثيراً باعتبار أن تغيير لونها نوع من التكيف مع البيئة المحيطة.. تعتبر الحرباء خضراء بشكل طبيعي، لذا فهي تندمج وتتماهى مع بيئتها للتمويه حماية لنفسها من الحيوانات المفترسة. كما أنه من خلال تغيير اللون، يمكن للحرباء جذب رفيق أو شريك في التكاثر أو حتى تخويف حيوان مفترس، مما يسمح لها بالبقاء على قيد الحياة بشكل أفضل من بقية الكائنات الأقل قدرة على ذلك.
التغيير هو قانون الحياة والتنوع هو نكهة الحياة
لماذا يغير الناس الألوان مثل الحرباء؟
طرح هذا السؤال على الموقع الشهير للمناقشات وتبادل الآراء “كورا” وجاءت الإجابات بشهادات حية من أناس عاشوا تجربة تغيير الألوان لتغيير حياتهم.
التكيف مع التغيير
يقول روهان: لا يمكن للناس في الوقت الحاضر البقاء ثابتًا حتى يغيروا الألوان وفقًا للحالة.. هناك عدد قليل جدًا من الأشخاص الذين يبدو أنهم من نفس اللون حتى في الظروف المعاكسة، في هذه الحالة نرى أشخاصًا دائمين مثل الناس العاديين، ولكن عاجلاً أو آجلاً نرى أعمالهم غير العادية.
في فيلم Jurassic Park جملة حوار تقول: يمكن احتواء الحياة. الحياة تجد طريقها. الحياة تتحرر، هذه ليست فقط ثلاث عبارات تروي قصة تطور الحياة، بل تقول إن تلك المخلوقات التي تكيفت مع التغيير نجت فقط وهناك شيء ينص على أن الشخص الذي لا يتغير بمرور الوقت يتضاءل!
تغيير الألوان أمر جيد، ولكن عندما تكون على صواب أخلاقيًا، ويجب أن تكون نيتك لسبب صحيح.
«هيثر هولمز»: عندما تمرين بأزمة في الحياة يمكن أن يساعدك تغيير لون شعرك أو قصته على الشعور بالتحسن.. كنوع من التمكين لنفسك! إنه تجديد لشخصيتك كفرد!
مع الضغوط
تحت سؤال: لماذا يغير الناس شعورهم عندما يمرون بأزمة ما؟ تجيب “هيثر هولمز” عن تجربتها الخاصة بأن الأمر يتعلق بالسيطرة. عندما تمرين بأزمة في الحياة، صعب، مزعج… إلخ، ستجدين أن هناك أشياء كثيرة خارجة عن إرادتك أو سيطرتك. لكن شعرك ليس كذلك. يمكن أن يساعدك تغيير لون شعرك أو قصته على الشعور بالتحسن. يمكن أن يكون نوعا من التمكين لنفسك! إنه تجديد لشخصيتك كفرد. يمكن أن يساعدك هذا الشيء في التعامل مع الأشياء التي لا يمكنك التحكم فيها. إنها خطوة إيجابية. إنه شيء ممتع عندما تكون متوترًا. يتعلق الأمر بصحتك العقلية. وهو شيء يمكنك تغييره وقتما تشاء.
«سارة».. نجحت في تخفيف حدة الاكتئاب تدريجياً عندما قررت تغيير ألوان طلاء غرفتها ومن ثم ألوان ملابسها القاتمة
لتغيير الحالة المزاجية
هناك الكثيرون جدا الذين يحاولون تغيير الحالة المزاجية لهم (المود) بتغيير ألوانهم سواء ألوان ملابسهم أو الوسط المحيط بهم. ولذلك يخبرنا المركز المتخصص في الصحة النفسية (ماونتن فيستا سيكولوجي) بأن اللون يؤدي دورًا مؤثرًا في حياتنا أكثر مما ندركه. يمكن أن يؤثر على عقولنا وأجسادنا ومزاجنا العام. تعتبر الطريقة التي يُنظر بها إلى اللون أمرًا شخصيًا بالنسبة للبعض، ولكن لدينا ألواناً معترفا بها على نطاق واسع لأشياء معينة في جميع أنحاء العالم. الألوان القريبة من الطيف الأحمر هي ألوان أكثر دفئًا، بما في ذلك الأحمر والبرتقالي والأصفر. تثير هذه الألوان الدافئة مشاعر تتراوح بين مشاعر الدفء والراحة ومشاعر الغضب والعداء. بينما تشتهر الألوان الزرقاء مثل البنفسجي والأخضر بإثارة مشاعر الهدوء أو الحزن أو اللامبالاة.
كما يتساءل موقع (ساينس أند بيبول): هل يمكن للون الذي ترتدينه أن يؤثر حقًا على مزاجك؟ يقول البحث العلمي نعم، يمكن أن يؤثر اللون تمامًا على مزاجك وسلوكك ومستويات التوتر لديك.
ويقول اختصاصي الألوان ليتريس آيزمان إن كيفية تأثير الألوان علينا يرتبط بسلوك الألوان في الطبيعة. كما سأل آيزمان آلاف الأشخاص عن رأيهم في ألوان معينة، ووجد العديد من الأنماط من التفكير والمشاعر والاستجابات.
لذلك تخبرنا (سارة) كيف غيرت حياتها والمزاج العام لها بشكل تدريجي مؤثر عندما قررت تغيير ألوان طلاء غرفتها؛ ومن ثم ألوان ملابسها القاتمة التي كانت تساهم في بقاء الاكتئاب لديها، وذلك بناء على نصيحة من معالجها النفسي. وقد فوجئت سارة بالتغيير التدريجي في مزاجها العام، وفي خفة حدة الاكتئاب!
«ماريا كوستانتينو»: الألوان تلوّن لغتنا في التعبير عن المشاعر بل تغيير هذه اللغة بشكل إيجابي أو سلبي
لشفاء المشاعر
يمكن أيضاً استخدام علم نفس الألوان كعلاج نفسي في بعض الحالات.. في الواقع مارست الثقافات القديمة شيئًا يسمى العلاج بالألوان، أو الطب الخفيف، والذي يستخدم الألوان للشفاء. وبالرغم من الجدل العلمي حول فاعلية العلاج بالألوان، فإنه من الثابت أنه مؤثر في بدايات خطة العلاج تحديدا.
لذلك تؤكد ماريا كوستانتينو، المحاضرة في كلية لندن للأزياء، عبر تجربتها الخاصة مع الألوان في لقاء مع “هاربر بازار”: يرتبط اللون ارتباطًا وثيقًا بالمشاعر. فالألوان تلون لغتنا في التعبير عن هذه المشاعر، بل تغيير هذه اللغة بشكل إيجابي أو سلبي، حيث نقول إننا” نشعر بالأسى (Blue) (نشعر باللون الأزرق)..” نشعر بالخطر أو التحذير (Red) (نشعر باللون الأحمر)..” نشعر بالحسد (Green) (نشعر باللون الأخضر).. أو “نشعر بالانفعال العاطفي” نشعر باللون الوردي” (Pink).