د مريم هل تصلح الأجهزة الحديثة ما صنعـته الأزمنة القديمة.. للبشرة؟
طبيبة الأمراض الجلدية والتناسلية دكتورة مريم
لم تعد أغلب المشاكل التي تتعرض لها البشرة أمرا عصيا على أطباء الأمراض الجلدية والتناسلية،
خصوصا مع الثورة التكنولوجية الحديثة وتقدمها في مجال استعادة شبابها وإعادة عقارب الزمن إلى الوراء
لعدة سنوات أو علاج العديد من المشكلات التي كانت حتى وقت قريب مستحيلة العلاج.
ولكن..
هل تستطيع تلك التقنيات الحديثة وحدها سواء كانت من أجهزة الليزر أو الموجات فوق الصوتية أن تعالج البشرة بنسبة مائة في المائة دون أي تدخل جراحي؟
الإجابة بالقطع «لا» حسب ما أكدته طبيبة الأمراض الجلدية والتناسلية د مريم بعيادة «علاج» الطبية.
أجهزة الليزر وعلاجات البشرة المختلفة ليست سحراً كما يعتقد البعض.. وإنما جزءاً رئيسياً من برنامج علاج متكامل
وقالت:
إن أجهزة الليزر وعلاجات البشرة المختلفة ليست سحرا كما يعتقد البعض، وإنما هي جزء رئيسي من برنامج من العلاج المتكامل الذي يحدده الطبيب المختص مع المريضة للوصول لأفضل النتائج المرجوة،
في إشارة إلى ضرورة مصارحة الطبيب لمريضته بالنتائج المتوقعة من العلاج حتى تكون الصورة واضحة منذ البداية.
الأجهزة الحديثة أصبحت متقدمة جدأ فبعضها يعالج بعض الأمراض المستحيل علاجها حتى وقت قريب
الأهم من الأجهزة مهارة الطبيب في استخدامها وحسن اختيارها
وأضافت د.مريم: الأجهزة الحديثة أصبحت متقدمة بشكل كبير وغير متوقع حتى ان بعضها بات يعالج بعض الأمراض التي كان يستحيل علاجها حتى وقت قريب كالوردية على سبيل المثال..
الاهم من الأجهزة هو مهارة الطبيب ليس فقط في كيفية استخدامها ولكن أيضا حسن اختيار الجهاز المناسب لعلاج المشكلة.
واستطردت:
إن استخدام بعض تقنيات الليزر أو الموجات فوق الصوتية في غير محلها لن يعطي أية نتائج إيجابية في علاج المريض،
والأسوأ انه يحط من سمعة الجهاز دون وجه حق، فقد لا ينحج جهاز ما في علاج بعض المشاكل كونه غير معد لمعالجتها بينما يمكن أن يعطي نتائج مبهرة في علاج مشاكل أخرى صمم لها.
علاج البشرة يعتمد على نوعها لا عمرها
وأكدت د مريم على أن اختيار العلاج المناسب لحالة المريضة سواء كان من الكريمات أو الادوية أو أجهزة الليزر يعتمد بالدرجة الاولى
على حالة البشرة لا عمر المريضة، فقد تتطلب بعض الحالات المرضية الخاصة بالفتيات الشابات اللاتي يعانين من حبوب الشباب أو العلامات
التي تليها وقد تصل إلى حد الحفر العميقة إلى علاجات متنوعة وقوية بالمقارنة بسيدة كبيرة لا تحتاج إلا إلى بعض العناية البسيطة.
ضرورة التزام المريضة ببرنامج للعناية ببشرتها قبل الخضوع لأي علاجات خارجية
يُفضل أن تحصل البشرة على كفايتها من الترطيب والتغذية قبل البدء في الخطوة التالية
وتفضل الطبيبة المختصة أن تبدأ سلم العلاج من أوله دون القفز على بعض الخطوات الرئيسية،
فهي تؤكد ضرورة أن تلتزم المرضة ببرنامج للعناية ببشرتها قبل الخضوع لأي علاجات خارجية أخرى كالليزر أو الموجات فوق الصوتية.
وأشارت إلى أنها تفضل أن تحصل البشرة على كفايتها من الترطيب والتغذية لفترة لا تقل عن عشرة أيام قبل البدء
في الخطوة التالية التي قد لا تحتاج اليها فبعض المشاكل تظهر بسبب سوء العناية بالبشرة وإهمالها أو اتباع بعض العادات الخاطئة التي تزيد من مشاكلها.
ويعتمد برنامج العناية اليومي على تنظيف البشرة بمستحضر يناسبها مرتين يوميا سواء في الصباح لإزالة الخلايا الميتة العالقة على سطحها أو ليلا للتخلص من الماكياج أو التلوث الذي تعرضت له طوال النهار.
بعد التنظيف صباحا، لابد من ترطيب البشرة بكريم يناسب نوع الجلد ومن ثم وضع الكريم الواقي من الشمس، أما ليلا فيجب وضع الكريم المغذي وكريم العناية بالعيين.
وبعد التأكد من ترطيب وتغذية البشرة بالشكل الكافي تبدأ الخطوة الثانية من العلاج وهي تحديد نوع العلاج اللازم بناء على المشكلة،
فأغلب المشاكل التي تأتي إلى العيادة تتلخص في كون المسامات صغيرة أو تعرض البشرة للحفر والمسامات أو التصبغات التي يأخذ بعضها شكل الاحمرار تحت الجلد أو الترهل.
وأشارت إلى تنوع التقنيات والأجهزة التي من شأنها علاج كل حالة من الحالات السابقة طالما أنها لم تصل إلى الوضع الذي يتطلب تدخل جراحي.
الليزر الكربوني للحالات البسيطة.. فلا تظلموه!
الليزر الكربوني أو ما يعرف بالسبكترا ليزر جهاز بسيط يعمل على خاصتين أولاهما تنشيط الكولاجين وتحفيزها على الانتاج لإعادة رونقها ونضارتها، وهو ما يساعد أيضا على إغلاق المسام الواسعة غير المحببة الشكل،
ويحتاج من ست إلى ثماني جلسات بواقع جلسة كل أسبوع للحصول على النتائج المرجوة، كما لا يحتاج إلى إجراءات احترازية بعد الجلسة كما هو الحال بالنسبة لأجهزة اخرى اكثر حدة على البشرة.
أما الخاصية الثانية، فهي قدرته على تذويب التصبغات الزائدة على سطح البشرة ومن ثم تفتيحها وإعادة لونها الاصلى من جديد.
وأضافت د.مريم:
الليزر الكربوني لا يصلح لعلاج الحفر الناجمة عن حب الشباب كما لا يصلح لعلاج الكلف والبقع الداكنة التي تظهر على سطح البشرة كونه غير مخصص لعلاج تلك المشكلات،
ومن الظلم الحكم على الجهاز اذا ما استخدم لعلاج حالات أشد من الخواص المصمم لها.
الفراكشينال ليزر للتقشير العميق والوصول للطبقات الداخلية من البشرة لتحفيز الكولاجين على الإفراز
وتشير د.مريم إنها تلجأ إلى الفراكشينال ليزر في الحالات الصعبة التي تحتاج للتقشير العميق والوصول للطبقات الداخلية من البشرة لتحفيز الكولاجين على الإفراز
بشكل يساعد على تقليل حجم الخفر مع الوضع في الاعتبار ان بعض أنواع الحفر العميقة لا تختفي بشكل نهائي،
وهو ما يجب أن يوضحه الطبيب المختص للمريضة بعد معاينته حتى لا يرتفع سقف التوقعات للحصول على نتائج غير واقعية.
وعلى المريضة أن تكون على اطلاع كامل بحالتها وحالة بشرتها ومدى تأثير ليزر الفراكشن عليها والنتائج المتوقعة قبل البدء في العلاج.
وتحتاج المريضة إلى عدد من الجلسات الشهرية تتراوح ما بين أربع إلى ست جلسات يفضل
أن تكون في فصل الشتاء، حيث تحتاج لأخذ الاحتياطات اللازمة حال كانت في الصيف، ومنها عدم التعرض للشمس لعدة أيام حتى لا تتعرض البشرة لمشاكل مضاعفة.
الليزر لا يصلح لعلاج التصبغات
وحذرت الطبيبة من استخدام الليزر في علاج التصبغات خصوصا مع البشرة القمحية أو السمراء، مؤكدة أن البشرة في منطقة الشرق الاوسط تتعرض للتصبغات التي تزداد حدتها مع العلاج بالليزر،
ومن ثم فإن العلاجات الأخرى كالحقن بفيتامين «س» والهيلرونيك اسيد الحل الأفضل لمثل هذا الحالات.
ليزر الهيفو للتهدل الخفيف
أما جهاز الهيفو الذي ذاع صيته أخيرا فيعمل بطريقة توجيه موجات فوق صوتية على البشرة بعمق معين وخلال فترة زمنية محددة لتحفيزها على إفراز الكولاجين من الداخل إلى الخارج لإعطاء البشرة النضارة والشد المطلوبين،
ولكن الاهم هنا أن ندرك أن الجهاز ليس عصاة سحرية كما يصوره البعض،
وانه يحتاج إلى ثلاثة أسابيع إلى أشهر على الاقل حتى تظهر النتائج الاولية وثلاثة أشهر للنتائج المرجوة، فالكولاجين يحتاج إلى وقت للإفراز ومن ثم لظهور النتائج.
وتحتاج المريضة ما بين جلسة إلى جلستين سنويا مع ملاحظة انه ليس بديلا لعمليات التجميل وشد البشرة،
هو فقط يعمل على البشرة المطاطة التي لا تزال تختفظ بالكولاجين والالستين وتحتاج إلى تحفيزهما.
لحسن حظ مرضى الوردية ظهرت أجيال جديدة من أجهزة الليزر التي تعالج المشكلة
لأول مرة علاج الوردية بالليزر الأصفر والموجات فوق الصوتية
ولحسن حظ مرضى الوردية (تجمع الشعيرات الدموية الحمراء في مناطق محددة تحت الجلد ينجم عنها حساسية شديدة تصل إلى حد التهيج مع التعرض للشمس أو الحرارة أو التعرق والشعور الدائم بالحكة
وعدم الارتياح) ظهرت أجيال جديدة من أجهزة الليزر التي تعالج تلك المشكلة التي كانت بلا علاج لسنوات طويلة والتخلص منها إلى الابد، وذلك باستخدام الليزر الاصفر
ودمجه في العلاج بالموجات الصوتية وتسليطه على المناطق المصابة لفترات زمنية محددة وبترددات محسوبة.
والأهم هنا هو الابتعاد عن بعض العادات التي تزيد من حدة المشكلة كاستخدام المواد المعطرة في اليد أو على البشرة
أو الاماكن القريبة منها كخلف الاذنين أو التبخير بكل أنواعه سواء كان تبخير الشعر أو الجسم فكلها عادات تساعد على تهيج المناطق المصابة بالوردية.
اذا كانت منطقة الذقن تعاني من زيادة في الدهون من الصعب علاجها بدون تدخل جراحي
من الجلدية إلى التجميل
متى تنتقل المريضة من عيادات العناية بالبشرة والأمراض الجلدية إلى عيادات التجميل؟
سؤال يأتي على ذهن كل سيدة خصوصا بعد الاربعينيات من العمر، وهنا تؤكد د. مريم أن حالة الجلد هي المسؤولة عن طبيعة عمل الدكتور المعالج سواء كان اختصاصي جلدية أو تجميل،
فعندما تفقد البشرة مطاطيتها (الالستين)، وكذلك الكولاجين يصبح من الصعب جدا علاجها بدون تدخل جراحي وقص الزائد منها لشدها.
كما لا يمكن للأجهزة وحدها أن تعطي نتائج جيدة اذا كانت منطقة الذقن وما دونها تعاني من
زيادة في الدهون التي تصعب من قدرة الجهاز على شدها بسبب زيادة وزنها وهو ما يستلزم تدخلا جراحيا لشفط الدهون منها،
ومن ثم وضع استراتيجية للتعامل فيما بعد على علاجها إما بالعودة إلى أجهزة الليزر أو أي علاجات أخرى يراها الطبيب هي الحل الافضل والامثل.
رغم الأجهزة والعلاجات الموازية.. الجمال أسلوب حياة
وبالرغم من أهمية الأجهزة والعلاجات الموازية على استعادة جزء من النضارة وشباب البشرة من جديد،
ولكن الأهم هو اتباع العادات الصحية اللازمة كأسلوب دائم للحياة كالالتزام بمواعيد النوم المطلوبة وعدم التعرض للشمس لفترات طويلة والالتزام ببرنامج العناية بالبشرة يوميا
وتناول الوجبات الغذائية الغنية بالفيتامينات والمعادن والالياف مع الابتعاد عن الوجبات السريعة،
كما أن ممارسة الرياضة لتحريك الدورة الدموية بالجسم تزيد من شباب البشرة وتساعد على رفع نتائج العلاجات.