ثقافة
أخر الأخبار

ذاع صيته بعد ظهوره في مسلسل “لعبة نيوتن” “بيت الفاروق” تحفة فنية وأسرار معمارية

“بيت الفاروق” في قلب قرية تونس بالفيوم، يخطف الأنظار بمساحته الشاسعة، ظل غير معروف لعدة عقود بين الكثير من المواطنين، لتتم إزاحة الستار عنه في مسلسل “لعبة نيوتن”، للفنانة منى زكي خلال شهر رمضان 2021، وهو من تأسيس وملك المهندس المعماري عمر الفاروق، استوحى طرازه من فنون العمارة في العصر المملوكي واستغرق بناؤه نحو 23 عاما.

 

البيت يحمل زائره في رحلة إلى العصر الإسلامي، بفنونه المختلفة، من الأبواب للأسقف وحتى الجدران التي شيد بعضها بالطريقة الريفية، بالإضافة إلى الأثاث والتحف والمقتنيات الشديدة الندرة به، التي تتم متابعتها دوريا، منها الأبواب الهندية وتحف وأثاث يعود للعصر المملوكي والفاطمي ومختلف العصور الإسلامية.

 

أبدع المهندس عمر الفاروق في تنفيذ منزله الخاص (بيت الفاروق)، على نسق البيوت التي تحمل ألقاب أصحابها كبيت السناري وبيت السحيمي وبيت جمال الدين الذهبي، جاء بيت الفاروق في الفيوم امتدادا شكلا ومضمونا لهذه البيوت القديمة إلا أن بصمة المعماري عمر الفاروق أضفت لمسة عصرية.

 

ارتفاع الأسقف بما يسمح بالإنارة الطبيعية

وضع المهندس المعماري خلاصة خبرته بالمنزل، حيث طوع فيه أيضا مفهوم (ملاقف) الهواء للتهوية الطبيعية والصحن الداخلي للمنزل وارتفاع الأسقف بما يسمح بالإنارة الطبيعية.

والبيت مستلهم من القصور المملوكية لكنه عصري يتماشى مع حياة اليوم ويلبي متطلباتها، كان ذلك هو التحدي الذي نجح م. عمر بعلمه وثقافته وحسه وحتى فطرته في مواجهته بسلاسة فائقة بفضل معرفته الدقيقة بأسرار فقانون المعمار القديم التقليدي الثابت وأيضا دراسته لنظريات البناء الحديث المرنة التي تسمح بتطويعها وفق الرغبة والاحتياجات.

 

يشتهر البيت بقبة في وسط المنزل تم بناؤها من حجر قارون

ويفتخر عمر الفاروق ببناء القبة الرئيسية من حجر قارون، وهو من أكثر الأحجار صلابة بعد الجرانيت، حيث كان من المعتاد أن تصنع القبة بطوب أحمر أخف وأكثر مرونة، لكن المعماري أراد أن يستخدم نفس الحجر في بناء كل من الجدران والقبة، أما الأرضية فهي من الرخام المحلي والمزخرف، والفسقية من الطراز المغولي من القرن الـ 17 وهو طراز تزاوج مع المملوكي، وفوق المدفأة لوحة من الخزف.

والتزم الفاروق بالفراغات الأساسية في المنطقة الرئيسية من البيت والتي تحتل صدارته، حيث يوجد قاعة في المنتصف وحولها ث 3 ايوانات، والإيوان هو قاعة/ مساحة مستطيلة عادة ما تكون مقببة، بارتفاع درج واحد عن الأرض، وهذا الدرج هو بديل للحائط كفاصل وهمي، ويوجد في وسطها فسقية مزخرفة في ترديد حرفي لخطوط، وهذا التكرار يعبر عن شيء من الروحانية، وترمز القبة التي تتوسط المنزل إلى السماء التي عرفها البدوي فوق خيمته قبل أن ينتقل من الصحراء للاستقرار في الحضر.

أما الأبواب والشبابيك فهي بقايا وأنقاض تم تجميعها من ترميم أو تجديد بعض المساجد في مصر القديمة والأماكن الأثرية، خصوصا باب المنزل الرئيسي، حيث إنه في الأساس باب مسجد فاطمة الزهراء.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق