ظلال المعاناة الخاصة أقوى من أضواء الشهرة فيلم «داليدا» تخليداً لذكراها وانكسارها
بعد ثلاثة عقود على رحيلها عن دنيانا، يعرض الآن فيلم «داليدا» على شاشة السينما بالعامل العربي والعالم.. ويتناول قصة حياتها وشهرتها وأغانيها بل ومأساتها التي انتهت بالانتحار عام 1987.
وذلك من خلال أبرز محطات حياة هذه المغنية الإيطالية – الفرنسية الاصل والتي ولدت في مصر وترعرعت هناك إلى أن سافرت إلى فرنسا كي تشق طريقها نحو النجومية العالمية
ومبيعات ألبومات أغانيها، وكيف بدت امرأة غير تقليدية سبقت زمنها وعاشت حياة مرعبة في انكساراتها المتتالية رغم ما كانت تبدو عليه من شهرة وأضواء.
يدور فيلم «داليدا» حول جوانب كانت مخفية في حياة الفنانة الراحلة بل في داخلها وقد أثرت عليها نفسيا وعلى مصيرها بالكامل.
مثل تلك الجوانب الخفية عدم إنجابها أطفالا..
وشعورها القاسي بالوحدة التي لم تتخلص منه أبدا رغم انها كانت محاطة بالعشرات من الاصدقاء والمقربين والملايين من المعجبين!
إلى جانب فشلها عاطفيا في اكثر من علاقة إلى أن قررت الانتحار عام 1987 من خلال تناول جرعة زائدة من الحبوب المنومة، تاركة رسالة قصيرة تطلب فيها الصفح من جمهورها!
الفيلم سيناريو وإخراج الكاتبة والمنتجة الفرنسية من أصل مغربي ليزا أزويلو التي تعاونت في صنع العمل مع شقيق داليدا المنتج العالمي المعروف باسم «أورلاندو».
وقامت بدور داليدا عارضة الأزياء الإيطالية سفيفا آلفيتي (32 عاما)، بعد أن اختيرت من بين 200 ممثلة رشحن لتأدية الدور.
الفيلم استغرق تصويره وإنتاجه أكثر من أربع سنوات تبدلت خلاله عناصر عدة في المشروع،
منها الممثلة الرئيسية والسيناريو.. حيث اختارت المخرجة معالجة أكثر من زاوية في حياة النجمة الراحلة، فهي ترى أن الحوادث في حياة النجمة الراحلة داليدا متشابكة منذ طفولتها في القاهرة
ونشأتها هناك وعلاقتها المضطربة مع والدها التي شكلت الكثير من علاقاتها مع الجنس الآخر، وصولاً إلى العلاقات الأخيرة في حياتها.. كل هذه المراحل منسوجة مع مشوارها الفني الذي كلل بالنجاح العالمي.
وعلي الرغم من كل شيء قاس داخل داليدا الإنسانة حيث المشاعر السلبية،
فإنها كانت تملك دائما القدرة على الإطلالة بصورة النجمة المتألقة أمام جمهورها المتيم بشخصيتها الفنية التي تنشر الفرح والسعادة والأمل،
وأما انكسارها الشخصي كامرأة عرفت كل الأحزان فقد حاولت مواجهته مرارا وتكراراً.