تعالي معي

فيل في الغرفة» عمل فني لسكان أكبر مخيم للاجئين

 

مأساة تلو الأخرى يعيشها لاجئو الروهينجا، يوما بعد يوم نسمع أن أفيالا تدهس أطفالا في مخيمات للاجئين أقيمت قرب طرق للأفيال البرية، هذا ما دفع الفنان البنغالي قمر زمان شادهين، لتصميم العمل الفني “فيل في الغرفة”، حيث أطلق العمل الفني بدعم من الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR).

وقام الفنان البنغالي قمر الزمان شادهين، المعروف بعمله في وسائل الإعلام المتنوعة، بنسج حكاية المشردين بخيوط فنية تسلط الضوء على التأثيرات الاجتماعية والسياسية والبيئية الناجمة عن النزوح، ونزوح الأفيال بسبب الوصول المفاجئ لمجتمع الروهينجا في عام 2017.
ويدور هذا المشروع حول سكان مخيم كوتوبالونغ للاجئين وهو أكبر مخيم للاجئين في العالم Kutupalong، في بنغلاديش، وقام الفنان بتشييد تركيبات ضخمة لهياكل الأفيال بالحجم الطبيعي من الخيزران والملابس المهملة التي تم جمعها من مجتمع الروهينجا مقابل ملابس جديدة، والتي تم بعد ذلك حياكتها معًا من قبل الحرفيات في المجتمع في “كانتا”، من خلال هذا العمل الفني يسعى الفنان إلى إيجاد توازن بين التعايش بين البشر والطبيعة ، وزيادة الوعي حول الحفاظ على الحياة البرية داخل المجتمع.

وصرح الفنان قمر زمان شادهين قائلا:
مررنا على أكثر من 21 مخيماً، في محاولة لبحث الصراع بين الناس والفيلة، وأخبرناهم بأنها لا تهاجمهم إلا إذا حاول أحد أذيتها.. إنها تحتاج إلى مئات الكيلومترات لتتحرك، وبتكدس المجتمعات القاطنة تجاه التلال، فإن الفيلة تبدو محاصرة، وهو ما أود طرحه للنقاش، لأنها فعليا أزمة عالمية، لا تستدعي التجاهل والنسيان.

“فيل في الغرفة” عبارة إنجليزية مجازية وتعني حقيقة واضحة يتم تجاهلها أو عدم معالجتها، وتنطبق تلك العبارة المجازية أيضاً على مشكلة أو خطر حقيقي حاصل ولا أحد يريد التحدث فيه.
ولا ينسى الفنان قمر زمان شادهين، اللحظة التي جلس فيها أطفال المخيم، بجانب الفيلة، وبدأوا بالحركة واللعب حولها، مبينا أنه يمكننا ملاحظة بهجة الألوان الكامنة في الملابس المنسوجة في العمل، لإحداث حالة الطمأنينة، وكيف أن كل قطعة ملابس موجودة لها تاريخها وقصتها الخاصة فيها، في البداية يقترب المشاهد، ويلتقط صورا و”سيلفي”، مع العمل الفني، وبمجرد أن يقرأ القصة، يبدأ بالانتباه لمدى عمق الألم الموجود في المخيم، لافتا شادهين إلى أن دوره الأساسي في جعل الناس يتواصلون مع العمل الفني ومع الطبيعة، وكل ذلك من خلال الفن، (أنا فقط المفتاح الذي يعمل الأشياء، من دون هدف ومعنى لما أفعله، فإني لا أريد عملا فنيا لمجرد البيع).

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق