لم يمنعها دخولها المتأخر عالم الإعلام من البروز بين نجماته رابعة الزيات: الـحـب بالـحــب والبادي أجمل!
ضيفتنا اليوم لم يمنعها دخولها المتأخر إلى عالم الشاشة من البروز بين نجمات الإعلام في لبنان، ومنذ الانطلاقة الأولى عام 2002 أحبتها الكاميرا، وأحبّها بدوره الجمهور لرقي حديثها ومضمونها الموزون.
استطاعت الإعلامية رابعة الزيات بعد عمل جهيد، تعب، وتطوير الذات أن تحجز مقعداً لها بين نخبة الإعلاميين اللبنانيين، ومؤخراً باتت من الشخصيات المؤثرة عربياً بفضل «السوشيال ميديا».
في مقابلتنا هذه سنتعرّف وإياكم قراءنا الأعزاء على رابعة الزيات «الأم»، «الإعلامية»، «الإنسانة الحالمة»:
كيف تبدئين نهارك؟
- أبدأ نهاري بشرب القهوة، أستيقظ باكراً وأبقى وحدي لمدة ساعة، وأحاول ألا أحادث ولا أناقش أحدا، أشرب القهوة والماء مع الاستماع الى آيات القرآن أو السيدة فيروز.
لا أتّبع نظاماً غذائياً معيّناً عبر اختصاصية تغذية لكنني أهتم بالطعام الصحي
كيف تحافظين على رشاقتك؟
- لا أتّبع نظاماً غذائياً معيناً عبر اختصاصية تغذية لكنني أهتم بأكل الطعام الصحي وأبتعد قدر المستطاع عن الحلويات والنشويات وأنتبه لنوعية الأكل، فقل لي ماذا تأكل أقل لك من أنت.
من يساعدك في تنسيق ملابسك والمحافظة على أناقتك؟
- أنا أهتم بأناقتي بنفسي ولا أستعين بـ “ستايلست”، لأنني أعرف جيدا ماذا يليق بي وأي الموديلات أفضل، “أنا عندي ذوق بهذا الموضوع، وأعرف تماما جسمي، كيف أبرز الأشياء الجميلة وكيفية إخفاء العيوب بحال وجدت، أنا أهتم”.
أحافظ على جمالي عبر الجسم السليم.. الرياضة.. اليوغا.. المشي.. الاهتمام بنظافة الجلد وترطيب البشرة
كيف تحافظين على جمالك مع تقدم العمر؟
- عبر الجسم السليم، عبر الرياضة، اليوغا، المشي، الاهتمام بنظافة الجلد وترطيب البشرة وحمايتها من الشمس والعوامل البيئية، أما التقدم بالعمر فعبر اللجوء إلى تقنيات تجميلية تتناسب مع عمري دون المبالغة، “نحن نتحايل على العمر ولكن ما فينا نوقفه، منجرّب نأخره، وأكيد ألجأ لأي شيء يكون طبيا وسليما ومدروسا يحافظ على النضارة من دون مبالغة”.
أنسّق وقتي مع ما لا يتعارض مع متطلبات أسرتي
كيف تنسقين بين عائلتك وأعمالك؟
- التنسيق هو إدارة وقت، مهنتي تساعدني بحيث يكون الوقت مِلكنا، نستطيع العمل ليلاً أو نهاراً، أنسّق وقتي مع ما لا يتعارض مع متطلبات أسرتي، الأمر باختصار إدارة وقت وذكاء بتنسيق هذا الوقت وإيجاد نوعية جيدة للوقت.
ممنوع أي سيدة أن تتعرض للعنف.. أي نوع من العنف
ما نصيحتك للنساء اللواتي يعانين من تعنيف زوجي؟
- لا أعرف إن كنت بموقع أستطيع أن أنصح، لكن ممنوع أي سيدة أن تتعرض للعنف، أي نوع من العنف، لفظي، نفسي، أو جسدي وأن تسكت، والمفروض أن نربّي أولادنا على هذا الأمر.
كونك زوجة إعلامي مخضرم.. مما استفدت منه؟
- كوني زوجة إعلامي شهير (زاهي وهبي) طبعا استفدت، استفدت من خبرته، مدرسته ونظرته بالحياة، أستمع لنصائحه وانتقاداته، وحتى انني أستفيد منه من خلال تبادل الحديث معه.
بين البرامج العديدة التي قدمتها أي برنامج وجدتِ فيه رابعة أكثر ولماذا؟
- كل برنامج قدمته كانت له نكهته الخاصة، “بعدنا مع رابعة” له نكهة الفرح والجو العائلي الجميل، أدخلني بسلاسة إلى بيوت المشاهدين بالعالم العربي، “شو القصة” له نكهته المختلفة التي تشبه في مكان ما شخصيتي، “فوق الـ 18” تميّز بجرأته وكسره للقيود.
ليس بالضرورة الشخص المشهور هو الذي يؤثّر بك.. أي إنسان قام بإنجاز في حياته هو مؤثر
بين الشخصيات المتنوعة التي حاورتها من الشخصية التي تأثّرت بها؟
- كل شخصية حاورتها تأثّرت بها، كل ضيف هو بمكان ما مؤثر حتى القصص الصغيرة التي تسمعها، قصص لأشخاص غير مشهورين يخبرونك قصص نجاح أو قصة كفاح تتأثر بها، “صدقا ليس بالضرورة المشهور هو الذي يؤثّر بك، أي إنسان قام بنضال أو إنجاز في حياته هو مؤثر، كل شخصية استمعت لقصتها أو حاورتها تركت لدي أثرا ولا يمكن أن تغادر الأستديو دون أن تترك أثرا داخلي، وبالطبع النسب تتفاوت، وهذا يعود إلى الشخص وإنجازاته وقصته وحقيقته”.
اذكري لنا موقفاً مؤثراً واجهته أثناء تقديمك أحد برامجك.
- أكثر قصة أثرت بي، هي قصة الفتاة التي أمها سريلانكية، وعانت أمها من التمييز العنصري والتمييز على الجنسية، والفتاة حققت نجاحاً كبيراً هي واخوتها، وأظهرت الفتاة فخرها بأمها السريلانكية، “هذه الشخصية لم أقدر أن أوقف الدموع التي تنهمر على وجهي، ولم أستطع السيطرة على نفسي، وبكائي كان فخرا بهذه المرأة وليس شفقة، وفخراً بهذه الفتاة التي استطاعت أن تصنع من قصة وجع قصة نجاح”.
من الشخصية التي ترغبين أن تقابليها ولم تسنح لكِ الفرصة بعد؟
- أحب أن أجري مقابلة مع الفنانتين جوليا بطرس وماجدة الرومي.
للدخول إلى المجال الإعلامي أيهما أنفع، الأناقة والجمال أم الثقافة؟
- بالتأكيد لا يمكننا أن نفصل.. حين نتحدث عن التلفزيون نركّز على الصورة والمضمون، الصورة وحدها لا تكفي والمضمون وحده يكون ناقصا، فالإعلامي الناجح يجمع ما بين الشكل والحضور والأداء والثقافة، ولا يمكننا فصلها عن بعضها بعالم الإعلام المرئي.
ما رسالتك الإعلامية للجيل الإعلامي الشاب؟
- تحلّوا بالصبر والإيمان والشغف والثقافة، ولا نستطيع أن نعتمد على شكلنا وحده أو المضمون بل هي “باكيتج”، ويجب أن تعملوا بجد على أنفسكم لأننا في زمن السوشيال ميديا والسرعة وهناك أشياء كثيرة تسبقنا، فيجب أن نكون “مواكبين”، “أنا اليوم إعلامية من الإعلام المرئي التقليدي، بس ما بقدر ما أواكب تطوّر الميديا وأوعي على أهميتها وأحاول أن أكون حاضرة ومواكبة وقوية على السوشيال ميديا بما يتناسب مع خلفيتي”.
بعد هذه النجاحات التي حققتها، هل وصلت إلى مرحلة الاكتفاء؟
- لم أصل إلى مرحلة الاكتفاء، أنا أؤمن بأن الإنسان مادام يوجد نبض في قلبه من حقه أن يحلم، وأنا حالمة كبيرة، فأنا أحلم بالأفضل دائما، ولديّ طاقة كبيرة يمكنني تقديمها، “فـالحمد لله عندي هيدا الشغف يلي بعدو ما خلص”.
ما أكثر ما يخيفك في لبنان، خصوصا في ظل الأوضاع الحالية؟
- أنا أم لأربعة أولاد، ولدان سافرا إلى أفريقيا للأسف لأن بلدنا لم يعد يحمل أحلام أولادنا، أولادي الصغار أتمنى لهم بلدا أفضل ومستقبلا أفضل، لكن للأسف نشهد الأحوال تسوء يوما بعد يوم، “أعلّم أولادي أن يتسلحوا بالأمل لأننا لا نملك غيره، وأربيهم أن تكون انتماءاتهم للكون وليس لطائفة أو لحزب، لأن تجربتنا في هذا المجال سيئة جدا، أود أن يعيش أولادي في وطنهم ويأخذوا حقوقهم”.
هل تتمنين خوض تجربة إعلامية خليجية؟
- أنا دائما أفتح الأبواب لكل شيء، أكيد أتمنّى، لا نستطيع أن نفصل أنفسنا عن العالم بشكل عام وكيف إن ذكرنا الخليج “إذا جاءني أي عرض أكيد سأدرسه وأهتم به”.
متابعوك تخطّوا حدود لبنان والوطن العربي، ما رسالتك لهم؟
- الحمد لله بسبب برامجي وتحديدا برنامج “شو القصة” متابعي تخطّوا لبنان، رسالتي لهم أي إنسان بأي مهنة بلا شغف لا يمكنه أن يصل للنجاح، “أنا لحقت حلمي متأخّرة شوي ولكن لحقته وحققته وكنت أما لولدين”.
وأقول لكم: “وين ما كنتوا وشو ما كنتوا ولأي طبقة اجتماعية انتميتو إذا عندكن شي تقولوا فيكن تقولوا واليوم وسائل التواصل الاجتماعي كتير عم تساعد، أنا لم يكن أمامي إلا منبر التلفزيون لأقدر أوصل، اليوم كل واحد بإيدو منبر يستطيع أن يصل من خلاله لكن المهم المضمون والمحتوى الجيد، اعملوا على أنفسكم وثقافتكن وقدّموا مضمون جميل ومختلف، بتوصلوا”.
ما أكبر خسارة تعرضت لها في حياتك؟
- أكبر خسارة تعرضت لها هي خسارة الماما، منذ سنة تقريبا خسرت والدتي، ولا أتخيل أن هناك خسارة في الدنيا توازي خسارة الأم، تكون معك كجبل، كملاك حارس وفجأة يختفي من حياتك، هي خسارة الأم الحقيقة هي أكبر خسارة.
أنا نسخة عن أمي بضعفي وقوتي وإصراري على الحياة والكفاح
من مثلك الأعلى في الحياة؟
- مثلي الأعلى في الحياة بالتأكيد أمي ومن بعدها أنا، أنا النسخة عن أمي بضعفي وقوتي وإصراري على الحياة والكفاح والنضال.
الشهرة مجد باطل والمجد شهرة خالدة
جملة مفضلة عندك؟
- “في الحقيقة لدي جملتان مفضلتان، “الحب بالحب والبادي أجمل”، أنا مع هذه المقولة وأن يكون الحب أساسيا في حياتنا، والجملة الثانية “الشهرة مجد باطل والمجد شهرة خالدة”، دائما أؤمن بهذه المقولة وأمشي على خطاها في الحياة”.
هل تسامحين عند الخطأ؟
- طبعا أسامح، وأؤمن بأن التسامح هو فعل قوة وليس بضعف، والكره والحقد هو ضعف ويؤذي صاحبه قبل أن يؤذي غيره.
هل من الممكن أن تخوضي تجربة التمثيل؟
- بالحقيقة كنتُ حاليا بصدد خوض تجربة التمثيل ولكنني تراجعت عن الفكرة في اللحظة الأخيرة، العروض موجودة، الفكرة مطروحة، لكنني أرغب أن أخطو الخطوة الصح.
بتُّ حقيقية أكثر..
أواجه مشاكلي أكثر وحقيقتي وعيوبي
ختاما.. مع مرور السنوات ما الذي تغيّر في رابعة؟
- كُل الذي تغير يتمثل بالنضج أكثر، حكمة أكثر، تجارب بالحياة علمتني الكثير، بتُّ حقيقية أكثر أواجه مشاكلي أكثر، أواجه حقيقتي وأواجه عيوبي”.
وختمت ممازحة: “وبالشكل بتخيّل زغرت”.
«أسرتي» في كل مكان
علي غندور