ليلة العمر كما يطلقون عليها في عالمنا العربي هي ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة بالنسبة لكل عروسين، فالعروسان يعيشانها في أحلامهما ومخيلتهما قبل الزواج حتى وإن ظلا يحلمان عمرا كاملا.
فإذا ما تم الزفاف عاش المعاريس على ذكريات هذا اليوم الجميل وكل عروسين يتفنان في إخراج هذه الليلة بالشكل الذي يحقق لهما السعادة وتتغير الأفكار الجميلة من بلد إلى بلد ومن عصر إلى آخر فالزمان والمكان لهما خصوصية والتطور سمة الحياة فقديما كانت الورود والشموع ورش الملح وحدها العادات والمراسم الاحتفالية للخطوبة أو الزواج، لكن تغير الحال مع الوقت وظهرت عدة تقاليع وموضات أضفت على هذه المناسبات جوا خاصا ومختلفا وميزت العروس والعريس عن غيرهما، وتعتبر رسومات الكاريكاتير والماكيتات والمجسمات للعروسين أحدث هذه الموضات التي تصبغ اليوم بخفة الدم والبهجة.
فالكاريكاتير بشكل عام له طابع كوميدي ساخر ويدخل في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وينتقد الأوضاع بهدف تصحيح الأخطاء وإلقاء الضوء عليها لكن الكاريكاتير أصبح له وظيفة أخرى عندما يبلور ليستوعب صور العروسين بشكل غير تقليدي ليلفت انتباه الحضور بحفلة الخطوبة أو الزفاف، ويضفي عليها طابعا خاصا ومبتكرا، لذلك نقل معظم العرسان هذه اللمسة الكاريكاتيرية والمجسمات الباسمة عن أفراح الغرب ولاقت نجاحا كبيرا في العالم العربي على الرغم من ارتفاع أسعارها نسبيا، لأنها تحتاج الى رسام موهوب ومحترف وقادر على رسم البورتريه بشكل كاريكاتيري لا كلاسيكي بحيث يحدث مبالغات في الوجه أحيانا لكنه يحرص على الاحتفاظ بالشبه كما يتحكم في شكل الجسد بحيث تبدو الصور والرسوم مرحة ومضحكة وتضفي حالة من البهجة ويتم تنفيذها بأحجام مختلفة تصل أحيانا إلى الحجم الطبيعي كمجسم وهذا بالطبع ترتفع تكلفته بحسب القياس فالفكرة جديدة ومختلفة ويلجأ لها عشاق التميز والتغيير.
وتبدأ مرحلة التنفيذ والإعداد، حيث يرسل العروسان صور مجمعة لهما لبدء محاكاة ملامحهما داخل رسمة الكاريكاتير التي يختارانها بواسطة برنامج معين ثم تضاف لها خلفية وتطبع على هيئة لوحة، أو توضع على جسم خشبي يقص على حد مقاسها لتتحول إلى مجسم ويتم وضع هذا المجسم إما في مدخل الفرح أو بجانب الكوشة فهما أفضل الأماكن التي يمكن أن تستغل لوضع هذه الماكيتات بشكل واضح وظاهر للحضور مما يدفع جمهور الحاضرين لالتقاط الصور التذكارية لطرافة الفكرة وهكذا في كل مرحلة تتجدد الأفكار ويحلق الخيال لابتكار أفكار جديدة تجعل ليلة العمر من ليالي ألف ليلة وليلة.
الفنانة آمنة الحمادي ترسم العروسين
تقدم الفنانة آمنة الحمادي من الإمارات كاريكاتير طريفا لاثنين بلغا أرذل العمر، والعريس يقول لها «مبروووك حققنا حلمنا»، والمعاني التي يحملها هذا الكاريكاتير أبعد بكثير من مجرد طرفة فهو ينتقد أشياء كثيرة قد تؤدى إلى تأخر تحقيق هذا الحلم وكل يحلم بطريقته الخاصة متأثرا ببيئته وعاداته وتقاليده.