فن
أخر الأخبار

ما‭ ‬القصة‭ ‬الحقيقية‭ ‬وراء‭ ‬تأليفها؟ ‮«‬ست‭ ‬الحبايب‮»‬‭ ‬أشهر‭ ‬أغنية‭ ‬للأم‭.. ‬ولدت‭ ‬في‭ ‬ساعات‭ ‬وعاشت‭ ‬نصف‭ ‬قرن

كتبها‭ ‬الشاعر‭ ‬حسين‭ ‬السيد‭ ‬ولحنها‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬وغنتها‭ ‬فايزة‭ ‬أحمد

كتب‭ ‬شاعر‭ ‬النيل‭ ‬حافظ‭ ‬إبراهيم‭ ‬قصيدة‭ ‬لم‭ ‬تشتهر‭ ‬من‭ ‬مؤلفاته‭ ‬بعنوان‭ ‬امن‭ ‬لي‭ ‬بتربية‭ ‬النساءب‭ ‬لكن‭ ‬بيتا‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬القصيدة‭ ‬حقق‭ ‬شهرة‭ ‬كبيرة،‭ ‬وذاع‭ ‬صيته‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬يقول‭ ‬فيه‭: ‬االأم‭ ‬مدرسة‭ ‬إذا‭ ‬أعددتها‭ ‬أعددت‭ ‬شعبا‭ ‬طيب‭ ‬الأعراقب،‭ ‬ليصبح‭ ‬هذا‭ ‬البيت‭ ‬بمثابة‭ ‬تكريم‭ ‬للأمهات‭ ‬واعترافاً‭ ‬بفضلهن،‭ ‬لكن‭ ‬جاء‭ ‬الشاعر‭ ‬الغنائي‭ ‬الكبير‭ ‬حسين‭ ‬السيد‭ ‬بعد‭ ‬شاعر‭ ‬النيل‭ ‬ليكتب‭ ‬أشهر‭ ‬ما‭ ‬قيل‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬الأم،‭ ‬والاحتفاء‭ ‬بها،‭ ‬فكتب‭ ‬أغنيته‭ ‬الشهيرة‭ ‬است‭ ‬الحبايب‭ ‬يا‭ ‬حبيبةب‭ ‬عام‭ ‬1959‭ ‬احتفالاً‭ ‬بعيد‭ ‬الأم‭ ‬ليقدمها‭ ‬هدية‭ ‬لأمه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬لحنها‭ ‬الموسيقار‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب،‭ ‬وغنتها‭ ‬المطربة‭ ‬فايزة‭ ‬أحمد‭ ‬ليخلد‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬الأغنية‭ ‬أسماءهم‭ ‬بحروف‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الغناء‭ ‬العربي،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬قصة‭ ‬تأليف‭ ‬الأغنية‭ ‬والظروف‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬النور،‭ ‬الروايات‭ ‬اختلفت،‭ ‬لكن‭ ‬التواريخ‭ ‬ترجح‭ ‬رواية‭ ‬على‭ ‬أخرى‭ ‬تعرف‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭:‬

رواية‭ ‬حمدة‭ ‬ابنة‭ ‬الشاعر‭ ‬حسين‭ ‬السيد
تروي‭ ‬السيدة‭ ‬حمدة‭ ‬ابنة‭ ‬الشاعر‭ ‬حسين‭ ‬السيد،‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬أن‭ ‬عند‭ ‬كتابة‭ ‬است‭ ‬الحبايبب‭ ‬كان‭ ‬الاحتفال‭ ‬بمناسبة‭ ‬عيد‭ ‬الأم‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬قد‭ ‬تقرر‭ ‬بعد،‭ ‬موضحة‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬اقتراح‭ ‬الكاتب‭ ‬علي‭ ‬أمين‭ ‬فكرة‭ ‬إقامة‭ ‬عيد‭ ‬الأم‭ ‬تحمس‭ ‬وزير‭ ‬الثقافة‭ ‬د‭. ‬ثروت‭ ‬عكاشة‭ ‬وقتها‭ ‬للفكرة‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬صحافي،‭ ‬وأوضحت‭ ‬حمدة‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬تم‭ ‬الاتصال‭ ‬بالموسيقار‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب،‭ ‬وتم‭ ‬الاتفاق‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬أغنية‭ ‬للمناسبة،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬رشح‭ ‬الشاعر‭ ‬حسين‭ ‬السيد‭ ‬لكتابتها،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬كتبها‭ ‬فكر‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الفنان‭ ‬عبد‭ ‬الحليم‭ ‬حافظ‭ ‬للأغنية،‭ ‬ولكن‭ ‬قام‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬بالعدول‭ ‬عن‭ ‬الفكرة،‭ ‬واختار‭ ‬فايزة‭ ‬أحمد‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬وبالفعل‭ ‬قامت‭ ‬بغنائها‭ ‬بعد‭ ‬48‭ ‬ساعة‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬كتابتها‭.‬

رواية‭ ‬مختلفة
تثبت‭ ‬التواريخ‭ ‬تناقض‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬مع‭ ‬الرواية‭ ‬المتداولة،‭ ‬حيث‭ ‬ترجع‭ ‬قصة‭ ‬اختيار‭ ‬يوم‭ ‬21‭ ‬مارس‭ ‬عيدا‭ ‬للأم‭ ‬إلى‭ ‬الصحافي‭ ‬الراحل‭ ‬علي‭ ‬أمين،‭ ‬وأخيه‭ ‬مصطفى‭ ‬أمين‭ ‬مؤسسي‭ ‬جريدة‭ ‬أخبار‭ ‬اليوم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كتب‭ ‬علي‭ ‬أمين‭ ‬في‭ ‬زاويته‭ ‬الصحافية‭ ‬اليومية‭ ‬فكرة‭ ‬دعا‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬تخصيص‭ ‬يوم‭ ‬للاحتفال‭ ‬بالأم،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬يوم‭ ‬9-12-‭ ‬1955‭ ‬بعد‭ ‬زيارة‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬إحدى‭ ‬الأمهات‭ ‬للراحل‭ ‬مصطفى‭ ‬أمين‭ ‬في‭ ‬مكتبه،‭ ‬وقصت‭ ‬عليه‭ ‬قصتها،‭ ‬وكيف‭ ‬أنها‭ ‬ترملت‭ ‬وأولادها‭ ‬صغار،‭ ‬وكانت‭ ‬حزينة‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يهتم‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬يراعيها،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬جاءت‭ ‬فكرة‭ ‬عيد‭ ‬الأم‭ ‬والاحتفاء‭ ‬بها‭ ‬إذن‭ ‬الشرارة‭ ‬الأولى‭ ‬للفكرة‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬عام‭ ‬1955‭ ‬قبل‭ ‬صدور‭ ‬أغنية‭ ‬ست‭ ‬الحبايب‭ ‬بأربع‭ ‬سنوات‭ ‬تقريبا‭.‬

مأزق‭ ‬حسين‭ ‬السيد
ترجح‭ ‬الرواية‭ ‬التالية‭ ‬قصة‭ ‬تأليف‭ ‬أغنية‭ ‬ست‭ ‬الحبايب‭ ‬والتي‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬التواريخ،‭ ‬ففي‭ ‬ليلة‭ ‬عيد‭ ‬الأم‭ ‬عام‭ ‬1959‭ ‬وقع‭ ‬حسين‭ ‬السيد‭ ‬في‭ ‬مأزق‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬والدته،‭ ‬وأثناء‭ ‬طلوعه‭ ‬للسلم‭ ‬تذكر‭ ‬أن‭ ‬اليوم‭ ‬يوافق‭ ‬عيد‭ ‬الأم،‭ ‬فخجل‭ ‬أن‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬والدته‭ ‬خالي‭ ‬اليدين،‭ ‬وخطرت‭ ‬في‭ ‬باله‭ ‬فكرة،‭ ‬وبدلًا‭ ‬من‭ ‬النزول‭ ‬إلى‭ ‬الشارع‭ ‬لشراء‭ ‬هدية‭ ‬لوالدته‭ ‬أخرج‭ ‬ورقة‭ ‬وقلما‭ ‬من‭ ‬جيبه‭ ‬وقرر‭ ‬استخدام‭ ‬موهبته‭ ‬للتعبير‭ ‬لأمه‭ ‬عن‭ ‬حبه‭ ‬لها،‭ ‬وبدأ‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬الكلمات‭ ‬است‭ ‬الحبايب‭ ‬يا‭ ‬حبيبة‭ ‬يا‭ ‬أغلى‭ ‬من‭ ‬روحي‭ ‬ودميب،‭ ‬واستكمل‭ ‬حسين‭ ‬السيد‭ ‬صعود‭ ‬السلم‭ ‬وألقى‭ ‬على‭ ‬مسامع‭ ‬والدته‭ ‬الكلمات،‭ ‬فأعجبت‭ ‬بها‭ ‬وظنت‭ ‬وقتها‭ ‬أنه‭ ‬جهزها‭ ‬لها‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬طويلة،‭ ‬ولم‭ ‬يخبرها‭ ‬حسين‭ ‬بالقصة‭ ‬في‭ ‬حينها،‭ ‬وعند‭ ‬إعجابها‭ ‬بالأغنية‭ ‬وعد‭ ‬حسين‭ ‬والدته‭ ‬بأنها‭ ‬ستسمعها‭ ‬غدًا‭ ‬في‭ ‬الإذاعة،‭ ‬ولم‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬سينفذ‭ ‬وعده‭ ‬لوالدته،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬حاول‭ ‬وتحدث‭ ‬تلفونيًا‭ ‬مع‭ ‬الموسيقار‭ ‬محمد‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬وأسمعه‭ ‬كلمات‭ ‬الأغنية،‭ ‬فأعجب‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬بها‭ ‬ووعده‭ ‬بأنه‭ ‬سيقوم‭ ‬بتلحينها‭ ‬لتكون‭ ‬جاهزة‭ ‬للإذاعة‭ ‬بعد‭ ‬ساعات‭ ‬حسب‭ ‬الموعد‭ ‬المحدد،‭ ‬وبسبب‭ ‬حماس‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬اقترح‭ ‬حسين‭ ‬السيد‭ ‬عليه‭ ‬الفنانة‭ ‬فايزة‭ ‬أحمد‭ ‬لتكون‭ ‬الصوت‭ ‬الذي‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬الأم‭ ‬في‭ ‬عيدها،‭ ‬فاتصل‭ ‬بها‭ ‬وعرض‭ ‬عليها‭ ‬الأغنية،‭ ‬فأبدت‭ ‬فايزة‭ ‬أحمد‭ ‬إعجابها‭ ‬بها،‭ ‬وبالفعل‭ ‬قامت‭ ‬بغنائها‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬بالإذاعة،‭ ‬ووفى‭ ‬حسين‭ ‬بوعده‭ ‬لوالدته‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬الأم،‭ ‬لتصبح‭ ‬أغنية‭ ‬ست‭ ‬الحبايب‭ ‬الأشهر‭ ‬والأجمل‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬ما‭ ‬كتب‭ ‬في‭ ‬مدح‭ ‬الأم‭ ‬ورعايتها‭ ‬لأبنائها،‭ ‬لتصبح‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أيقونات‭ ‬الغناء‭ ‬العربي‭ ‬تتردد‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬كلما‭ ‬حل‭ ‬علينا‭ ‬عيد‭ ‬الأم‭ ‬ويرددها‭ ‬الملايين‭ ‬لأمهاتهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬اعترافا‭ ‬بفضلها‭ ‬وجلب‭ ‬الهدايا‭ ‬لها‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬حبهم‭.‬

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق