محامٍ وقضية.. ورُفعت الجلسة الطلاق قبل الزواج الحقيقي أحياناً المحامية مريم البحر: لم يتزوج عروسه سوى عـشــرة أيـام!!
المحاماة ملاذ ومروءة وفن قبل أن تكون مهنة.. وليس المحامون كلهم محامين بالضرورة.. ليس عمل المحامي فقط معرفة القانون، فالكثير يعرف النصوص حتى من غير المحامين، لكن حقيقة المحامي تكمن في دراسة الوقائع دراسة قانونية والنظر إلى ما يمثل هذه الوقائع في نصوص القانون.. المحاماة فن الحجة والجدل والبرهان والإقناع.. وليس من عمل المحامين قلب الثوابت أو تضليل الحقائق؛ لأن المحامي قبل ذلك كله إنســان لا يكسب دعوى ويخسر نفسه.
معكم القانونية المحامية مريم فيصل البحر يقال إن النوايا الحسنة مهمة، لكنها وحدها لا تكفي! نعم هذا صحيح؛ لأن النوايا الحسنة يجب أن تصاحبها أعمال حسنة فلا تبرر عملك السيئ بنيتك الحسنة، حيث نواجه في المجتمع الكثير من القصص والقضايا المتعلقة بتدخل أهل الزوج أو تدخل أهل الزوجة بحياة أبنائهم إلى درجة تصل حتى انتهاك الخصوصية.
في قضيتنا الأولى نرى شاب في مقتبل العمر حصل على شهادته ووظيفة مرموقة، وقرر أن يتزوج وأوصى والدته بأن تبحث له عن ابنة الحلال زوجة المستقبل، التي تحافظ عليه وعلى بيته، وأن تكون من بيت طيب حسن السمعة. والأم لم تقصر، وشحذت همتها وأخذت تبحث عن زوجة ابنها المستقبلية بين فتيات العائلات وبالفعل وقع الاختيار على فتاة من عائلة عريقة وتمت المقابلة بين المعرس والفتاة، وكان هناك إيجاب وقبول وتحمست والدة العروس وإخوانها لزواج أختهم من هذا الشاب الذي كما يقال عنه ايفرح القلبب.
تم اقص المهرب بمعنى تحديد قيمة المهر وهدايا العروس، وعقد الزواج وسافر العروسان إلى تركيا لقضاء شهر العسل الذي لم يتخط عشرة أيام، في هذا الوقت لم تكن العروس على ما يرام مع زوجها، ورغم ذلك كان يحمل لها الزوج الأعذار من قبيل اعروسة جديدة من حقها تتدلع.. ما تعودنا على بعض.. وغيرهاب، ولكنها لما كانت تضن بالابتسامة في وجهه دعاه لسؤالها أكثر من مرة لتقر بأنها غُصِبت على الزواج منه من قِبل والدتها وإخوانها. وبمجرد عودتهما من السفر، طلبت العروس الذهاب لوالدتها لأنها اتعبانةب، لم يشأ الزوج أن يُضيق على العروس وتركها تذهب، على أمل أن تحل الأمور.
في هذه الأثناء اكتشفت العروس أنها حامل، وكلما أراد الزوج الحديث مع زوجته، ترفض العروس، وتحجج أهلها بأنها متعبة من الحمل االوحمب، وهو ما يجعلها لا تطيق رؤية زوجها.
وتحمل الشاب مصروفات وتكاليف حمل زوجته فكانت ترسله له االلينكب ليدفعها، وهكذا حتى حلول موعد الولادة، وهنا تحدثت والدة الزوج مع والدة العروس، وهي تشتكي من تصرفات الفتاة حيال زوجها، بعد إنهاء فترة االوحمب، وهو ما يستوجب وضع حل ونهاية لهذا الأمر، وتطلب أن تعود لمنزل زوجها الذي لم تدخله! وبعد أن انتهت الحجج، أقرت والدة العروس بأن ابنتها تعاني من حالة نفسية سيئة، وأنهم سوف يعرضونها على مشايخ دين، وإن لم تفلح هذه المحاولات سوف يذهبون بها إلى طبيب نفساني، ولكن بعد مدة كانت المفاجأة أن العروس تطلب الطلاق!
هنا صعقت الأم، وحزنت على ابنها الذي لم يتزوج سوى عشرة أيام، دمر هذا الشاب الذي تحمل تكاليف العرس والزواج ولم يكتب له أن يهنأ بهم. أصبحت له طفلة لم يعاشر أمها ولن تعيش معه لأنها سوف تكون في حضانة أمها، ولن يكون أبا حقيقيا يربي ابنته، وكل هذا لأنه وقع ضحية إجبار الأهل على زواج ابنتهم منه. ولهذا الشاب أن يرفع قضية الطلاق للضرر والمطالبة بالتعويض.
طلاق لزواج لم يبدأ من الأساس
ونأتي لقضية أخرى ضحاياها أيضا كثير من الشباب، كوننا في الكويت ومنطقة الخليج نعاني من ارتفاع المهور، وذلك مثل حالة الشاب الذي تقدم لخطبة فتاة، وتم عقد القران االمِلكةب، وأُجل الدخول الشرعي فيما بينهما إلى وقت الزفاف، ولكن حدثت خلوة شرعية بين الفتاة والشاب، وهنا يهم المعرس بإعداد تجهيزات العرس ومنزل الزوجية، ولكن حدثت خلافات بين العروس وأهل المعرس، وكانت هناك محاولات لحل هذه الخلافات ولم تفلح هذه المحاولات، وتطلب العروس الطلاق والانفصال، ولكن بسبب حدوث الخلوة الشرعية بين المعرس وعروسه، يرفض أهل العروس رد المهر.
وهنا، وفي أغلب الحالات إذا لم يستطع الزوج إثبات الضرر أتى من الزوجة وهي من ترفض إكمال الزواج، تحصل العروس على المهر كاملا وعلى الهدايا كاملة بسبب الخلوة. والشاب هنا يكون في وضع يرثى له لأنه تكلف ماديا كثيرا ولم يستمتع بالزواج، وفي حال رفع قضية الطلاق للضرر تستمر القضية من 12 إلى 18 شهرا، ويتكفل الزوج بدفع نفقة للزوجة؛ لأنها ما زالت على ذمته، وهنا يكون الزوج خسر ماديا ومعنويا وطلق قبل أن يتزوج!.
حمل وإنجاب بخلوة دون دخول!!
أما قضيتنا الثالثة، فهي تحقق المثل العربي، اما تيجي الطوبة إلا بالمعطوبهب، فهذه شابة من جنسية عربية تقدم للزواج منها شاب، واشترط والدها في عقد الزواج أن يكتب لها الزوج بيتا باسمها بعد الدخول بابنته، واشترط أيضا عمل عرس وزفاف لابنته، وهو ما وافق الزوج عليه، وتم عقد القران، وبدأت إجراءات وترتيبات العرس، وحدثت خلوة شرعية بين الزوجين، ومعاشرة اغير كاملةب، ولكن كما يحدث في بعض الحالات الاستثنائية حملت الفتاة دون فض غشائها، وهنا تعقدت الأمور فقد حدث ما لم يحسب له حساب.
حان وقت الولادة وأنجبت الفتاة بالفعل طفلة، وأصرت على عمل عرس كبير كما اتفقوا في بداية الأمر، وحاول الزوج أن يقنعها بالعدول عن هذ الأمر، ولكنها عندت وحدثت الخلافات، وصلت الأمور لمرحلة الطلاق ولكن ماذا عن البيت الذي يفترض أن يكتب باسمها بعد الدخول بها؟ وهنا رفض الشاب تنفيذ هذا الشرط كونه لم يدخل بها فعليا، ومثبت طبيا أن الفتاة حملت دون فض بكارتها، ولكنها فضت بالفعل بالولادة.
رفعت الفتاة قضية الطلاق للضرر، ولكن هذا النوع من القضايا يحتاج إلى رأي المحكمين والخبراء، وذلك لمعرفة هل سوف تعتبر الخلوة الشرعية والمعاشرة غير الكاملة دخولا يستدعي تنفيذ شرط العقد أم لا.
هناك العديد من الزواجات التي تنتهي بالطلاق قبل أن تبدأ فعليا، ويكون هناك ضحايا أهمهم هؤلاء الأطفال الذين يأتون إلى الدنيا دون أدنى ذنب منهم، كما أن هناك شبابا يدمرون ماديا بهذا الطاق وفتيات يحملن لقب مطلقات ولم يعمّرن منازل الزوجية.