تعالي معي
أخر الأخبار

ممنوع دخول الرجال.. قرية «أوموجا» الكينية.. للنساء فقط

“للرجال فقط” هو شعار يرفعه أهالي مقاطعة تتقاعس عن إعطاء النساء حقوقهن ويرفضون حتى حمايتهن لما يتعرضن له من عنف جسدي ومعنوي، فلا والد يحمي، ولا زوج يصون، ولا أم تدافع، فهذه هي العادات وتلك هي التقاليد، ومن هنا كانت قرية أوموجا للنساء فقط.
كانت ريبيكا لولوسولي صاحبة فكرة إنشاء القرية، التي طردت من مجتمعها وتعرضت للضرب أمام أنظار زوجها الذي لم يُحرك ساكناً، من قِبَل مجموعة من الرجال بسبب حديثهم عن ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.

وأثناء تعافيها في المستشفى، خطرت لها فكرة إنشاء قرية يمنع فيها الرجال، وتكون ملاذاً آمناً لنساء سامبورو اللائي تعرضن لاعتداء جنسي، وتم استبعادهن وتجريدهن من أي مطالبات بممتلكاتهن أو أطفالهن، وكذلك الفارّون من زواج الأطفال أو من الختان.
وفي العام 1990 تأسست القرية التي يعني اسمها باللغة السواحيلية (الوحدة) على يد لولوسولي رفقة 16 امرأة نجت من اغتصاب جنود بريطانيين، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانيّة.

هناك عدد كبير من النساء وأطفالهن يعيشون في القرية التي تتكون من منازل بنتها النساء لبعضهن بعضا ومدرسة، وجميعها محاطة بسياج من الأشواك، كما أن الرجال ممنوعون من العيش في القرية، ولكن يمكنهم زيارتها بشرط التزامهم بالقواعد التي تفرضها (النسوة)، وهدفهن في القرية تحسين سبل العيش للنساء بسبب تفشي الفقر وإعالة النساء اللواتي تخلت عنهن أسرهن، فضلا عن إنقاذ وإعادة تأهيل الفتيات اللاتي هربن أو طردن من منازلهن بسبب الحمل أو الزواج المبكر.

تثقيف القبائل المجاورة لقرية النساء
إحدى السمات الفريدة في نساء مجتمع أوموجا هي محاولتهن نشر ثقافة حقوق المرأة في المناطق والقرى المجاورة.
إذ تقوم النساء الأكبر والأكثر خبرة في قرية أوموجا بالذهاب إلى زيارة قرى النساء في قرى مقاطعة سامبورو، من أجل تدريبهن وتثقيفهن.
أما القضايا التي يتم الحديث عنها فتتعلق بأمور مثل مخاطر الزواج المبكر، والختان، والعنف المنزلي، والاغتصاب، والحقوق الأساسية التي ينبغي على النساء الحصول عليها في منازل والديهن أو أزواجهن.
أما عن كيفية كسب نساء قرية أوموجا لقوت يومهن نجد أن نساء قرية أوموجا يعتمدن بشكل أساسي على صنع قلادات الخرز ذات الألوان الزاهية وبيعها لسياح رحلات السفاري أو القادمين لزيارة المحميات الطبيعية في المنطقة لكسب المال لمجتمعهن النسوي.
كما تخوض نساء قرية أوموجا معركة شرسة مع حكومة مقاطعة سامبورو من أجل الحصول على صك لملكية قطعة أرض من أجل الرعي.
ففي مجتمع سامبورو لم يسمح للنساء بامتلاك الأرض والممتلكات الأخرى مادام الزوج لم يسمح لها.
وفي النهاية استطاعت نساء أوموجا ابتكار قانون خاص بهن تحدين به الأعراف والتقاليد التي تمنعهن من حقوق كثيرة مثل حق اختيار الزوج وحق الدراسة وغيرها حتى استطعن فعلياً الحصول على استقلاليتهن وأصبحن يملكن قرية ومدرسة وعملا وصناعة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق