نحتاج إلى وقفة جادة! المحامية آلاء السعيدي: المتعاطي قنبلة موقوتة تنفجر بأي لحظة!
الشبو، الشبوة، الآيس، ثلج، جميعها مسميات عديدة لمادة الكريستال المخدرة، انها مادة «شيطانية» خطيرة كفيلة بتحويل شاب بمقتبل عمره إلى كهل بلا عقل، هذا أقل ما يقال عن هذه المادة الخطرة، لذلك كان لـ «أسرتي» هذا اللقاء مع المحامية آلاء السعيدي حول القضايا والجرائم التي يقف وراءها مخدر الشبو والتي وصفته بـ«النفق المظلم في عالم الإدمان»، محذرة من تجربة جرعة واحدة منه:
المخدرات تقف وراء 35 من أصل 50 جريمة
لماذا تصبّ المحامية آلاء السعيدي جل اهتمامها بالتوعية بقضية مكافحة المخدرات؟
- تزايد معدلات الجريمة في الكويت مؤشر خطر، ونحتاج إلى وقفة جادة، وبحسب الدراسات فإن 65% من القضايا متعلقة بالمخدرات، والحديث عن هذه الآفة هو ليس حديثا للترف، فهذه الآفة لا بد من إيقافها من خلال رسم خارطة طريق للحد من الجريمة.
هل صحيح أن المخدرات في عشر سنوات زادت بنسبة %800؟
- بحسب الإحصائيات، انتشار المخدرات يتزايد بشكل مروع، الإحصائيات الأخيرة أظهرت وقوف المخدرات وراء كل 35 جريمة من أصل 50 جريمة مختلفة، كما أن تجار ومتعاطي هذه الآفة زادوا كثيرا خلال العشر سنوات الأخير.
يكثر الحديث عن سهولة تداول مخدر «الشبو» تحديدا في فصل الصيف.. فلماذا؟
فصل الصيف وما يصاحبه من وقت فراغ كبير بالنسبة لأولادنا وبناتنا يعتبر بمنزلة حفرة واسعة بها الكثير من الكنوز الثمينة والدرر النفيسة والأخطار والانحرافات الجسيمة. فإما أن نحسن استخدامها وإما أن تنقلب ضدنا، بسهولة جدا يمكن أن يسقط أبناؤنا في فخ ادمان االشبوب.
في الديوانية التي يتواجد مع أصدقائه بها ويريدون أن يبقوا يقظين لمدة طويلة فيلجؤون لهذه المادة اللعينة التي تتحكم في الجهاز العصبي ومن يتعاطاها لمرة واحدة فقط، يدمن عليها حد الجنون، والأخطر أن علاجها صعب فهي تدمر خلايا الدماغ وتجعله عاجزاً عن إصدار الأحكام.
يجب تعديل قوانين يحصل التجار على البراءة بفضلها
هل لنا أن نذكر حالات لا تنسينها لقضايا مخدرات دمرت فيها العائلات؟
- هل يمكن أن ينسى أحد الأم التي تجردت من مشاعر الأمومة في قضية جريمة قتل طفلة لم تتجاوز 5 سنوات على يد عشيق والدتها المدمن، في جريمةٍ هزّت الرأي العام، وقضية الأم التي قتلها ابنها وطعنها 30 طعنة بسبب إدمانه! وقضية طفلة لم تُسجل ليومنا هذا كمواطنة ولا تعلم ما مصيرها بسبب والدها المدمن.
عندما كان المخدر أفيون وحشيش هل كانت الجرائم بنفس البشاعة التي تصدر من متعاطي الكيميكال والشبو؟
- غياب العقل واحد، والجريمة واحدة، ولكن لا بد من تغليظ عقوبات الاتجار بالكيميكال والشبو وادراجهما من ضمن جدول المخدرات بدلاً من جدول المؤثرات العقلية، فهما أخطر على المتعاطي، ويؤديان إلى ذهاب العقل وانفصام بالشخصية وإعاقة.
لا بد من تعديل الثغرات القانونية التي يحصل بسببها تجار المخدرات على أحكام البراءة، إلى جانب افتتاح مستشفيات ومراكز إضافية لعلاج الإدمان، حيث إن وجود مستشفى وحيد لا يكفي لعلاج المدمنين الذين ازداد عددهم أخيرا.
هل صادفتك حالات لفتيات دخلن في مرحلة الإدمان ووصل الأمر للمخافر؟
- نعم الأمر يصل إلى الإدارة العامة لمباحث المخدرات، واليوم المحاكم تشهد عددا كبيرا من المتعاطيات والمدمنات، المشكلة تكمن في صغر سن هؤلاء المتعاطيات اللاتي وقعن في براثن الشبو، فالفتيات كن سابقاً قبل أربع أو خمس سنوات يتعاطين المواد المهبطة مثل لاريكا والحشيش والكحول، ولكن حالياً فالأغلب منهن يقبلن على كل أنواع المخدرات، ومنها الأكثر خطورة وهي المواد المهلوسة مثل الكيميكال والشبو وغيرهما.
وفي السابق كان أكثر الفئات العمرية إقبالاً على المخدرات بين الفتيات من هن ما فوق الـ 18، أما الآن فانخفضت الفئات العمرية ونرى تعاطي المخدرات منتشراً بين الصغار في العمر، ممن لامست أعمارهن 13 عاماً، وبداية المراهقة حيث يبدأن بأشياء خفيفة ثم يتدرجن بها.
هل ترين أن الأهل يقع على عاتقهم الدور الأكبر؟
- قضية المخدرات قضية مجتمع بأكمله، لا وقت لدينا لنلقي بالمسؤوليات على بعضنا بعضا، الأسرة دورها كبير جدا، فالمتعاطي “قنبلة موقوتة” في منزله ومجتمعه، في بداية تعاطي الشباب لمخدر “الشبو” يشعرون بالسعادة، لكن سرعان ما لا تدوم سعادة تلك البدايات المميتة، حيث يعاني المتعاطي من سلوك عدواني مفرط تجاه جميع من حوله، وحتى نفسه، فهو مخدر سريع الإدمان وبمجرد البدء بتعاطيه تبدأ “رحلة الموت”، ومن أسباب تعاطي المخدرات اختلاف البيئة وفضول الشباب وعدم وجود اتصال حقيقي بين الآباء والأبناء وعدم محاورتهم ومتابعتهم.
ولا بد على أولياء الأمور مع التعامل بجدية وسرعة مع أبنائهم المتعاطين، وعدم التأخر بعلاجهم لانتشالهم من مستنقع المخدرات قبل فوات الأوان.
القانون منح فرصتين لعلاج المدمن دون مقاضاته
يخشى المدمنون الاتجاه للعلاج خشية افتضاح أمرهم فهل هناك فرص قانونية لهم؟
- وهناك كثير من المدمنين يترددون بالعلاج خشية مقاضاتهم، إلا أنهم لا يعلمون أن علاجهم في حقيقة الأمر متوافر بسرية تامة دون رفع أي قضايا، وأن القانون منحهم فرصتين ليعودوا أسوياء إلى المجتمع.
الفرصة القانونية الأولى لعلاج المدمن تكمن بالتقدم الطوعي إلى مركز علاج الإدمان، حيث يذهب بمفرده أو مع أسرته إلى المركز بكل سرية، أما الفرصة الأخرى فهي تقدم ذويه بشكوى إدمان إلى نيابة الخمور والمخدرات لإلزامه بالعلاج.