نظرت الى الجزيرة وسط البحر حيث تنوي الهبوط.. فشاهدت من بين السحب ما كان مكتوبا على رمال الجزيرة بخطوط كبيرة باللغة الانجليزية «Will you marry me» هل تتزوجينني، عروس السماء شاهدت فارس الأحلام ينتظرها بجانب تلك الكلمات ليعلن لها عن حبه ورغبته في الارتباط بها.. هبطت ندى لتبدأ حياة جديدة مع زوج المستقبل..
لم تكن هذه القصة احدى قصص ألف ليلة وليلة أو أحداث فيلم رومانسي.. بل كانت قصة حب جمعت ندى عطية البيومي – أول لاعبة باليه جوي عربية محترفة – بزوجها طارق في السماء.
أشعر بالفخر كوني أول امرأة عربية أمارس رياضة الباليه الجوي مرتدية حجابي
«أسرتي» التقت ندى صاحبة الـ 5000 قفزة جوية وسألتها عن قصة حبها وقصة عشقها للباليه الجوي واحترافها لعبة القفز الحر والتحديات التي واجهتها في سبيل تحقيق حلمها بالتحليق في السماء..
تقول ندى: قابلت زوجي طارق ضمن تجمع لكل لاعبي القفز الحر الذين تعلموا اللعبة خارج مصر، وبعد تعارفنا بفترة سافرنا في رحلة الى كينيا وكنا حوالي 400 شخص من جميع أنحاء العالم وكان هناك عدد كبير من مصر، رتب طارق قفزة فوق جزيرة في وسط البحر اسمها (Chale Island)، وقبل ركوبي الطائرة كتب على رمال الجزيرة (Will you marry me)
وانتظرني على الجزيرة، أثناء هبوطي من الطائرة رأيت ما كتبه طارق لكنني اعتقدت أن أحد الروسيين الذين كانوا معنا كتبها لحبيبته ولم أتخيل أنه طارق.
كونك محترفة في رياضة القفز الحر وتتخذينها مهنة وكون زوجك طارق هاويا، هل وجدت بعد الزواج صعوبات لممارسة اللعبة بشكل احترافي؟
– على العكس أتلقى دعما هائلا من زوجي فهو من أكثر وأهم الداعمين لي في أن أستمر في تحقيق حلمي وطوال الوقت ينظم لنا رحلات للقفز الحر، وهو يدفعني لأكمل مشواري الذي بدأته ليتحول من الممارسة للتدريب.
ونعتبر أنا وزوجي طارق أول Couple عربي يقفز قفزات حرة.
حدثينا عن عشقك للقفز الحر وكيف احترفت الباليه الجوي؟
– بدأ عشقي لهذه الرياضة في دبي حيث ترعرعت، عندما أردت أن أخوض تجربة القفز من الطائرة وكنت وقتها في السنة الأخيرة من المدرسة، لكن كان صغر السن عائقا بالنسبة لي، فاشتركت مع صديقاتي في مشروع للقفز وكأنك تقفز من الطائرة لكن داخل حجرة لتناسب أعمارنا، وتواصلنا مع (Skydivingdubi)، فتحمسوا لنا وبدأوا تدريبنا على القفز بالمظلات، الى أن تحقق حلمي في أول قفزة في السماء.
ولأني أعشق الباليه منذ الصغر لكن لم أمارسه لأسباب أسرية، فقد اخترت الباليه الجوي الذي هو جزء من رياضة القفز الحر، وعشقي أن أقفز من الطائرة لأقوم بحركات الباليه لوقت محدد قبل أن أقوم بفتح الباراشوت وأهبط في بقاع مختلفة من الأرض.
وتستدرك ندى: تدربت في البداية على يد «الين تشاستوفا» على لعبة التماسك الرباعي، وكان لها الفضل في جعلي من أبطال العالم، وعندما اكتشفت الباليه الجوي علمتني مدربة ايطالية اسمها استفانيا مورتنينجو، وهي من المدربين الذين ابتكروا تلك اللعبة، ثم زوجان أستراليان هما صاحبا فريق «أزوز فري فلاي».
ما أهم الأماكن التي قفزت فيها؟
قفزت في العديد من المدن والدول منها دبي وعدة ولايات في أميركا كفلوريدا وأريزونا، وقفزت في البوسنة والتشيك واسبانيا، لكن أهم قفزة لي كانت فوق سفح الأهرامات، تلك القفزة كانت بمثابة حلم كبير بالنسبة لي.
ما أطرف المواقف التي تعرضت لها أثناء ممارسة القفز؟
– كنت في إسبانيا، كان الهواء شديدا لكن المدربة أصرت على أن نقفز، وعندما أردت أن أفتح الباراشوت وجدت الهواء يزيحني باتجاه البحر، وابتعدت عن المكان المقرر أن أنزل فيه،
وبدأت أبحث عن مكان آمن أنزل فيه،
وفي النهاية نزلت في موقف سيارات سوبر
ماركت، فكان من المواقف الطريفة التي لن أنساها.
كذلك في دبي هبطت في الصحراء بين الجمال ولملمت الباراشوت ومشيت بعض الوقت حتى وصل الفريق اليّ.
حدثينا عن مشاركاتك في البطولات العالمية؟
– شاركت في 15 بطولة من خلال الفورميشن والفري ستايل، وحصدت المركز الثالث عالم بنات في لعبة التماسك الرباعي في بطولة البوسنة، والمركز التاسع بنات وأولادا في لعبة الفري ستايل.
هل شكل لك الحجاب عائقا أثناء ممارسة اللعبة؟
– بالعكس فاللاعبون الأجانب يغطون شعرهم أثناء ممارسة اللعبة وأشعر بالفخر والثقة كوني أول امرأة عربية أمارس رياضة القفز الحر مرتدية حجابي، وهذا يعكس للعالم صورة المرأة العربية وقدرتها على تحقيق انجازات ونجاحات في مختلف المجالات احداها رياضات التحدي.
ما العوائق التي خضتها في سبيل الوصول الى حلمك وكيف تخطيتها؟
– أهم عائق كان رفض أهلي لممارستي تلك الرياضة، رغم تشجيعهم لي على خوض مختلف الرياضات كالكرة والتايكوندو وغيرهما من الرياضات الصعبة، لكن رياضة القفز بالمظلات رفضوا تماما بسبب خطورتها لكنني مع الوقت استطعت اقناعهم، خاصة عندما قال لي والدي إنه سيسمح لي بممارسة هذه الرياضة اذا دخلت كلية طب أو هندسة، ورغم عدم رغبتي في دراسة الطب أو الهندسة الا أني دخلت كلية الهندسة لأرضي والدي وأصل لتحقيق حلمي في التحليق في السماء، وكان أصعب ما في الموضوع أنه ولصغر سني كان على والدي الذهاب للمحكمة للتوقيع على الموافقة بالسماح لي بممارسة اللعبة، واستطعت أن أقنعه.
ما أمنياتك؟
– أتمنى أن أنشئ أول مدرسة للقفز الحر في مصر وأن أخوض مجال التدريب، وأتمنى تنشيط السياحة المصرية وذلك بالقفز فوق الأماكن السياحية كالجونة والأقصر والإسكندرية والساحل الشمالي وغيرها.
الخوف قد يكون عائقا لكل من يراوده حلم ممارسة القفز الحر خاصة بالنسبة للفتيات، فما نصيحتك للتغلب على هذا الخوف؟
– الخوف يتم التغلب عليه تدريجيا، ورياضة القفز الحر بها عدة خطوات أمان، منها الفتح الأوتوماتيكي لمظلة الاحتياط عن طريق جهاز AAD اذا حدث فقدان لوعي المظلي وسرعة هبوطه، وهناك قواعد عالمية للعبة يتم فحصها باستمرار.
نسرين خورشيد