صحة وتغذية
أخر الأخبار

ومازالت توابع الوباء مستمرة.. د.سارة رشدان: الاكتئاب والسمنة.. أبرز تأثيرات «كورونا» على الأطفال

أثّرت جائحة كورونا في نمط حياة الأطفال بشكل كبير، في نواحٍ عديدة، من أهمها النشاط البدني، إذ اتسمت حياة الأطفال بالخمول الحركي نتيجة لإغلاق المدارس والحدائق والمناطق المخصصة للعب، هذا إلى جانب توقف الأطفال والمراهقين عن الذهاب لمدارسهم، والجلوس خلف الأجهزة اللوحية لفترات طويلة, ما فاقم مشكلات زيادة الوزن والسمنة، ومن هنا التقت «أسرتي» بممارس علاج نفسي في مركز الكويت للصحه النفسية د.سارة رشدان للتعرف على الآثار النفسية التي تركها تفشي جائحة فيروس كورونا على الأطفال:

من واقع الحالات التي تتعاملين معها هل زادت “كورونا” من مستويات الخوف والقلق لدى الأطفال والمراهقين؟
في ظل جائحة كورونا نستطيع القول ان مستويات الخوف والقلق عند الاطفال والمراهقين زادت، ومن الطبيعي أن تزيد عزلة كورونا من الشكايات النفسية للأطفال لأنها منعت الطفل من بناء شبكة اجتماعية داعمة من الأصدقاء، وصداقة الطفولة رغم أن بدايتها قد تقتصر على الاشتراك في لعبة، لكنها علاقة نقية غنية بالمشاعر ويساعد على نموها إحساس الطفل بالحرية في التعبير عن نفسه أمام صديقه والتواصل معه بتلقائية تجعله يشتاق لرؤيته ويحزن لفراقه، كما أنها تنمي شخصيته وتساعده في التغلب على الخجل وعلى مشاكل الكلام، كما تعلمه معنى الحوار والتعاون والعمل الجماعي والتسامح والمشاركة في الأسرار وتنمي روح المنافسة الإيجابية وبالنتيجة تقوّي ثقة الطفل بنفسه.

وتختلف طريقة الاستجابة للظروف الراهنة بحسب كل طفل، ولكن بعض ردود الفعل الشّائعة ستشمل: البكاء، والقلق المفرِط، والحزن والصّداع غير المُبرّر وإساءة التصرّف والانفعال وتجنّب الأنشطة التي كانوا يستمتعون بها سابقًا وصعوبة التّركيز، كما قد يعاني الأطفال من الانزعاج والكوابيس الليليّة، بالإضافة إلى الحديث والتصرّف بشكل طفوليّ.

هل للسمنة دور في التأثير على الصحة النفسية للأطفال؟
نسبة السمنة في الأطفال زادت بشكل كبير منذ ظهور جائحة كورونا، مما يعرضهم لخطر الإصابة بالأمراض المصاحبة للسمنة مثل السكري والضغط وغيرهما ويجعلهم أكثر عرضة لخطر مضاعفات “كوفيد- 19” الشديدة، بما في ذلك صعوبة في التنفس ومن ثم الدخول للمستشفيات، هذا إلى جانب انتشار الأطعمة السريعة والمصنّعة، وسهولة توصيل طلبيات الأكل “الديلفيري” للمنازل على مدار الساعة أدت إلى تفاقم المشكلة، نظراً لأسلوب الحياة الخالي من النشاط البدني والحركة بحكم التطور التكنولوجي وإفراط الأطفال في قضاء أوقاتهم على الألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية، منذ تفشي جائحة كورونا قابلها حالة من الخمول والكسل بسبب الالتزام في المنازل بسبب الخوف والقلق من احتمالية الإصابة بالمرض.

فقدان أو زيادة الشهية.. من أعراض الاكتئاب

هل يمكن أن يصاب الطفل في عمر 7 سنوات بالاكتئاب؟
يصاب الطفل في عمر الـ7 أو 8 سنوات ويجب على الاهل اللجوء للطبيب المختص، فهناك العديد من الدراسات التي أكدت أن الإغلاق الأول لإبطاء انتشار فيروس كورونا أدى إلى “ارتفاع حاد” في حالات الاكتئاب، بما يشمل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سبع سنوات، ويصاحب القلق أعراض الاكتئاب وايضا فقدان الشهية او زيادة في الشهية، ولا بد ان تتواجد هذه الاعراض لمدة طويلة.
كوني عضوة في فريق حماية حقوق الطفل وكنا نتلقى الكثير من الاتصالات على الخط الساخن خاصة في وقت الحظر وكان الاهالي يستفسرون كيف يتعاملون مع اطفالهم او مراهق الغاضب ومازلنا نتلقي مثل هذه الاتصالات والتي تدور حول زيادة الخوف والقلق والوسواس لدى الأطفال.

ما تأثير «الأم والأب القلقين» على الصحة النفسية لأبنائهما؟
البيئة التي تحيط بالطفل لها دور مهم، فعندما يكون الطفل او المراهق يعيش مع اب و ام قلقين ينتابهما الخوف و التوتر فهذا يؤثر على الابناء كما أن المشاكل الزوجية تؤثر عليهم لان جميعهم متواجدون في بيت واحد وبالتالي يكون كل جو البيت متوترا و اعصابهم مشدودة وهذا يسبب للأطفال خوفا شديدا خاصة الاطفال الذين هم تحت سن 6 أو 7 سنوات، لانهم لا يفهمون لماذا لا يكملون يومهم والروتين الطبيعي مثل ما كان قبل ذلك، مع اغلاق المدارس الذي كان له اثر سلبي على الأطفال.
يشعر الأطفال عادةً بالخوف من الأمور غير المفهومة بالنسبة لهم، وهنا يأتي دور الأهل لطمأنتهم على النحو الملائم، كما يمكن أن يعتقد الأطفال أنّهم مسؤولون عن وقوع الأحداث المحيطة بهم بسبب إساءتهم التصرّف.
يتفاعل الأطفال والمراهقون مع ما يرونه ويلاحظونه من تصرّفات البالغين من حولهم وتنعكس استجابة الأهل الهادئة والواثقة لتداعيات مرض كوفيد-19 بشكلٍ إيجابيّ على الأطفال، وتسهم في تقديم الدعم المناسب لهم

كيف يمكن أن يدير الوالدان حديثا صريحا مع أطفالهما حول المشاعر التي تعتري أفراد الأسرة بسبب الجائحة؟
يعتبر تخصيص وقت للتحدث مع الأطفال ومشاركة الحقائق معهم بطريقة بسيطة يمكنهم فهمها أمرا مهما، إلى جانب طمأنة الطفل ومنحه شعور الأمان والتوضيح له أن الشعور بالانزعاج مما يحدث أمر طبيعي، حاولوا التواصل بشكل منتظم مع الطفل إذا كان ملزما بالعزل الصحي عبر استخدام منصات التواصل الاجتماعي والمكالمات الهاتفية، كما يساعد الحفاظ على روتين منتظم في التخفيف من عزلة الطفل، وإذا كانت المدارس مغلقة، يمكن وضع جدول زمني لأنشطة التعلم والأنشطة الترفيهية.

يجب التواصل فورا مع خبراء نفسانيين وتربويين قبل تفاقم الوضع

ما الحل من وجهة نظرك لنخرج من الدائرة المغلقة التي أحدثتها لنا جائحة كورونا؟
نحرص على قيام الأطفال بتمارين رياضية في البيت أو في الهواء الطلق وتفادي عزلتهم الاجتماعية عن الأصدقاء، وفي حال ازدادت نسبة الاضطراب النفسية أو الجسدية ينصح بالتواصل فورا مع خبراء نفسانيين وتربويين قبل تفاقم الوضع.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق