فنمقابلات

الفنان عبدالله الحبيل: في رمضان أحب الفيمتو والتشريب والهريس

اشتهر بأعماله الرمضانية «جحا».. «الإبريق المكسور» وغيرهما

بدأ مشواره الفني بمسرحية «مهفة ولا كنديشن» عام 1968

 

أنا حفيد أمير الفنطاس عبدالله الحمدان

ولد الفنان عبدالله الحبيل في 13 يونيو 1949 وهو من مواليد الفنطاس وحفيد أمير الفنطاس عبدالله الحمدان.

أحب الفن منذ شبابه والتحق بناد  لاكتشاف المواهب عام 1968 ونجح في الاختبار وبدأ مشواره عام 1968 بمسرحية «مهفة ولا كنديشن».. وتوالت أعماله المسرحية وانطلقت شهرته من خلال مسرحية «حفلة على الخازوق» عام 1975، كما اشتهر بأعماله الرمضانية مثل «جحا، والإبريق المكسور» وغيرهما من أعمال.

قدم الكثير من الأعمال الفنية خلال مشواره الذي امتد 38 عاما، كان خلالها ممثلا ومخرجا ومنتجا ومؤلفا، الى أن قرر أن ينهي هذا المشوار بعد الانحدار الذي أصاب الحركة الفنية بالكويت كما يرى هو، فآثر الابتعاد عن عشقه للفن.. نلتقيه في هذا الحوار لنعرف أخباره وأسراره:

رغم عشقك للفن لماذا درست التاريخ؟

– التاريخ مهم في حياة كل إنسان مهما كانت وظيفته وأنا حبيت أثقف نفسي وأطورها وعرفت أن دراستي للتاريخ ستفيدني في أعمالي التاريخية، وقد كان بالفعل.

 

كل أبنائي شاركوا معي في أعمالي الفنية لكنهم لم يحترفوه

 

كلمنا عن «عيالك».

– الله رزقني بخمسة أولاد: محمد، عبدالعزيز، سلمان، فيصل، يوسف وبنت واحدة حنان.

وكل أبنائي شاركوا معي في أعمالي الفنية، لكن «عيالي» ما أخذوا الفن كاحتراف وعمل مثلي إنما كهواية و«وناسة»، فقط ابني سلمان أشعر بأنه يحب أن يواصل بالمجال الفني كمنتج ومؤلف وسيستمر في المجال.

 

كثير من كتّاب النصوص الذين كنت أوجههم صاروا اليوم مشهورين

 

عملك  مراقب نصوص هل أعطاك دافعا لكي تصبح مؤلفا؟

– عندما عملت  مراقب نصوص كنت مؤلفا أصلاً ولي أعمالي بالساحة كمؤلف، لكن تكمن أهمية دوري أني كنت أساعد الكتّاب.

فانظري الوضع الآن فالكتّاب أصبحوا مساكين فهم مجتهدون ويكتبون نصوصا لكن للأسف لا يجدون من يشجعهم ويوجههم.

أنا كانت قيمتي لما كنت موجودا بالمراقبة أني أوجههم وأعلمهم كيفية كتابة الفكرة الصحيحة وأن تكون الشخصيات مدروسة وكيفية تسلسل الأحداث وكثير من الكتّاب الذين كنت أوجههم صاروا اليوم كتّابا مشهورين بالساحة الفنية.

 

أحببناك ونحن صغار  من خلال مسلسلات رمضان، ورغم أن قصة مسلسل «الإبريق المكسور» كانت لعصابة وشراً، لكنك كنت الجانب اللطيف بالعمل من خلال شخصية (مسعود) اللي يدق عود.. هل أنت من كان يكتب الأغاني التي غناها مسعود بالمسلسل؟

– نعم.. أنا الذي كتب كل الأغاني التي غناها مسعود وحتى أغاني مسلسل «جحا» من تأليفي أيضا.. لما كنت أمثل دور (عجيب).

 

المخرج صقر الرشود ساعدني كثيراً خاصة في بداياتي

 

المخرج صقر الرشود ماذا تعلمت منه؟

– المخرج الكبير صقر الرشود ساعدني كثيرا بمسلسل «الإبريق المكسور»، فلم يشعرني بلحظة أني أواجه تقديم شخصية جديدة.. وكان يقف مع كل الفنانين وليس أنا وحدي ويساعدنا في تقديم الدور بالوجه الصحيح، كما أنه من اختارني لدور مسعود وعرض عليّ كتابة أغاني المسلسل وتلحينها وتقديم  شخصية «مسعود» فهو من أوحى لي واختارني خصوصا لهذا الدور، وساعدني كثيرا خاصة أني كنت في بداياتي الفنية سنة 1975 وعلمني أن أعتمد على نفسي.

والمخرج صقر الرشود علاقتي به ليست فقط كمخرج، بل هو أخ وكنت أراه أكثر من أهل بيتي وأستمتع بنصائحه وتوجيهه ومستحيل أنكر فضله عليّ كفنان وهو من الشخصيات التي لا يمكن أن أنسى فضله عليّ.

 

من يقوم بكتابة المسلسلات الآن.. كمن يخيط ملابسك وهو راعي الخباز!

حين كنا أطفالا كانت مسلسلات الأطفال كلها عِبَر وصراع بين الخير والشر ثم ينتصر الخير على الشر، لكن ما يقدم اليوم للأطفال فقط عنف وصراخ فأين الكُتّاب؟

– تكمن المشكلة اليوم أن من يقوم بكتابة المسلسلات ليس ابن الوسط الفني، واحد دخيل على المجال، كأن من يقوم بخياطة ملابسك راعي الخباز، فأمر طبيعي لا يكون العمل متقناً.

وحتى الموجودون بالساحة لا يقومون بمساعدة الكتاب الجدد. بالماضي كانت هناك روح الفريق الواحد بين المخرج والمؤلف وطاقم العمل كله،

أما اليوم فيضغطون على الكتّاب، مما يؤدي الى تقديم عمل (سلق بيض) غير مترابط الأحداث!

في تأليفي.. النذل «ألعن خيره»، والظالم «أدوسه»، وغير المخلص أوصله لأسفل السافلين!

أنت مؤلف وممثل ومنتج ومخرج.. أين تجد نفسك أكثر؟

– المؤلف أحبه كثيراً.. ألقى نفسي بالتأليف لأني أخرج أفكاري للناس وأخرج كل اللي بداخلي، فالنذل «ألعن خيره» والظالم «أدوسه» وغير المخلص أوصله لأسفل السافلين!

 

ما أقرب أعمالك لقلبك؟

– البمبرة و«ايد أحبها»!

 

رغم كل الصعوبات والحروب التي واجهتك؟

– نعم رغم كل المشاكل التي واجهتها وإيقاف المسرحية تبقى المسرحية الأقرب لقلبي.

ومسرحية «بنشر» كانت تكملة لمسرحية البمبرة أيضا ففيها انتقاد لسلوكيات المجتمع.

 

انتقدت القضاء في مسرحية البمبرة ما زعلوا منك؟

– لا والله القضاة ما زعلوا بل أصلا حضروا عروض المسرحية وضحكوا على انتقادي لهم.

اللي زعلوا هم زملائي الفنانون، قالوا «اشمعنى الرقابة تسمح للحبيل بانتقاد الروس الكبيرة واحنا تمنعنا؟!».

 

في شخصية «لقمان»

بـ «افتح يا سمسم» كنت أتعرض لـ «فرن» داخل ملابسي الشخصية!

 

أحببناك في شخصية (نعمان) في «افتح يا سمسم» لماذا ما كملت بالجزء الثاني؟

– في البداية عندما طلبوني لمسلسل «افتح يا سمسم» اختارني الأميركي «مستر كيرمن» لتقديم دور الدمية «نعمان»، وقد اختارني من بين مجموعة من الفنانين العرب، ولأنها شخصية غريبة ودور جديد فلم أفكر في الأجر، لكن حين قدمت العمل اختبرت كمية المجهود المبذول لتقديم هذه الشخصية والأمراض التي أصابتني جراء لبس شخصية نعمان، فأنا كنت أتعرض لـ«فرن» داخل لبس الشخصية ثم أتعرض لـ«السنترال البارد»! فكنت أعاني وكان عليّ كل فترة أن أخلع الرأس وأشرب مشروبا باردا لأعوض الحرارة من لبس شخصية نعمان، وفي نفس الوقت كنت سعيدا لتقديم دور جديد وشخصية أحبها الأطفال والناس وفعلا حققت نجاحا كبيرا.

في الجزء الثاني فوجئت بأن الأجر لم يتغير، وحين سألت كانت الاجابة صدمة، والله لو كت سامع إجابة مقنعة كالميزانية لا تسمح لوافقت، لكن أن تكون الإجابة هي: الأجر هو لنعمان وليس للفنان عبدالله الحبيل.

رغم أن الخبراء أكدوا في تقريرهم أن الدمية الوحيدة التي نجحت دون كل الدمى هي دمية (نعمان).

فقلت لهم مادام الأجر لنعمان، أنا أعتذر وليقدم شخص آخر شخصية نعمان.

وفعلا شخص آخر قدم الشخصية في الجزء الثاني لكنه فشل.

 

الأمير حسن ولي عهد الأردن آنذاك دعاني للجلوس على طاولة الطعام، عندما ظن أني «شيخ العشائر»!

 

موقف رمضاني ما تنساه؟

– في أول يوم رمضان كنت بالأردن وأنا طبيعي ألبس دشداشة بالسفر، طلبت مني زوجتي النزول للمطعم لتناول الإفطار، وأنا نازل سمعت الحرس يقولون: استعداد الشيخ وصل، وإذا بالأمير حسن ولي عهد الأردن آنذاك يقبل مسرعاً لي ويقول لي: تفضل يا شيخ وقام بالطلب مني بالجلوس على طاولة الطعام ثم استأذنني لاستقبال باقي الضيوف (الشيوخ) وإذا بأحد العاملين بالاستقبال بالفندق يسألني: «شو مقعدك هون»؟ أجبته: ان الأمير طلب مني الجلوس لأنه عرف أني فنان كويتي.

فضحك وقال: الأمير حسن ظنك «شيخ العشائر»، فخرجت مسرعاً من باب المطبخ لغرفتي ومن يومها بديت ألبس «بنطلون» وليس «دشداشة»!

 

قال لي الجمهور: لو تمثل بمفردك احنا راضيين!

 

لماذا قررت الابتعاد عن الفن الذي تعشقه؟

– أثناء عرض مسرحيتي الأخيرة «الارهابي» وأنا على المسرح سمعت الفنانين يتلفظون بألفاظ بذيئة فاضطررت لإيقاف المسرحية وطرد الفنانين والاعتذار للجمهور.

وقال لي الجمهور: لو تمثل بمفردك احنا راضيين، لكن مستحيل أمثل وحيداً بلا عناصر، هذا بالنسبة للمسرح، أما بالنسبة للتلفزيون، فشعرت بأن هذا الزمان «مو زماني»! فآثرت الابتعاد حرصاً على تاريخي الفني ولمصلحة الجمهور، ورغم محاولات الوزير آنذاك لكنني رفضت.

ولو تعدلت الأوضاع وشفت بصيص أمل أكيد سأعود للساحة.

 

كلمنا عن عاداتك الرمضانية.

– طبعاً  رمضان شهر روحاني، طبعا أصوم وأهجر السجاير وأحب العصر أتمشى مع زوجتي أم محمد بالسيارة نشتري تمرا وخبز رقاق ولوازم رمضان ونرجع وقت الفطور للبيت نفطر معا ونزور الأهل والأصدقاء.

 

ما طبقك المفضل برمضان؟

– ماكو أحلى من التشريبة» و«الهريس».

 

مشروبك الرمضاني؟

– الفيمتو.

 

الكويت ماذا تحتاج؟

– نحتاج للبطانة الصالحة.. لا تأخذكم العزة بالاثم، اختاروا البطانة الصالحة، فالرسل رغم أن سندهم الله سبحانه الواحد الأحد، ومع ذلك كانوا يبحثون عن البطانة الصالحة فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان صديقه أبوبكر الصديق هو بطانته مع السيدة خديجة رضي الله عنها، وسيدنا موسى قال لربه (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي).

الله سبحانه يعلمنا لكن للأسف نحن لا نتعلم، صار الناس تبحث عن اللي يطامر وينافق ولم تعد تبحث عن من ينصحها، فيجب البحث عن البطانة الصالحة، فتستفيد منهم بأنك تسير على الطريق المستقيم والصحيح، لكن ابدا لن تستطيع السير ومن حولك سيئون.

 

رغم الأمور المستاء منها  تبقى الكويت أحلى بلد!

كلمة أخيرة.

– رغم كل الأمور المستاء منها وأنتقدها تبقى الكويت أحلى بلد وأكثر بلد أشعر فيه بالراحة والله يحفظه، لكن تمنيت لوطني الصورة الأكمل وأن يرزقنا الله البطانة الصالحة وعسى الله يحفظ الكويت وأهلها ويوفقهم ودائما أشوفهم سالمين غانمين.

 

حوار: فوزية الإبراهيم

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق