عملت في بلاط صاحبة الجلالة عشر سنوات ريـم الميـع لـ «أسرتي»: نيويورك هـي المحطـة الأبـرز فـي حيـاتـي
هي واحدة من ألمع من عملن في الصحافة المحلية والعالمية، مسيرتها الحافلة تشهد لها بالقدرة الفائقة على نجاحها ككاتبة صحافية، هي أول كويتية تزور معتقل غوانتانامو، كما أنها قامت بالتغطية الصحافية لدورات الأمم المتحدة لمدة خمسة أعوام، أسلوبها السحري في الكتابة كان سلم الوصول إلى قلوب الجمهور الذي تكن له كل احترام.. إنها الكاتبة الصحافية المبدعة ريم الميع التي حلت ضيفة على مجلة «أسرتي» من خلال هذا الحوار، وإليكم التفاصيل:
بدأت أول مشوارك الصحافي من سجن النساء، فما الهدف الذي كانت ريم الميع تسعى إليه؟
- في بداياتي الصحافية لاحت لي فكرة اقتحام ذلك العالم الآخر، المجهول، المسمى “السجن” كان يملؤني التساؤل: هل ثمة ما يشبه “إسماعيل ياسين في السجن” أو “30 يوم في السجن” أو “حب في الزنزانة”؟، كان الهدف الدخول إلى هذا العالم ومعرفة أسراره، وهي تجربة استفدت منها على المستوى الشخصي قبل المهني. كما أنها تعني أيضا ثقافة من قلب الحدث، وإعادة فهم للحياة وترتيب الأولويات.
أنت معروفة بمقالاتك الجريئة والنقد الشديد، فماذا تعني الجرأة في عالم الصحافة؟
- اعتمدت هذا الخط منذ البداية لأنني أؤمن بأنه إن لم يكن هناك حرية فلا يوجد إعلام، وأن الحرية مرتبطة بالمسؤولية. وأضافت “الإعلام الحديث حقق لي سرعة الوصول إلى الجمهور، فلم يعد هناك من وسيط بيننا. لم نعد ننتظر اليوم التالي كي ننشر أخبارنا في الصحف، بل أصبح بالإمكان قول الأشياء مباشرة على الهواء، وفي كلمة مختصرة قالت: الشخص قادر على أن يثير الدهشة، وإياك أن تتحرش بورق الكتابة.
كنت أول صحافية عربية تزور معتقل غوانتانامو في كوبا عام 2002 كيف جاء الترتيب لهذه الزيارة؟
- لم يكن هناك ترتيب، ولم تكن هناك صورة معينة في مخيلتي، ولكن بداية الترتيب كان بالقضاء والقدر، وقد دونت كل التفاصيل الخاصة بزياتي للمعتقل في كتابي “كويتية في غوانتانامو” .
صدر لك كتاب «كويتية في غوانتانامو عام 2013» ما الرسالة التي أردت توصيلها من خلاله؟
- تجاوز الكتاب التجربة الشخصية لكاتبته، إلى الغنى المعلوماتي عن مكان يبقى في رأيي أكبر من معتقل، تحدثت في التاريخ والجغرافيا، رصدت بعين مختلفة ما رأيته وعايشته، كانت عيني هي الكاميرا الحقيقية لا الكاميرا البدائية التي كنت أحملها وورطتني في مواقف محرجة، وكانت ذاكرتي هي الذاكرة الرقمية للأجهزة الإلكترونية الحديثة التي لم تكن أحملها معي آنذاك، أما الرسالة فهي توثيق تجربتي الشخصية بعد التحرر من القيود، فكانت للجمهور في خارج الكويت، وكان عندي جمهور جديد أتواصل معه، والكتاب صدر بعد عشر سنوات، وكانت تجربة للقارئ جد رائعة، والكتاب يحمل اسمي وكان توثيقا لتجربتي.
القراءة متعة والكتابة فضفضة والثقافة وعي وسلوك وإدراك
ماذا تعني هذه الأشياء الصحافية والكاتبة ريم الميع (القراءة – الكتابة – السفر – الثقافة العامة)؟
- القراءة متعة وهي تعني لي الهروب إلى عالم آخر أكثر جمالا، أما الكتابة بالنسبة لي فهي فضفضة عما بداخلي، والثقافة وعي وسلوك وإدراك أترجمها في سلوك أتعامل به في حياتي.
حدثينا عن أهم المحطات في حياتك الصحافية.
- هناك بالفعل محطات مهمة في حياتي تمثل لي أحداثا كبيرة، ولعل المحطة الأبرز هي نيويورك، وهي تجربة استمرت خمس سنوات قمت خلالها بتغطية جلسات واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وهي تجربة ممتعة.
ما التكريم الذي حصلت عليه ريم الميع خلال عملها الصحافي؟
- لم أحصل على تكريم رسمي، كل المسابقات التي قدمت عليها لا تناسبني، لكن التكريم الذي أعتز به وأعتبره وساما على صدر هو حب الجمهور وعلاقة الود التي تربط بيننا، وتواصله معي، هذا هو التكريم الحقيقي، فجوائز العالم لا تصنع نجاحا.
أشخاص في حياتك وقفوا بجانبك وقدموا لك الدعم؟
- كل من قرأ لي أعمالي، أو أعطاني خبرا أو تصريحا، وكل من عملت معهم، واستفدت من خبراتهم، كل هؤلاء ساهموا في نجاحي.
صدر لك عام 2018 كتاب «كويتية في نيويورك»، ما التجربة الجديدة التي قدمتها من خلال هذا الكتاب؟
- صدرت لي تجربة واحدة، لكن اشتغلت عشر سنوات صحافة، ونيويورك هي المحطة الأبرز في حياتي.
تجربة الغزو صدمة لم أوثقها وهي الحلقة المفقودة في كتاباتي
أين كانت ريم الميع إبان الغزو العراقي للكويت؟
- أثناء الغزو العراقي كنت في مصر، في قاهرة المعز، وللأسف لم أقم بتوثيق أي أحداث أو ذكريات عن الغزو، وتجربة الغزو العراقي للكويت هي الحلقة المفقودة في كتاباتي لم أوثقها، على الرغم من أنني حينما اشتغلت في كتابي الثالث قمت بتوثيق معظم تفاصيل حياتي، دراستي، تعليمي، محطات في حياتي، ذكريات إلى غير ذلك، أما تجربة الغزو فكانت صدمة.
توقفي عن الكتابة راحة والتقاط أنفاس
نود أن نعرف الجديد عن محطاتك في مسيرة الكتابة؟
- أولا أنا توقفت عن الكتابة راحة والتقاط أنفاس، علاوة على أن القراءة تحرض على الكتابة، فإن من يقرأ يفتح شهية من يكتب، يفتح الكاتب شهيته بالتواصل مع قرائه، لا يوجد كاتب لا يسعى إلى أن يكون مقروءا وإلا لما نشر كتاباته، البعض منا تصنع المثالية، فانعزل وسئم دون أن يسأل نفسه: لماذا لا يقرأون لي؟ ففيها ألف مفتاح يفتح بها شهيته.
كلمة أخيرة لمجلة «أسرتي».
- التقدير كله لتاريخ ومسيرة مجلة اأسرتيب المهنية، التي أعطت وتعلمنا منها الكثير، وارتبطنا بأسماء غالية وعزيزة على قلوبنا بداية من المرحومة غنيمة المرزوق، وتجربة مجلة اأسرتيب لم تكن تجربة ومسيرة صحافية فحسب، بل مجموعة من القيم.