ثقافة
أخر الأخبار

في‭ ‬بيت‭ ‬السدو هنادي‭ ‬المرزوق‭ ‬تغوص‭ ‬في‭ ‬‮«‬آثـار‭ ‬الحنيـن‮»‬

في‭ ‬معرضها‭ ‬الفردي‭ ‬الأول،‭ ‬ابتكرت‭ ‬مصممة‭ ‬المنتجات‭ ‬هنادي‭ ‬المرزوق‭ ‬فكرة‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬معرضها‭ “‬آثار‭ ‬الحنين‭” ‬في‭ “‬بيت‭ ‬السدو‭”‬،‭ ‬والذي‭ ‬تُعيد‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬ظواهر‭ ‬الذاكرة‭ ‬الجماعية‭ ‬والتراث‭ ‬المفقود‭ ‬نتيجة‭ ‬للإرث‭ ‬النفطي‭.‬
هنادي‭ ‬المرزوق‭ ‬هي‭ ‬مصممة‭ ‬منتجات‭ ‬وخريجة‭ ‬مدرسة‭ ‬بارسونز‭ ‬للتصميم‭ ‬في‭ ‬نيويورك،‭ ‬حيث‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬فن‭ ‬تصميم‭ ‬المنتجات‭.‬
ذكرت‭ ‬المرزوق‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬اكتشاف‭ ‬النفط‭ ‬حافزاً‭ ‬للتحديث،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬أيضاً‭ ‬انعكاساً‭ ‬للذاكرة‭ ‬والفقدان،‭ ‬حيث‭ ‬أدّت‭ ‬وفرة‭ ‬السلع‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬التي‭ ‬استوردتها‭ ‬ثروة‭ ‬صناعة‭ ‬النفط‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬الثقافة‭ ‬المادية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الأشياء‭ ‬المصنوعة‭ ‬محلياً‭ ‬تبدو‭ ‬غير‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭.‬
كما‭ ‬أثر‭ ‬ذلك‭ ‬التغيير‭ ‬الثقافي‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للبلاد،‭ ‬حيث‭ ‬صاحبها‭ ‬هجر‭ ‬وهدم‭ ‬للمنازل‭ ‬والمدن‭ ‬الأصلية،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الثبات‭ ‬وعدم‭ ‬التوازن‭.‬
وأكدت‭ ‬أن‭ ‬المعرض‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬التوازن‭ ‬الذي‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬التدفق‭ ‬المفاجئ‭ ‬للثروة‭ ‬النفطية‭ ‬والنزعة‭ ‬الاستهلاكية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬دراسة‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬أدوار‭ ‬الجنسين‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الحداثة،‭ ‬باستخدام‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الوسائط،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المنسوجات‭ ‬والفيديو‭ ‬والفن‭ ‬المركب،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ “‬آثار‭ ‬الحنين‭” ‬يدعو‭ ‬المشاهد‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬أهمية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تراثنا‭ “‬لأنه‭ ‬يتبدد‭ ‬ببطء،‭ ‬وهو‭ ‬دعوة‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬للعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النهوض‭”.‬
وقدمت‭ ‬المرزوق‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬أعمالاً‭ ‬مركبة،‭ ‬منها‭ “‬النهوض‭” ‬وهو‭ ‬فن‭ ‬مركب‭ ‬ينقل‭ ‬الزائر‭ ‬إلى‭ ‬لمحة‭ ‬مستقبلية‭ ‬عن‭ ‬الأنقاض،‭ ‬مستوحى‭ ‬من‭ ‬وحي‭ ‬الخيال،‭ ‬حيث‭ ‬يفكر‭ ‬سكان‭ ‬المستقبل‭ ‬في‭ ‬إرثنا‭ ‬ويطرحون‭ ‬أسئلة‭ ‬لبناء‭ ‬ذاكرة‭ ‬جماعية‭ ‬لماضينا‭.‬
أما‭ “‬النبوءة‭”‬،‭ ‬فهو‭ ‬عمل‭ ‬تم‭ ‬نحته‭ ‬بوسائط‭ ‬متعددة،‭ ‬ليشكّل‭ ‬مزيجاً‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬حول‭ ‬العمارة‭ ‬الوحشية‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬لعصر‭ ‬النفط‭ – ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬هدمها‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬الآن‭ – ‬حيث‭ ‬يستمر‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬كونه‭ ‬محفزاً‭ ‬لدورات‭ ‬الهدم‭ ‬والبناء‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لها‭ ‬دوام‭.‬
ويأتي‭ ‬نسيج‭ ‬تم‭ ‬صنعه‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬أم‭ ‬نايف‭ ‬النساجة‭ ‬المقيمة‭ ‬في‭ “‬بيت‭ ‬السدو‭”‬،‭ ‬بعنوان‭ “‬البداية‭” ‬ليحاكي‭ ‬نمط‭ ‬النسيج‭ ‬آثار‭ ‬الإطارات‭ ‬الموجودة،‭ ‬في‭ ‬مقارنة‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬يروج‭ ‬الحائك‭ ‬للهوية‭ ‬الثقافية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حرفته‭.‬
ويبقى‭ “‬الأثر‭”‬،‭ ‬وهو‭ ‬عمل‭ ‬تركيبي‭ ‬يفكك‭ ‬لغة‭ ‬الرموز‭ ‬التقليدية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬منسوجات‭ ‬السدو،‭ ‬ويحتضنها‭ ‬كزخارف‭ ‬وظيفية،‭ ‬وليست‭ ‬مجرد‭ ‬زخارف‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬غرض‭.‬
الجزء‭ ‬المركزي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التركيب‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬إطار،‭ ‬وهو‭ ‬رمز‭ ‬للعقلية‭ ‬الاستهلاكية،‭ ‬مصنوع‭ ‬من‭ ‬المطاط‭ ‬المعاد‭ ‬تدويره،‭ ‬وتكشف‭ ‬مساراته‭ ‬على‭ ‬الرمال‭ ‬آثار‭ ‬رموز‭ ‬السدو‭ ‬السريعة‭ ‬الزوال‭.‬

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق