لم يكن هدف الهندية لاتا كاري صاحبة الـ 68 عاما من مشاركتها في مسابقة للجري، إنقاص وزنها أو للرشاقة أو تحقيق مجد رياضي ولكنها ركضت حافية القدمين لإنقاذ زوجها وتأمين العلاج له.
ولم تكن تدرك عندما قررت المشاركة في سباق الجرى أنه من الممكن أن تكسب المال من الركض، إلى أن أجبرتها الظروف القهرية على التفكير خارج الصندوق، واتخاذ القرار الذى سيغير حياتها بالكامل ويلهم آخرين على ابتداع فيلم طويل عنها.
وقالت كاري التي تعيش في ولاية ماهارشترا الغربية إنها لم تكن تعلم عن وجود سباق في الركض، لكن زوجها وقع فريسة المرض واحتاج لصورة رنين مغناطيسي، ولم يكن بإمكانهما تحمل تكلفة العلاج، فقررت العثور على طريقة لتأمين المبلغ.
كان ثمن صورة الرنين المغناطيسى نحو 70 دولارا أميركيا، بما يعادل 5 آلاف روبية، وهو مبلغ يتجاوز إمكاناتهما، فأخبرها أشخاص في القرية عن سباق بمكافأة مالية تصل إلى 5 آلاف روبية، وشجعوها على المشاركة قائلين إنها تستطيع الفوز، فقررت كاري، الركض سعيا وراء كسب المال من أجل توفير نفقات فحوصات زوجها.
وأول سباق شاركت فيه السيدة الستينية كان على مسافة 3 كيلومترات، وقالت إنها كانت تركض عندما تمزق حذاؤها فخلعته ورمته بعيداً واستمرت في الركض عازمة على الفوز بالمرتبة الأولى، وتذكر أنها سمعت تصفيقا وتهليلا من الجمهور حتى قبل أن تعبر خط النهاية،
فأدركت أنها اقتربت من الفوز، ومنذ ذلك التاريخ، شاركت الهندية الستينية وفازت بالعديد من سباقات الجري، حتى ألهمت قصتها مخرج الأفلام نافين كومار لتصوير فيلم من بطولتها بعنوان
Lata Bhagwan Kare يتم عرضه هذا العام.
وقال المخرج إنه قرأ عنها لأول مرة في جريدة، وذهل عندما علم أن امرأة في عمرها كانت تقوم بكل هذا من أجل زوجها، ورغب في صنع فيلم وثائقي عنها، لكن الوثائقي تحوّل إلى فيلم طويل، فيما قالت كاري، إنها أرادت جني المال من الركض ولم تفكر يوماً في التمثيل، أما زوجها باجوان كاري، فقال إنه مدين بحياته لها، وفخور بها كثيرا على الرغم من أنه حزين لأنه وجب عليها القيام بذلك في سنها.