تحقيقات
أخر الأخبار

‏New Money Vs. Old Money جائحة كوفيد19- تفرّق بين البشر.. ماديًّا

في واحد من أهم المتاجر العالمية المخصصة لبيع أرقى الأزياء الإكسسوارات وقفت سيدتان في منتصف العمر بجوار إحدى الماركات العالمية إحداهما تشير إلى أحد الفساتين الأنيقة والأخرى تبدي عدم إعجابها به والسبب أن «لوجو» الماركة يكاد لا يرى، السيدة الأولى لم تكن ترتدي إلا بعض الملابس التقليدية الكلاسيكية الأنيقة مع عقد مرصع ببعض حبات الماس شديد اللمعان وخاتم صغير من نفس الأحجار، أما الأخرى فبدت كأنها تعلن مجانا لعدد لا بأس به من الماركات العالمية سواء في الملبس أو الاكسسوار لأن الـ (Logo) (الشعار) الخاص بتلك الماركات يكاد يكون أوضح من ضوء الشمس أثناء سطوعها.

«اللوجو» بالنسبة لبعض السيدات يعني مدى ثراء من تشتريه!

(أغلب السيدات وممكن أقول 75% منهن يطلبن الملابس ذات الـ Logo الواضح أو المتكرر، بينما أخريات وهن قلة يرفضن ذلك تماما)، هذا ما قالته بسنت وهي من المسؤولات عن بيع وتسويق بعض الماركات المعروفة بالمتجر الواقع بأكبر مولات الكويت.
وقالت: “أنا أعاني معظم الوقت من هذا الموضوع فكما قلت سابقا إن اغلب السيدات يسألن عن الـ Logo ويرفضن الشراء لو كان صغيرا أو غير واضح) فالـ Logo بالنسبة لهؤلاء يعني حتما مدى ثراء من تشتريه أو على الأقل سعره المرتفع الذي قد يعبر عن واقع اقتصادي أو اجتماعي للأشخاص.
وأضافت بسنت أنها سعيدة جدا بعودة موضة تكرار طباعة اللوجو أو شعار الماركات المعتمد على الخامات وكذلك الأحذية والحقائب هذا العام، حيث قالت إنه المفضل لدى الأغلبية وسيوفر عليها الكثير من الشرح والتوضيح.

الأثرياء الجدد (محدثو النعمة) في مواجهة الأثرياء القدامى!

ويبقى هنا السؤال: هل بالفعل عادت تلك الموضة لتداعب طموحات طبقة الأثرياء الجدد لتعويض جزء من خسارة ذلك القطاع خلال العامين الماضيين بسبب انتشار وباء كورونا كوفيد- 19 في كل أرجاء العالم، أم أنها مصادفة غير مقصودة؟ ومن الأثرياء الجدد أو ما يعرفون بـ”محدثي النعمة” وما الفرق بينهم وبين الأثرياء القدامى؟

المال القديم في مواجهة الأثرياء
باتت جملة “المال القديم في مواجهة المال الحديث” مثار جدل واسع بين الأوساط الثقافية والإعلامية خلال الأشهر القليلة الماضية، وهذا ليس بجديد، ففي أعقاب أي أزمة اقتصادية أو سياسية أو اقتصادية كبرى تقفز تلك الجملة للواجهة لتكون مثار ذلك الجدل الواسع فلكل أزمة كبرى الكثير من المستفيدين الذين يقتاتون عليها وتمتلئ جيوبهم وأرصدتهم بملايين الدولارات في مقابل طبقات أخرى تتحول إلى ضحايا تلك المرحلة وهذا بالضبط ما حدث مع تفشي الوباء سالف الذكر، حيث اغتنت طبقة اجتماعية محددة تربحت من تلك الأزمة الاقتصادية الطاحنة في مقابل تراجع كبير لطبقات أخرى ربما وصلت إلى حد الإفلاس لتظهر على سطح المجتمعات كافة نماذج ثقافية غير مريحة تتعمد إظهار علامات الثراء عليهم بشكل غير مقبول وتصرفات غير محسوبة.

ولأن الاعلام هو أول ما يرصد تلك الظواهر ويبرزها على السطح فقد عرضت شبكة نتفليكس الرقمية مسلسل (Bling Empire) والذي يتحدث عن تنافس سيدتين إحداهما هي انا شاي ابنة رجل الأعمال المخضرم ادوارد شاي الذي يعمل منذ منتصف الخمسينيات في مجال تكنولوجيا الدفاع وبيع الاسلحة والاخرى هي كريستين تسيو زوجة غابرييل تسيو صاحب احد مراكز التجميل في بيفرلي هيلز ومعهد مكافحة الشيخوخة للطب التجديدي، هو أيضًا سليل مباشر لأسرة سونغ.
ولفت المسلسل إلى الفرق الواضح بين أسلوب حياة كل منهما ابتداء من البذخ في الصرف إلى نوعية وفخامة الأزياء التي ترتديها كل منهما والتي تعبر بشكل كبير عن اختلاف الطبقة الاجتماعية التي تنحدر كل منهما منها.
ففي حين تعكس شاي مفهوم سليلات المال القديم، نقلت كريستين ثقافة المال الحديث أو ما يعرف بأثرياء الحرب أو الأثرياء الجدد.

من أصحاب المال القديم والفرق بينهم وبين أصحاب المال الحديث؟
من أبرز التفسيرات الرائجة لمصطلح المال القديم هي النقود التي تتوارثها عدة أجيال متلاحقة وتمثل طبقة اجتماعية في الغالب تكون هي الطبقة المخملية، بينما يمثل أصحاب المال الحديث أو ما يعرفون بأغنياء الحرب أو الأثرياء الجدد الطبقة البرجوازية التي حصلت على أموال طائلة بنفسها دون أن ترثها.
ولكن هل هذا هو التعريف الوحيد؟ في الواقع لا، فالأمر أعمق من ذلك بكثير فهو صراع بين ثقافتين تريد كل منهما أن تفرض قوانينها على المجتمع، ولا سيما أسلوب إنفاقهما.
ففي حين يكون أصحاب المال القديم مقتصدين في عاداتهم الإنفاقية وبعيدين عن دوائر الضوء ويسعون دائما إلى ألا يكونوا مبالغين في مظهرهم الخارجي، بل انهم قد يبدون تمامًا مثل أي عائلة أخرى، يفعل الأثرياء الجدد العكس تماما حيث يقبلون أكثر على الإنفاق غير الاستثماري أو الهادف ويكون التركيز على السلع المترفة التي تسحب من أرصدتهم وربما تفوق إمكانياتهم وبالتالي من مدخراتهم.

وعادة ما ترتدي سليلات العائلات ذات المال القديم المجوهرات البسيطة المتوارثة من جيل لآخر مع ملابس كلاسيكية أنيقة أيضا يمكن أن يدخل فيها عامل الوراثة، خصوصا المعاطف الفرو الثمينة فيما لا يعيرون اهتماما لنوعية السيارات التي يركبونها، فما يهمهم أكثر هو تعظيم حجم ثروتهم حتى تتناقلها الأجيال، بينما يفضل محدثو النعمة ارتداء المجوهرات ذات الماركات المعروفة حتى تعكس وضعهم المالي والاجتماعي الحديث من ناحية ولإثارة إعجاب الآخرين ولفت نظرهم من ناحية أخرى.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق