
الوصول إلى 100 مليون مستخدم استغرق من «إنستغرام» سنتين ونصف السنة و«تيك توك» تسعة أشهر وبرنامج الدردشة الآلي Chat GPT هذا شهرين فقط! إنه أشبه بنسخة من «مصباح علاء الدين» آتية من عالم آخر فائق الذكاء والأتمتة، فقط اكتب مرادك و«شبيك لبيك» الذكاء الاصطناعي بين يديك.
تشات جي بي تي Chat GPT نظام دردشة مؤتمت صنعته شركة «أوبن أي آي» Open AI بغرض خدمة العملاء عبر الإنترنت. إنه عبارة عن برنامج محادثة مدرب مسبقاً بواسطة التعلم الآلي والتعلم العميق، يستخدم تكنولوجيا «فهم اللغة الطبيعية».
تقنيات الذكاء الاصطناعي هل هي نعمة أم نقمة؟
أثارت الإمكانات المتزايدة لشات جي بي تي جدلًا كبيرًا حول تقنيات الذكاء الاصطناعي، هل هذه التقنية نعمة أم نقمة للمجتمع؟ مع استمرار أنظمة الذكاء الاصطناعي في التفوق في المهام المخصصة تقليديًا للفكر والإبداع البشري، تصبح مسألة الاستغناء عن الوظائف أمرًا مقلقًا.
لا يمكن استبعاد إمكانية قيام الذكاء الاصطناعي بإزاحة الأشخاص عن وظائفهم تمامًا، نظرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يصبح أكفأ في تنفيذ المهام بدقة وسرعة وبأقل قدر من الأخطاء، فقد تختار الشركات الحلول الآلية بدلًا من العمالة البشرية لتقليل التكاليف وتعزيز الكفاءة. قد يؤدي هذا السيناريو إلى تحولات كبيرة في سوق العمل، لا سيما في الوظائف التي تنطوي على مهام متكررة أو تتطلب خبرة فنية محددة.
ما يلي أمثلة لبعض المجالات التي قد تستفيد من قدرات «شات جي بي تي»:
• البيع بالتجزئة والتجارة الإلكترونية: قد يساعد شات جي بي تي تجار التجزئة وشركات التجارة الإلكترونية على تقديم توصيات لمنتجات معينة، والتعامل مع استفسارات العملاء، وإدارة المخزون. يمكن للشركات أتمتة تفاعلات العملاء بواسطة روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي، ما يؤدي إلى تقليل الحاجة إلى ممثلين بشريين لخدمة العملاء.
• الخدمات المصرفية والمالية: يمكن لشات جي بي تي مساعدة العملاء في الاستفسارات المصرفية وإدارة الحسابات والاستشارات المالية.
• الموارد البشرية: يمكن لشات جي بي تي تبسيط عمليات الموارد البشرية المختلفة، مثل فحص السيرة الذاتية، وتقييمات المرشحين الأولية، والإجابة عن أسئلة الموظفين حول سياسات الشركة وفوائدها.
• السفر والضيافة: يمكن لشات جي بي تي تعزيز تجربة السفر، بتقديم توصيات الرحلات الجوية والإقامة والأنشطة المخصصة.
• البحث والتطوير: في المجالات البحثية المكثفة مثل المستحضرات الصيدلانية والتكنولوجيا الحيوية وعلوم المواد، يساعد شات جي بي تي الباحثين على تحديد الاتجاهات وتكوين الفرضيات والكشف عن رؤى جديدة. ذلك من شأنه أن يؤدي إلى عمليات بحث أكفأ.
فيما يلي ثلاث فوائد مهمة لاستخدام «شات جي بي تي»:
- الكفاءة والسرعة في إتمام المهام.
- الفاعلية من ناحية التكلفة مقارنةً بالعمالة البشرية.
- تسمح خوارزميات شات جي بي تي المتقدمة بتقليل الخطأ البشري وضمان التجانس بين المهام.
الاعتبارات والمخاوف الأخلاقية:
مع استمرار “شات جي بي تي” وأنظمة الذكاء الاصطناعي المماثلة في التقدم والتغلغل في جوانب مختلفة من حياتنا، تزداد أهمية معالجة الاعتبارات والمخاوف الأخلاقية المتعلقة بكيفية استخدام هذه التقنيات.
أحد هذه العوامل هو تأثير شات جي بي تي في التوظيف والقوى العاملة.
غالبًا ما تتطلب أنظمة الذكاء الاصطناعي، مثل شات جي بي تي، الوصول إلى كميات هائلة من البيانات لتعمل بفاعلية يثير هذا مخاوف بشأن خصوصية البيانات وأمانها.
يشعر آخرون بالقلق بشأن قدرة “شات جي بي تي” والأنظمة المماثلة على توليد وتضخيم المعلومات غير الصحيحة، ما يؤدي إلى رفع تصنيفاتها في محركات البحث، لذا يصعب نفي هذه المعلومات الخاطئة.
أيضا فإن السرعة التي يمكن بها إنشاء نص أو صوت يبدو طبيعيًا تجعل من السهل أيضا على المحتالين انتحال شخصيات أخرى أو الظهور بمظهر مختلف.
يؤدي وجود المزيد من المهام التي ينجزها الذكاء الاصطناعي أيضا إلى جعل البشر أقل قدرة على أداء مهام معينة.
في حين أن تقنية الذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي” قد تحل محل وظائف محددة، وفي الوقت ذاته لها بعض العيوب تتعلق بالخصوصية والأمن والتحيز في صنع القرار وتضخيم المعلومات المضللة، توفر هذه التقنية فرصًا جديدة، وتساعد على النمو والإنتاجية في مختلف القطاعات. في حين نتطلع إلى مستقبل الذكاء الاصطناعي والأتمتة في القوى العاملة، يكمن المفتاح لتسخير فوائد الذكاء الاصطناعي في التخفيف المدروس من آثاره السلبية في صنع السياسات، والتعليم المستهدف، ومبادرات إعادة تشكيل المهارات التي تعد القوى العاملة لمستقبل يحركه الذكاء الاصطناعي. بهذا يمكننا إنشاء مستقبل يعزز فيه الذكاء الاصطناعي حياتنا ويقود الابتكار، مع تقليل الآثار السلبية المحتملة على المجتمع.