أكدت أن المحاماة لم تكن مهنة لجمع الثروة والأموال مريم البحر لـ «أسرتي»: أسعى لأن أُكمل مسيرة والدي المشرفة للكويت
المحاماة من المهن الإنسانية العريقة التي عرفت على مر التاريخ الإنساني، رغم الصعوبات التي واجهتها من نظرة المجتمع للمرأة ووجودها في أقسام التحقيقات والأدلة الجنائية والمخافر وأروقة المحاكم، لكن إيمانها الراسخ بمبادئها جعلتها، خير من تتقلد هذا المنصب، إنها المحامية الكويتية مريم البحر، واحدة من المحاميات الكويتيات اللاتي حملن شرف المهنة، وكانت جديرة بتوصيل هذه الرسالة.
المحامية مريم البحر حلت ضيفة على مجلة «أسرتي» من خلال هذا الحوار:
كيف اقتحمت مريم البحر عالم المحاماة؟
- مهنة المحاماة موجودة منذ الأزل، وكان لي الشرف أن أكون أحد الأشخاص الذين يمتهنون هذه المهنة، درست الحقوق لأنه كانت عندي فكرة نُصرة الخير والمظلوم، والحمد لله من خلال مهنة المحاماة استطعت أن أقوم بهذا الدور، وأن أكون عمادا لهذه المهنة بما يتماشى مع مبادئي وأفكاري ومعتقداتي، ولم تكن المحاماة بالنسبة لي مجرد مهنة لجمع الثروة والأموال، وإنما كانت بالدرجة الأولى لإحقاق الحق ونصرة حقوق المرأة والطفل، فلم يكن في السابق هناك قوانين للمرأة، فكان دورنا خلال مسيرتنا السابقة إضافة هذه القوانين وإنصاف حقوق المرأة والطفل المظلوم بصفة عامة.
عانيت في بداياتي من نظرة المجتمع للمرأة ورفض وجودها في المخافر والمحاكم
هل واجهت مشاكل كونك امرأة في أروقة المحاكم؟
- واجهتني العديد من المشاكل في بداياتي، وكذلك من نظرة الأشخاص أنفسهم للمرأة بأنها توجَد في المحاكم، كيف ستكون مرافعتها، وجودها في المخافر، نظرة المجتمع للمرأة في البداية ووجودها في المحكمة أو المخفر كانت مرفوضة، ولكن مع التطور وتفهم المجتمع لطبيعة العمل، خاصة مع دخول المرأة لسلك التحقيقات والنيابة، وتقلد المرأة لمنصب القضاة خفت العراقيل خاصة بعد ما تركت المرأة بصمتها القوية في هذا المجال.
ترفض المحامية مريم البحر الترافع في قضايا المخدرات، فهل هذا صحيح؟
- المحامي دوره الدفاع عن المتهم أو الدفاع عن الحق، فكيف أدافع عن القضايا المشبوهة والتي تخالف قناعاتي، ومع الأسف فإن القانون، خصوصا الجزائي، به العديد من الثغرات التي قد يستفيد منها المتهم، والقضايا المشبوهة التي لا أقوم بتسلمها هي القضايا التي أشعر بأن المتهم فعلاً مرتكب للجرم، فكيف أقوم بمساعدة تاجر مخدرات للرجوع إلى الشارع حراً طليقاً، أو بإخراج مغتصب للأطفال من السجن؟ أما القضايا الجزائية الأخرى، وإن كانت قضايا قتل أو سرقة، وتأكدت بقناعتي أن هذا المتهم بريء أو مظلوم، فأقوم بتسلمها، ما عدا قضية الاتجار بالمخدرات، فلا أترافع فيها بأي حال من الأحوال.
السجين النصاب عبقري في الاحتيال على المشاهير وحصد أموالهم
ماذا عن قضية السجين النصاب؟
- بالنسبة لقضية السجين النصاب، كان لي دور في المشاركة في هذه القضية كوني كنت محامية لإحدى الضحايا في هذه القضية، وسبق أن تحدثت عن هذا الشخص الذي يعتبر نصابا من الدرجة الأولى، ولكن في نفس الوقت عبقري، لأنه امتهن هذه المهنة وهو داخل السجن، وقام بالاحتيال بطريقة عبقرية، عن طريق إيهام العديد من المشاهير من شخصيات كبيرة من دكاترة ومحامين وأسماء لها كيانها، ووضعها في المجتمع وشخصيات عقلانية إذا تحدثنا عن مستواها العقلي، ولكن بسبب تنكره في الأدوار التي تقمصها بشكل كبير استطاع أن يتحصل على هذه المبالغ الضخمة من هؤلاء الأشخاص وهو داخل السجن.
تأثرت بقضية عدم رؤية الأم لأبنائها بسبب الاختلاف المذهبي بين السني والجعفري
ما القضايا التي ترافعت فيها وأثرت في وجدانك؟
- هناك الكثير من القضايا التي أثرت في منها قضية اغتصاب طفلة صغيرة من قبل والدها، ومنها قضية رجل يعمل إمام مسجد وخان الله في وظيفته، وكان يعمد إلى ممارسة الفاحشة بين زوجته ورجال آخرين، حتى يتمكن من ممارسة العلاقة الزوجية، وهذا ما أثر فيّ، حيث إن هؤلاء يستغلون الدين، وكذلك قضية عدم رؤية الأم لأبنائها؛ بسبب الاختلاف في المذاهب بين السني والجعفري، وكذلك من القضايا التي أثرت فيّ في الوقت الحالي دخول الأبناء في معترك القضايا وأروقة المحاكم على قضايا العنف الأسري على قضايا تعتبر تافهة، وليس من المفروض استخدام القانون بهذه الطريقة، ولكن مع الأسف يتم استخدام الأبناء بمواجهة آبائهم لمجرد اختلافهم في الرأي أو عدم موافقتهم، وهناك العديد من القضايا مثل لجوء الإخوة بمجرد إصابة آبائهم بالزهايمر إلى معترك القضاء وحرمانهم من حقوقهم، وهناك العديد من القضايا الجنائية والمدنية والمشاكل العديدة التي أستمع لها، ودائما أخوضها بغرض حل هذه المشاكل وإحقاق الحق لأصحابه.
بطل المقاومة الكويتية الشهيد فيصل البحر ترك سلسلة من البطولات تخلدها صفحات الكويت للأجيال القادمة، وتعلمهـم الوحدة الوطنية، فهل لنا أن نتعرف على أعماله البطولية؟
- والدي كان يعشق الكويت لتاريخها وأحداثها ورجالها، كان لديه مبدأ “تهون الروح فداء للكويت، ويهون كل شيء من أجل كرامة الوطن وحريته واستقلاله”، كان رحمة الله عليه يضع مع رفاقه في المقاومة خطط عمليات تفجير نقاط التفتيش، وأماكن تواجد الجنود والشاحنات التي تحمل السلاح والذخيرة، بناء على المعلومات التي يجمعونها يقومون بتنفيذ هذه الخطط بأنفسهم، كما أنه كان يعمل على إيصال الأسلحة لأفراد المقاومة في مناطق الكويت، ويعمل على توزيع المنشورات التي كانت تجمع الروح الكويتية على قلب رجل واحد.
ما البصمة التي تركها استشهاد الوالد إبان الغزو العراقي للكويت في شخصيتك؟
- البصمة التي تركها الوالد عبارة عن مريم البحر شخصياً، لأنه خلال مسيرتي وطفولتي كان الهدف واحدا، وهو أن أتقلد مركزا أو منصبا مشرفا في الحياة لرفع اسم الوالد، وأكون تكملة لمسيرته، وأن أكون من الأشخاص المدافعين عن الحقوق والحريات، وأن أعطي الحق والسمعة الطيبة التي تذكر الوالد بالخير، والصورة الطيبة إن شاء الله.
خالتي من جعلتني أعشق المحاماة وأسير على دربها لممارسة هذه المهنة
هل من عائلة البحر من وقع في غرام المحاماة مثلما وقعت فيه مريم البحر؟
- خالتي كانت تمارس مهنة المحاماة، ونشأت وأنا أراها محامية مؤثرة، وهذا الأمر أثر في شخصيتي، واستقر في وجداني أن أكون محامية، وأحببت هذا الدور الذي كانت تمارسه خالتي وعشقته، وتمنيت أني أكون مثلها، والحمد لله كان لي ما تمنيت، وبعدها هناك العديد من بنات العائلة دخلن الحقوق، وبعضهن مارس المحاماة، والبعض منهن حصل على بكالوريوس الحقوق، ولكن لم يمارس المحاماة، ما عدا خالتي التي كانت تمارس مهنة المحاماة.
التشهير عبر وسائل التواصل والمعاملات التجارية من أهم قضايا المشاهير في المحاكم
ماذا عن أنواع القضايا التي يواجهها المشاهير؟
- من أهم القضايا التي عرضت عليّ بالنسبة للمشاهير، بالدرجة الأولى هي التشهير عبر الهاتف من خلال وسائل التواصل وتغيير المعلومات، وبعد ذلك من الممكن أن ندخل في قضايا المعاملات التجارية، العقود وعدم تنفيذها، هذا نوع من القضايا، لكن بالدرجة الأولى نتكلم عن قضايا الجرائم الإلكترونية، ثم تأتي بعد ذلك قضايا المعاملات التجارية.