تحقيقات

أمهـات المشـاهيـر «سوسو» ابن الخادمة والإسكافي

حوّل بلاده من أراض زراعية إلى قلعة صناعية

 

بطل حكايتنا اسمه «جوزيف فيساريو نوفيتش» وكان يعرف باسم الشهرة «جوغا شفيلي».. ولد في 18 ديسمبر 1878، وتوفي في عام 1953 أي أنه عاش 74 عاما تقريبا.

ولد في أسرة تنتمي إلى طبقة الرقيق أو العبيد في مجتمع لا يعترف بغير طبقة السادة من الأغنياء والتجار!

والده كان يعمل إسكافيا، وأمه كانت فلاحة، عملت فترة من حياتها «خياطة» وفي فترات طويلة عملت خادمة في بيوت الأغنياء والسادة!

هو الابن الثالث في أسرته بعد أن توفي شقيقاه في مرحلة الطفولة، ورغم هذه القسوة في الحياة، ورغم انتمائه إلى طبقة مسحوقة في بلاده إلا أنه قادها لينقلها من بلاد زراعية إلى قلعة صناعية، وقادها لتصبح قوة عالمية تتقاسم مع قوة عالمية أخرى حكم العالم.

بطل حكايتنا غيّر اسمه من جوزيف الى «ستالين»، ويقال إن «لينين» قائد الثورة من أباطرة الكرملين فيما كان يُعرف بالاتحاد السوفيتي هو الذي أطلق عليه اسم «ستالين» ومعناها «الرجل الفولاذي».

 

والده كان يتمنى أن يصبح ابنه إسكافيًّا مثله

أمه كانت تريد «سوسو» كاهنًا

الابن يرفض بسبب بذور الإلحاد في طفولته

 

مزيدًا من الضوء على إطار صورة بطل حكايتنا:

  • والده «فيساريو» كان سكيرا، مارس القسوة البالغة ضد ابنه، كان يضربه بشدة، ومن الحقائق المعروفة أنه ضرب ابنه ودفعه بقوة فسقط على الأرض يعاني من شدة الدفع وقوة الضرب، وان الطفل أصيب إصابات بالغة.

لم يكتف «فيساريو» بضرب ابنه فقط إنما مارس الضرب والقسوة تجاه زوجته «والدة ستالين».

 

الذين تابعوا مسيرة «ستالين» في طفولته رصدوا عدة حقائق قد تبدو متعارضة لكنهم يؤكدون صدقها:

  • الحقيقة الأولى:

ان العلاقة بين «ستالين» وأمه كانت حميمية جدا، وان رسائله إلى أمه في فترة من حياته كانت تنطق بالحب والحنان!

  • الحقيقة الثانية:

ان أمه كانت تريد أن يصبح ابنها أحد الكهنة أو القساوسة في الكنيسة الأرثوذكسية، فأرسلته وهو في سن الحادية عشرة من عمره إلى مدرسة تابعة

للكنيسة ليدرس فيها، لكن المدرسة طردته لعدم انتظامه في الحضور للدراسة، وكان ذلك في عام 1899.

  • الحقيقة الثالثة:

ان تلاميذ المدرسة كانوا من أبناء طبقة الأغنياء والكهنة والتجار، وان «ستالين» كان متفوقا يتمتع بالذكاء.

  • الحقيقة الرابعة:

ان الأم صدمت نتيجة طرد ابنها من المدرسة فقد ضاع أملها في أن يصبح ابنها كاهنا في الكنيسة، وان ابنها كان يرفض بشدة أن يصبح كاهنا، فقد بدأت لديه بذور الإلحاد منذ بداية حياته.

  • الحقيقة الخامسة:

والد «ستالين» على العكس من أمه غضب بشدة لأن ابنه التحق بالمدرسة، لم يكن يريد أن يتعلم، كل أمنيات الأب تمثلت في أن يصبح ابنه «إسكافيا» مثل أبيه!

أم «ستالين» كانت تحبه بعكس أبيه الذي كان يكرهه بشدة، وكانت أمه متدينة فألحقته بالمدرسة الأرثوذكسية ويقال إنها كانت تناديه بـ «سوسو»!

 

عقب وفاة الزوجة الأولى قال «سوسو»:

كانت آخر آمالي!

 

تتواصل الأضواء على «ستالين»:

تزوج مرتين: في المرة الأولى تزوج «ايكاترينا سفانيوزي» 1906 لكنها ماتت بمرض السل في عام 1970.

ويقال إنه لم يكن يملك مالاً يصرفه على علاجها! ويقال أيضا إن زوجته الأولى أصرت على أن تكون زفتها داخل الكنيسة وكانت تعمل خياطة!

ويسجل الذين تابعوا حياته مع زوجته الأولى أن «ستالين» عقب وفاتها قال:

كانت آخر آمالي!

وصرحت أمه قائلة: ان زوجته الأولى هي المرأة الوحيدة التي أحبها «ستالين».

أما زوجته الثانية «ناديا سيرجيفنا» (الفترة من 1919 حتى عام 1932)، فقد ماتت منتحرة بالرصاص، ومن الثابت أنها انتحرت بسبب غيرتها الشديدة من كثرة غرامياته.

 

قتل آلافًا.. ولكنه أرسل مثلهم إلى أعمال السخرة

حرق أكثر من 300 كنيسة وأحرق الأيقونات

هاجم الإسلام والمسلمين واتهمهم بعدم الولاء للدولة

 

أحيانا كان «ستالين» يسأل أمه:

لماذا تضربينني؟

فكانت تجيب: ضربي لك لم يسبب لك أذى!

ومن الثابت أن «ستالين» عندما أصبح رئيسا لبلاده لم يتلق بأمه غير ثلاث مرات، ورفض دعوتها الى قصر الرئاسة في الكرملين.

ومن الثابت أيضا أن بطل حكايتنا كان شديد العداء للدين منذ طفولته، رفض أن يصبح كاهنًا، كما كانت تريد أمه، وعندما كبر وأصبح زعيما في بلاده أغلق أكثر من 1100 كنيسة أرثوذكسية و240 كنيسة كاثوليكية، وأعدم آلاف من القساوسة والكهنة، وأرسل الآلاف الى أعمال السخرة وحرق الأيقونات وهدم الكنائس، وعُرف بعدائه الشديد للإسلام.

كان «ستالين» يشك في كل المحيطين به، خصص في قصر الكرملين ثماني غرف للنوم، حتى لا يعرف أي أحد أي غرفة ينام فيها، وكان لا يتناول الطعام إلا بعد أن يأكل منه الطباخ الذي أعده.

مات «ستالين» بجلطة في المخ، ووصفه خليفته بالسفاح! وذلك عندما اغتال أحد رموز القصر الرئاسي، عندما تنكر في زي عامل وألقى قنبلة على الرجل.

 

 

نادية عبدالرحمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق