إحدى مؤسسات مؤسسة رسالتي لتنمية المرأة اليمنية مـهـا الفـريـس: نسعى لتفعيل دور المرأة اليمنية لتمكينها من حقوقها
فقد جازفت بحياتها، وأسست فريقا يعمل بكل ما فيه من طاقة، واختارت الخط الإنساني في مجال المساعدات لتنمية المجتمع، وهي على قناعة بأن المرأة هي نواة هذا المجتمع، فهي واحدة من سيدات المجتمع العربي، وبالتحديد من اليمن ممن ضربن أروع الأمثلة في التطوع، وتحدي الصعوبات، ومن أجل آلاف البسطاء وزرع البسمة على شفاههم، في أصعب الظروف التي يواجهونها بسبب الحروب، إنها المتطوعة مها الفريس إحدى مؤسسات مؤسسة رسالتي لتنمية المرأة اليمنية، والتي حاورتها «أسرتي» للتعرف على مشوارها نحو التطوع والعمل الخيري، وإليكم التفاصيل:
في البداية.. لماذا تركت حياتك الهادئة الرغدة وسط أسرتك الميسورة خارج اليمن وبحثت عن المشقة؟
- لأنني نذرت نفسي للعمل الخيري التطوعي، ومقتنعة بعملي وما أقدمه من أجل الآلاف من البشر، ولا أفكر في مناصب قيادية أو سياسية، وما أنا فيه من خدمة وتخفيف معاناة الناس وخاصة المرأة يكفيني، ولا أفكر في شيء آخر.
ومن هنا جاءت فكرة تأسيس مؤسسة رسالتي تنموية خيرية تحمل ترخيص رقم 323 من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بتاريخ 2010/03/10م أسسها مجموعة من الساعيات للنهوض بوضع المرأة اليمنية اقتصادياً واجتماعياً وحقوقياً من خلال إقامة العديد من البرامج والأنشطة التي تخدم المرأة.
ما الذي يجعلك تصطحبين أبناءك في رحلاتك لليمن؟
- ولائي لوطني ومن أجل أن يروا معاناة شعبهم باليمن، ويشعروا بغيرهم ويكونوا معهم عن قرب، فلا توجد كلمات أو عبارات تصف المشاهد التي يعاني منها أهلنا في اليمن، فليس هناك أفضل من رؤية العين.
حدثينا عن بداية المشروع؟
- البداية كانت عام 2000، وذلك من خلال مشروع خيري لتوزيع المواد الغذائية على الأسر المحتاجة، خاصة في شهر رمضان والأعياد والمناسبات المختلفة، كانت البداية بالطريقة هذه، لكن فكرت أطور الفكرة إلى مشروع كبير يخدم قطاعا أكبر، كان الموضوع صعبا، وواجهت صعوبات وتعبت كثيرا، حتى عام 2010 حولنا العمل إلى مؤسسة، أي عمل مؤسسي، وبدأنا في عمل دورات للأرامل والمعاقين، وبدأنا في عملية التأهيل ثم تطور العمل بعد ذلك خاصة بعد ترخيص المؤسسة التي حملت اسم مؤسسة رسالتي لتنمية المرأة. وفي عام 2014 كانت الانطلاقة الحقيقية في مشروع الإيواء لبناء منازل للأرامل، حيث وصلنا لنحو 158 بيتا، ووصلت مساعداتنا وزاد عدد المشاركين معنا، وزاد الاقتناع بالفكرة والمؤسسة.
وماذا عن الانتقال والعمل خارج اليمن؟
- توسعنا في العمل خارج اليمن، وبدأنا مشروع كفالة طلاب العلم (منح دراسية) وفي عام 2022 كنا قد ساهمنا في بناء وترميم نحو 15 مدرسة في اليمن، ولأني مقيمة خارج اليمن كنت أزور هذه المدرسة والاطلاع على حُسن سير العمل بها والتقييم والمتابعة للوصول إلى جودة العمل بمراحل التعليم المختلفة وبمختلف المراحل العمرية.
هل من مواقف صعبة واجهتك؟
- بالتأكيد لا يخلو عمل من مواقف صعبة خاصة في ظروفنا، فمن أهم المواقف التي واجهتها مشكلة أسرة يمنية، وهذه الأسرة مكونة من تسعة أفراد منها الأم أرملة، ومعها ثلاث بنات إحداهن مطلقة ولديها طفلان، ومعظم أفراد الأسرة من الأولاد بالسجن؛ بسبب دين كبير عليهم لم يستطيعوا الوفاء به، كما أنهم تعرضوا لظلم شديد من القرية التي يقيمون بها، فتواصلت معهم من خلال الفريق الذي أعمل معه، وكان التفاعل قويا، ولا تصدقين إنه تم جمع المبلغ في اليوم نفسه، وعبر فريق عطاء المرأة الكويتية الإنساني الذي كانت لهم بصمات معنا باستمرار حيث تم عبرهم تجميع المبلغ كاملا، ولهم الفضل بعد الله تعالى بخروج هذه الأسرة من السجن ومن محنتهم، ورفعنا الظلم عنهم، وعملنا لهم نقلة نوعية، وتم نقلهم إلى المدينة؛ لأن أهل القرية كلهم ظلموهم، وقمنا بتدريب البنات بالمؤسسة، والأولاد كانوا ثلاثة منهم هاشم وأخوان آخران منهم من أحضرنا له موتورا اشتغل عليه، ومنهم من تم إلحاقه بمعهد مهني، حيث حصد المركز الثاني على مستوى الجمهورية، والأخير عمل بالمؤسسة، فهذا الموقف كان مؤثرا جدا ومشكلة في غاية التعقيد، ولكن بفضل الله ثم فريق العمل تم حل هذه المشكلة.
هدفنا تفعيل مبدأ الشراكة مع المؤسسات والمنظمات المعنية بتنمية المرأة
ما الهدف من وراء إنشاء المؤسسة؟
- هدفنا يكمن في المساهمة في التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة وإعداد المرأة لمعرفة حقوقها وواجباتها لتتحول إلى إيجابية في المجتمع والمشاركة في بناء قدرات المرأة وتنمية مهاراتها، وتعزيز مبدأ الشراكة الفعالة مع المؤسسات والمنظمات المعنية بتنمية المرأة.
ما المقصود من التمكين الاقتصادي الذي تقدمه المؤسسة؟
- التمكين الاقتصادي يهدف إلى تحسين المستوى المعيشي لدخل الفرد بتعليم النساء الحرف اليدوية المختلفة؛ ومن ثم تمليكهن أدوات الحرف المختلفة، من خلال برامج التأهيل المهني والحرفي، مثل خياطة، نقش، كوافير، أشغال يدوية، بخور وعطور، مهارات حاسوب، مشروع تمكين الشباب، مشروع تملك الأسر المنتجة (باب رزق)، تمليك أكشاك، تمليك بسطات، بقالات، تمليك أجهزة حاسوب، تمليك أدوات الحرق والمهن.
برنامج حماية المرأة والطفل يهدف إلى رفع مستوى خدماتهم ومعرفة حقوقهم
ما الهدف من وراء برامج حماية المرأة والطفل؟
- برنامج حماية المرأة والطفل يهدف إلى رفع مستوى الخدمات للمرأة والطفل، وتعزيز البيئة لخلق وعي مجتمعي يهتم بحماية حقوق المرأة والطفل وتوفير الحد الأدنى من معايير حمايتهم.
حيث إننا قمنا بعمل برامج الاستجابة للعنف الاجتماعي: مساعدات مالية، الدعم النفسي، تدريب القيادات المجتمعية، بناء قدرات، وبرامج حماية الطفل، كفالة الأيتام، كفالة ذوي الاحتياجات الخاصة، الدعم النفسي، توزيع كسوة العيد، المساحة الآمنة للطفل
علام يشتمل برنامج التعليم الذي يعد من أولوياتكم؟
- يعمل على تحسين البنية التحتية في الجانب التعليمي من خلال إعادة تأهيل وبناء وتأثيث المدارس. وأيضا قمنا بعمل برنامج التعليم وتطوير القدرات يهدف إلى تحسين المستوى التعليمي وتخفيف آثار النزاع على الطالب والمعلم، برامج تأهيل المدارس، مشروع تحفيز الطلاب والمعلمين، برنامج محو الأمية، برنامج صناعة القادة، دورات التنمية البشرية. وبرنامج الخوارزمي الصغير، بناء وترميم فصول دراسية، تجهيز مدارس بأثاث مدرسي.
ما رحلة البحث عن الماء؟
- أزمة المياه تضاعف معاناة اليمنيين، وخصوصا المرأة والطفل، حيث إن الكثيرين يعيشون في ظروف قاسية بسبب نقص المياه، حيث يضطرون إلى المشي لكيلومترات عدة ليل نهار في اليوم بحثاً عن بضعة لترات من المياه، وأخذ الأطفال والنساء يحاولون جلب المياه حتى عند الساعة الثالثة صباحاً.
أثر نقص المياه بشكل سلبي على حياة الناس، فهناك نساء تعرضن للإجهاض نتيجة حملهن لحاويات المياه الثقيلة، وهناك آخرون توقفوا عن العمل، وأصبح شغلهم الشاغل جلب الماء إلى بيوتهم، حتى إن الطلاب أخذوا يتأخرون عن مدارسهم لمساعدة أسرهم في البحث عن المياه، ما زاد المشكلة تفاقماً هو رداءة الطرقات، مما يجعل من الصعب توصيل حاويات المياه إلى القرى الجبلية.
فكيف عملتم لحل هذه المشكلة؟
- قمنا بعمل برنامج المياه والإصحاح البيئي الذي يهدف لعمل برامج تنموية تدعم الاستدامة في برامج المياه والإصحاح البيئي، من خلال تأهيل آبار، توزيع مياه الشرب، توزيع خزانات الماء، توزيع أدوات النظافة، توزيع المياه الصالحة للاستخدام، إصلاح مجاري الصرف الصحي.
وماذا عن المساعدات الغذائية؟
- لدينا برامج خاصة بالمساعدات الغذائية، توزيع السلال الغذائية، توزيع السلال، الرمضانية، برنامج رغيف الخير، توزيع الوجبات الساخنة، وجبات إفطار صائم، توزيع لحوم أضاحي العيد، برامج سبل العيش، برامج التدريب والتأهيل المهني، تمليك أكشاك.
فريق عطاء المرأة الكويتية كيف كان التعاون فيما بينكم وكيف تطور؟
- في البداية كان العمل معهم عبر جمعيات وسيطة، وعندما عملنا أكثر من مشروع أعجبوا بعملنا وبطريقة شغلنا، وتعرفنا على ناس كثر من خلالهم.
ما أهم المشكلات التي تعاني منها المرأة اليمنية اجتماعيا؟
- أهم تلك المشكلات، التوعية، والعادات والتقاليد وسيطرة المجتمع الذكوري، ولكن المرأة اليمنية لديها صبر وإصرار شديد، ولديها اقتناع بأنها نواة تلك الأسرة، فلو تم الاهتمام بها وتدريبها وتأهيلها، فستخرج جيلا قويا يساهم في عملية التنمية، ويحقق نجاحات عظيمة.
كم بلغ عدد مشروعات المؤسسة حتى هذه اللحظة؟
- لدينا نحو 66 مشروعا منها مشروعات صحية وتعليمية وتنموية، حيث إن المشاريع التي تنفذها المؤسسة تركز وتهتم بشكل خاص بتأهيل المرأة المعيلة وتمكينها اقتصاديا، وتم تدريب وبناء قدرات 3022 امرأة، وتمكين 420 امرأة خلال الأعوام السابقة.
الحالات أو النماذج التي لمست فيها رغبة للعمل معك؟
- هناك نماذج جيدة عندها حب للعمل، وتتمتع بأفكار جيدة، وإصرار على التغيير، وهذا يبشر بالخير، كما أن هناك اقتناعا من الكثيرين بضرورة محاربة الجهل والأمية والأوضاع غير السوية في اليمن.