الركود الاقتصادي العالمي والزواج الركود الاقتصـادي.. يـعـلـمـنـــا الاقتصاد الزواجـي.. مــن المقبّـلات إلى الخـواتــم!
التضخم الاقتصادي العالمي والزواج.. علاقة أصبحت في غاية الأهمية حاليا ونحن نعيش هذا التضخم والركود الاقتصادي شرقا وغربا، ولا فرق بين الدول الغنية والدول الفقيرة جعل الكل أصبح يعاني معاناة متعددة الأوجه في حياته اليومية وخاصة في الزواج كمشروع احتفال أو الزفاف وحياة مشتركة فيما بعد، فقد أصبح التضخم الاقتصادي تحجيماً لحفلات الزفاف أو حتى قرار الزواج من الأساس! وصار الكثير من الشباب حول العالم يعاني من تحول حلم حفل الزفاف إلى كابوس التضخم الاقتصادي! ومن حفل الزفاف الخيالي إلى التعامل مع التضخم الواقعي!
الكثير من الأعباء المالية.. القليل من قرارات الزواج.
رصدت تقارير متعددة انخفاض حفلات الزفاف أو قرارات الزواج من الأصل نتيجة للمعاناة المادية التي يعاني منها العالم حالياً في كثير من بلاده، في الشرق والغرب على حد سواء، فقد رصد مكتب المراجع السكانية في واشنطن ظاهرة أن معدلات الزواج بين الشباب آخذة في الانخفاض منذ سنوات، لكن الانخفاض تسارع منذ بدء الركود كما تشير البيانات إلى أن المزيد من الأزواج الشباب يؤخرون قرار الزواج، أو يتنازلون عنه تمامًا، وذلك كرد فعل للتعامل بحذر مع الانكماش الاقتصادي والانحدار في سوق الإسكان أو العقارات!
العرسان أصبحوا يبتكرون الحلول في مراسم وتفاصيل حفلات زفافهم وذلك لتوفير المال
الاقتصاد في حفلات الزفاف.. وابتكارات حلول رخيصة
أيضا من فوائد الركود الاقتصادي على الزواج هو الاقتصاد في حفلات الزواج، فليس كل العالم يشهد حفلات زفاف باذخة فاخرة التفاصيل، بل الكثير من شباب العالم بعد أن اتخذ القرار بالزواج رغم الركود الاقتصادي في العالم كله تقريباً، قرروا أيضا إقامة حفلات زفاف اقتصادية للغاية، توفيرا للنفقات مع ارتفاع الأسعار في كل شيء تقريباً إلى الضعف في بعض الحالات!
تكتب لورين توماس على موقع محطة “سي إن بي سي” في مقالتها الدراسية حول العرسان الذين يخفضون نفقات زواجهم نتيجة للظروف الاقتصادية الراهنة أن العرسان أصبحوا يبتكرون الحلول في مراسم وتفاصيل حفلات زفافهم، وذلك لتوفير المال من ناحية وللتغلب على نقص المواد الخام التي يحتاج إليها مصممو حفلات الزفاف من ناحية أخرى، لأنه حتى المواد الخام أصبحت تعاني مشكلة في ذلك!
ومثال على ذلك الاتجاه الجديد، خططت “نيكول” وخطيبها “آدم” لإقامة حفل زفاف في كولومبيا، بدلاً من ميامي، بالرغم من أن ميامي كانت حلمهما لحفل الزفاف، لكنهما قررا ذلك لأن كولومبيا تكاليفها في متناول اليد اقتصاديا بالنسبة لهما وبالنسبة لنفقات السفر إلى المدعوين.
كما أصبح الآن، الكثير من العرسان يقومون بإجراء مقايضات وتبادلات سلع وأغراض لديهم بسلع واحتياجات أخرى يحتاجون إليها توفيرا لنفقات الزواج، بل وإعادة التفكير حتى في الأولويات بما في ذلك اختيار ثوب الزفاف الذي تحلم به كل عروس مع الاقتصاد في اختيار ديكورات بسيطة بدلا من المساحات الواسعة المفتوحة على تنسيقات الأزهار الباهظة.
ارتفاع التضخم أدى إلى عودة حفلات الزفاف «الصغيرة» واحتفالات زووم.. وحجب الضيوف
التضخم.. يسحق ميزانيات الزفاف!
وفي عنوان صادم لشبكة “سي إن إن”: “التضخم يسحق ميزانيات الزفاف، ويتم تخفيض الضيوف” في تقرير يرصد هذه الظاهرة، حيث ارتفاع التضخم أدى إلى عودة حفلات الزفاف “الصغيرة” واحتفالات زووم وحجب الضيوف.. فقد وصلت نسبة الزفافات التي حجبت الضيوف من الحضور إلى النصف تقريبا – حسب إحدى الإحصائيات!
وتقول ليا ويليامز مالكة شركة لتصميم الأزهار والمناسبات بخصوص الظاهرة:
”لقد ارتفع كل شيء بشكل جنوني! إن تكلفة الزهور ارتفعت بسبب الطلب القليل عليها! فضلاً عن سوء الأحوال الجوية والاضطرابات السياسية في بعض أسواق التصدير الرئيسية. الورود أصبحت تكلف الآن ما يصل إلى أضعاف ثمنها قبل التضخم! وهي زيادة لها تأثير كبير على ترتيبات الزهور للأعراس!”
أصبح الأزواج الذين تصدمهم ميزانيات الزفاف التي تفجرت بنسبة تصل إلى 100% يختارون بلا أي تردد التوفير بأي وسيلة ممكنة من أجل مواجهة أعلى معدل تضخم منذ 40 عامًا.
ومع استمرار الارتفاع في التضخم أصبح المقبلون على الزواج يساومون في كل شيء لتخفيض نفقات العرس، ويبحثون عن بدائل أقل تكلفة لكل شيء من المقبلات إلى خواتم الخطبة، ويخفضون التكاليف بأي طريقة ممكنة.
قالت جامايسيا لويس، عالمة الصحة العامة التي تزوجت مؤخراً:
”بينما كنا نخطط، يبدو أن ميزانيتنا الأصلية تضخمت بسرعة كبيرة”.