الـمـبـــدع طوني معلوف.. اقتحم بـ «إذا الأرض مدورة» عالم الشهرة

طوني معلوف.. مهندس داخلي يحمل منذ طفولته موهبة الرسم، يهرب من الواقع المرير الذي يعيشه الشعب اللبناني عبر موهبته إلى مساحات الرسم الفسيحة، فيبدع الأزمات التي يعيشها مع شعبه بصورة بكثير من الإتقان والإبداع، وتحمل صوره ومنشوراته رسائل وطنية فقط وطنية، دون الدخول في زواريب السياسة المقيتة والمفرّقة.
إستغل معلوف موهبته ليكون عبر رسوماته صدا لأوجاع شعبه، ومرآة لمعاناته اليومية، فكل أزمة عاشها الشعب اللبناني كانت موضوعاً للرسم، ومع توالي النكبات في السنوات الأخيرة باتت الرسومات حزينة، تماما كواقع لبنان.
يقول الموهوب اللبناني في مقابلة لمجلة ”أسرتي” عن مسيرته في عالم الرسم “منذ صغري كنت أمارس الرسم، يدي تمتد إلى الورقة فترسم وتجسد أحاسيسي، صور في مخيلتي، أمنياتي، وكنت دائما أرمي الورقة بنوع من اللامبالاة، ومنذ أربع سنوات قررت أن أنشر رسمتي على موقع التواصل الإجتماعي إنستغرام، ولم أتوقّع أنها ستنال إعجاب المتابعين إلى هذا الحد، ونجاح المنشور الأول كان الدافع لمواصلة النشر ومع الوقت باتت المواضيع متنوعة وأقرب إلى الواقع وتحمل رسائل هادفة”.
كيف تختار مواضيع رسماتك؟
بما أن رسماتي تحكي عن لبنان، فكان كل موضوع يفرض نفسه بحسب الأزمة الآنية التي نعيشها كلبنانيين، فمن يتفحص الصور على حسابي على انستغرام يجد أن لكل أزمة منشورات تحاكي الوجع، وتنوعت الرسومات بين المواضيع التالية: كورونا، أزمة طوابير البنزين، إنقطاع الكهرباء، الهجرة، إنقطاع الدواء وحليب الأطفال، إنفجار مرفأ بيروت، أزمة إرتفاع صرف الدولار، غلاء المعيشة، الحنين إلى الوطن، و”بعض المواضيع تكون تعبّر عن معاناة شخصية أترجمها عبر صورة”.
منشوراتك مخصصة للبنان فقط.. لماذا؟
تقصدت أن تكون مواضيعي لبنانية بحته، فـ لبنان غني بالأحداث ويغنيك عن مواضيع العالم لأن كل يوم موضوع وقصة وجع ومعاناة، فأدخلت في بعض المنشورات العادات والتقاليد اللبنانية من الزي إلى الرقصة الشعبية “الدبكة”، وحسن الضيافة لدى أهالي المناطق اللبنانية.
أستخدم أغاني فيروز على فيديواتي لأنني أعتبرها علماً لبنانيا وصوتا جامعاً لكل اللبنانيين
فيروز بأغانيها وإسمها وكلماتها حاضرة بأعمالك.. ما السبب؟
غالبا ما أستخدم أغنية للسيدة فيروز على فيديواتي التي أعدّها، لأنني أعتبرها علماً لبنانيا وصوتا جامعاً لكل اللبنانيين بمختلف إنتماءاتهم وإختلافاتهم ولم تغنِ لفريق ضد فريق بل لـ لبنان، يضيف “فيروز غنت كل شي عن لبنان، ونقلت صورة لبنان الجميلة للعالم وأعتقد أن أغانيها أعطت إضافات ساهمت بشكل كبير بنجاح أعمالي خصوصاً الفيديو الأخير الذي نشرته ولاقى نجاحا كبيراً لم أتوقعة صراحة “إذا الأرض مدوره”.
هل تصبح الهواية مهنة؟
شخصيا أستطعت ان أبرع في إختصاصي الجامعي في الهندسة الداخلية كوني أمتلك موهبة الرسم، وموهبتي هذه كانت السبب الرئيسي لإختياري هذا الإختصاص، في بداية الأمر كنت أعتبرها هواية أعبّر فيها عما بداخلي من حزن وفرح وغضب وحب، وبعد النجاح الكبير الذي حققته وإعجاب المتابعين بأعمالي أَصبَحت هذه الهواية تتحول لعمل خصوصاً في الفترة الأخيرة، وقُدّم لي عدة عروض عمل بالإضافة إلى المشاريع التي كنت أعمل على تحضيرها، لكن هذه المهنة ستكون إلى جانب التصميم الداخلي وليست بديلا عنها.
في حال قدّم لك عرض خارج لبنان، هل تقبله وتسافر؟
هو نفسه الصراع الداخلي الذي عبّرت عنه في عدد من أعمالي، بحيث أظهر شاب يحمل حقيبة سفره وعلى ظهره العائلة ووطنه وفيروز وأياد تمسك بقدميه كي لا يرحل، لكن في نهاية المطاف كل منا يسعى لمستقبله ” اذا حصلت على عرض منيح خارج لبنان بدرسو وبقرر”.
دور السوشيال ميديا في نجاحك
بالطبع ساهمت وسائل التواصل الإجتماعي بنجاحي بشكل أسرع ووفرت الكثير من الوقت، الموهبة موجودة ولكن بغياب مواقع التواصل كنت سأحتاج إلى وقت أطول ليعرفني الجمهور، “مواقع التواصل سيف ذو حدين ولكن الحمدلله كانت النتيجة لصالحي واستفدت منها على النحو الإيجابي وإستطعت أن أستخدمها لأيصال فني للمتتابعين “.
بين زحمة المنشورات المليئة بالمعاناة اليومية للشعب اللبناني على حساب معلوف، يحاول أن يكون إيجابياً ومصدراً للأمل للكثيرين، فنجده يعد صوراً وفيديوهات تشجيعية للمغتربين للقدوم إلى لبنان، يظهر الحنين للوطن، لقاء الأهل والأحبة بعد غربة سنين، كل ما هو جميل بـ لبنان يبرزه، والجميل أن أعماله إستحوذت على إعجاب اللبنانيين كل اللبنانيين لأنها تحكي بلغة وجع كل لبناني دون تفرقة.
هذه المرة تخطّى نجاح معلوف حدود لبنان، وأصبح حديث وسائل الإعلام اللبنانية والعربية ليس بأرقام اللايكات والمشاهدات، بل بفن راق قدمه وأعمال تحمل رسائل وطنية، وإبداع ليست حدودة الأرض المدورة.
«أسرتي» في كل مكان
علي غندور