
«واجهت الإصابة بسرطان الثدي مرتين خلال ثماني سنوات متتابعة، وعندما شفيت منه كدت أطير فرحا، لكنني لم أكن أتصور للحظة أن أواجهه مرة أخرى، ولكني صارعته للمرة الثانية بالكشف المبكر وتغلبت عليه بالإرادة القوية»، هكذا بدأت الناشطة الاجتماعية والمتعافية من مرض سرطان الثدي والملهمة حنان الخالدي حكايتها مع السرطان في لقاء لـ «أسرتي» معها:
كيف كانت بداياتك مع مرض السرطان؟
- بدايتي مع مرض السرطان عندما لاحظت تغيرا في شكل الثدي، هنا شعرت بإحساس غريب، حيث لم يكن لدينا تاريخ لهذا المرض في عائلتنا، وكنت أمارس الرياضة في النادي وحياتي طبيعية، توقعت أنه أمر طارئ وسيزول، راجعت الطبيبة ورأيت القلق في عينيها واضطرت الطبيبة لأن تذهب معي لغرفة السونار، ومن ثم الرنين المغناطيسي.
أعطاني الله القوة أن أقول للدكتور
«أدري أنا شنو معاي.. سرطان في الثدي»
كيف تلقيت خبر إصابتك؟
- بعد ظهور نتيجة الرنين طلب مني أخذ خزعة من الورم، وأخذت ورقة التشخيص والفحوصات اكتشفت وأنا في طريقي للدكتور أنه مكتوب عليه اشتباه في سرطان الثدي، شعرت أن الزمن توقف تمامًا، لا أدري كيف أشرح تلك اللحظات القليلة الأولى، ولكن كأي شخص شعرت بالضيق وأنني في مواجهة مع وحش لم أكن أرغب في دخول معركة معه، ولكن قدر الله أن أصاب، رغم أنني كنت أقوم بإرضاع طفلي، يعني نهائيا استبعدت أن أكون في مرمى هذا المرض، لأنه يقال ان المرضع أمورها تكون طيبة، ولا تصيبها الأورام، وسبحان الله رب العالمين أن أعطاني القوة أن أقف أمام الدكتور وأقول له “أدري أنا شنو معاي.. سرطان في الثدي”.
واجهت السرطان مرتين، كيف هي حياتك بعد هاتين التجربتين؟
- حياتي تمحورت حول حبي لمساعدة الناس التي أسمع أنها مصابة بهذا المرض أشجعها على تقوية إيمانها بالله تعالى، “عندما حدث وعاد المرض لي مرة ثانية أردت أن أُغيّر من حياتي وأنا ما أجعل أمورا ما تأثر بحياتي؛ لأن النفسية شيء أساسي لكل مريض السرطان، سواء كانت بالعلاج أو بعد العلاج، غيرت من حياتي، غيرت من نفسي، نعم الحمد لله أحببت أن أساعد غيري من مريضات السرطان أني أشجعهن وأدعمهن لأن يبادرن بالفحص، وأدعمهن ليأخذن العلاج أولا بأول، ولا يتخلين عن فترة العلاج، أو يبتعدن عن العلاج”.
من الأشخاص الذين كانوا بالقرب منك خلال رحلتك مع المرض؟
- بفضل رب العالمين، لله الحمد أهلي كانوا أول الداعمين لي في أثناء مرضي. والدي كان يشجعني بالكلمات، والوالدة كانت برفقتي في فترة العلاج الكيماوي، هذا بجانب مساندة أخواتي وإخواني وكل من حولي الذين ساعدوني أن أتخطى هذه المرحلة الصعبة. وكنت أول شخص في العائلة يصيبه هذا المرض.
التجربة الأصعب بالنسبة لي
كانت هي الفترة الأولى
من خلال هذه الرحلة والتجربة.. ما الفترة الأصعب التي مررت بها؟
- بالطبع خلال تجربتي المرتين الأولى والثانية الأمور كانت ليست سهلة، ولكن التجربة الأصعب بالنسبة لي كانت هي الفترة الأولى، وعموما المراحل كلها كانت صعبة مع العلاج الكيماوي، ولكن المرحلة الأصعب كانت المرحلة الأولى التي اكتشفت فيها مرض السرطان، وسيطر عليَّ القلق، وعلى أبنائي الصغار، وفي الفترة الأولى فقدت شعري بعد الكيماوي، وقمت بعمل عملية استئصال، ولكنني لم أفقد الأمل وقمت بعمل عملية ترميم، واستطعت التغلب عليه؛ لأن المرحلة الأولى هي الأصعب دائمًا.. في المرة الثانية كنت قوية، وعلى علم بالتجربة.. ولله الحمد رب العالمين أمدني بالقوة، وقدرت أن أتخطاه للمرة الثانية.
هل الرياضة خلقت لها مكانا في حياتك مع تجربتك؟
- الرياضة أمر مهم جدا في حياة كل شخص، وكنت أمارس الرياضة رغم أنني أحيانا أكون لا أستطيع الحركة ولكني أقاوم وأتحرك وأمشي وأمارس حياتي بشكل طبيعي لأن المصابات بسرطان الثدي، سواء كن حديثات الإصابة، أو في أي مرحلة من مراحل “التعافي” بحاجة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتجنب زيادة الوزن، والحد من الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي والإشعاعي والهرموني.
ما القرار الذي اتخذته بعد إصابتك ولم يكن يخطر لك على بال؟
- للأمانة القرار الذي اتخذته عقب تجربتي مع مرض السرطان، لم يكن يخطر في بالي أن أقوم بعملية ترميم للثدي عقب الإزالة، حيث شجعتني الطبيبة المعالجة لي على أن أقوم بترميم بعمر صغير واستمعت لنصيحتها، كما أنني قررت أن أهتم بعمل مبادرات في توعية الناس بسرطان الثدي.
ما أكثر ما استفدته من تجربة شفائك من مرض السرطان؟
- الحمد لله بفضل رب العالمين عقب تجربتي مع مرض السرطان استفدت أشياء كثيرة، منها تكوين صداقات كثيرة، ومن خلال السوشيال ميديا أصبحت لديّ الجرأة في مساعدة النساء في تخطي مراحل العلاج ومواجهة المرض، وعملت على توعية الناس علنا، ومن خلال البرامج التلفزيونية والإذاعة والمجلات، لأنه لم يكن هناك الكثيرات يظهرن ذلك خجلا منهن أن يعلن تجربتهن، وحقيقي استفدت محبة الناس لي هذا أمر مهم بالنسبة لي.
بعد شفائك بحمد الله تعالى، رسالة أخيرة توجهينها لمن تحديدًا.. وماذا تقولين فيها؟
- أول رسالة لوالدي ووالدتي عسى الله أن يحفظهما ويطيل أعمارهما لأن وجودهما في حياتي هو ما جعلني أتحدى مرحلة المرض،
الرسالة الثانية لكل مريضة سرطان أقول لها لا تفقدي الأمل؛ لأن رب العالمين معنا، وبإذن الله هو الشافي المعافي، والمهم أن تراعي صحتك النفسية، وأن يكون غذاؤك يكون صحيا ومتوازنا واتباع بروتوكول العلاج، لأن التغلب على المرض ليس بالأمر الهين، لكنه يحتاج إلى إيمان قوي بالله، ودعم نفسي من الأهل والأصدقاء والأطباء، حتى تستطيع المريضة مواجهة كل مراحل العلاج والتمسك بالشفاء والتعافي التام.
وأنصح بأن يبادر الجميع بالفحص لسرطان الثدي، من عمر العشرين فما فوق.