فوائد السفر السبعة ومخاطره المحتملة
سفر المراهقين بدون الأهل استقلالية.. أم موضة شبابية؟!
بناء على دراسة للهيئة الدولية للسياحة التابعة للأمم المتحدة (UNWTO) تنبأت الدراسة بسفر أكثر من 30 مليون رحلة دولية للشباب حول العالم عام 2020.
وتنقسم الآراء أو الاتجاهات حول سفر المراهق الى الخارج – في عطلة الصيف مثلاً- بمفرده دون صحبة الأهل.. فهناك من يرحب بالفكرة من حيث المبدأ باعتبار أن السفر هو خبرة عملية مهمة للمراهق يتعلم فيها الكثير،
ففي السفر سبع فوائد ومنها أنه يكتسب الخبرة في الاعتماد على نفسه في تدبير حاجاته أو في مواجهة المشكلات الطارئة وحده..
الى جانب أن تجربة كهذه تزيد من درجة وعي المراهق بالعلم الخارجي الذي يكونه باستقلالية عن الأهل وهذا افضل بكثير.
وهناك فريق آخر من الآباء يرفض الفكرة شكلا وموضوعا على أساس أن غاب الأهل عن المراهق بالخارج معناه غياب الرقابة الاخلاقية من ناحية، مما يسهل له الوقوع في الشر مثلا مع رفقائه، وغياب الحماية من ناحية أخرى إذا وقع في مشكلة كبيرة بالخارج وحده.
لذلك نتسائل: هل سفر المراهق مفرده ضرورة من ضرورات الحياة، أم أنها أصبحت موضة العصر تتنافس عليها بعض العائلات لإبراز أبنهم بصورة قيادية؟ أم أنه شكل لحياة أسرية تعيش حداثة العصر وتواكب التطورات التي تحدث بالعالم؟
فريق الآباء المرحِّب بالفكرة يرى في سفر المراهق سبع فوائد
فريق الآباء الرافض للفكرة يرى في سفر المراهق مخاطر متعددة
4 أسباب لدراسة عالمية تجيب عن السؤال:
لماذا يسافر المراهقون؟
موقف شركات الطيران الكبرى من سفر المراهق.. تسهيلات آمنة
كتبت إحدى شركات الطيران الكبرى هذا الترحيب بسفر المراهقين:
نعرف أن الأطفال قد يتملكهم بعض الخوف من السفر جواً لوحدهم…نحن نولي عناية فائقة بالصغار المسافرين بمفردهم، ونبقيهم تحت إشرافنا وعنايتنا، ونحرص على جعلهم سعداء قدر الإمكان من اللحظة التي يودعون فيها في عنايتنا حتى اللحظة التي نودعهم فيها مع أحبائهم الذين في انتظارهم.
وحسب التصنيف العمري من الشركة نفسها تأتي الفئة من المراهقين من عمر 12 عاماً حتى 18 عاماً (لم يبلغ 18 عاماً) وهي الفئة المسموح لها بالسفر، حيث يمكن للمراهق السفر لوحده وينطبق عليه سعر تذكرة البالغ. كما تتوافر خدمة سفر القاصرين دون مرافق مقابل رسم إضافي.
كما تقدم شركات الطيران تسهيلات لحجز الآباء لأولادهم القصّر التذاكر بشكل آمن يضمن لهن الاطمئنان على سير الأمور بشكل مطمئن.
وعن كيفية الحجز وتحت عنوان: «احجز الرحلة لابنك القاصر»، تقدم الشركة إجراءات مشددة يجب القيام بها من الآباء الى جانب إجراءات مشددة تتخذها الشركة لضمان تناغم العملية بنجاح وسلام، ومن تلك الاجراءات بعد حجز الرحلة، تقوم الشركة بتزويد الوالد الحاجز لابنه برقم مرجع الحجز، حيث سيحتاج لهذا الرقم لإكمال استمارة سفر القاصر المسافر دون مرافق.
وبالتالي يقوم بملء الاستمارة على موقع الشركة لطلب خدمة سفر القاصر دون مرافق، كما يجب ملء جميع أقسام الاستمارة حيث لن تتم معالجة الاستمارات غير المكتملة مما سينتج عنه تأخير في حجز الخدمة، كما يجب ملء استمارة واحدة لكل طفل أو قاصر أو مراهق مسافر.
وتقوم الشركة بالتواصل مع القائم بالحجز من الآباء خلال 24 ساعة من تاريخ تقديم الطلب لإعلامه بحالة طلبه.
كما تؤكد الشركة ضرورة ملاحظة أنه بالنسبة للأطفال الذين أعمارهم بين 12 سنة حتى 18 سنة
(لم يبلغوا 18 سنة بعد) سيتم تحصيل رسوم الخدمة فقط من خلال البطاقة الائتمانية للقائم بالحجز أو بطاقة الخصم الخاصة بولي الأمر.
كما أنه لابد أن يتأكد ولي الأمر من طباعة أربع نسخ من الاستمارة (لكل طفل)، ولا ينسى توقيعها جميعهاً وإحضارها معه كلها إلى المطار في يوم المغادرة للسفر.
مها بنورة:
هذه المشكلة أثارت جدلاً كثيراً لدى العائلات وأصبحت موضوعاً يناقشه المراهق مع والديه
سفر المراهق.. ضرورة أم موضة العصر؟
هل سفر المراهق مفرده ضرورة من ضرورات الحياة، أم أنها أصبحت موضة العصر تتنافس عليها بعض العائلات لإبراز ابنهم بصورة قيادية؟ أم أنه شكل لحياة أسرية تعيش حداثة العصر وتواكب التطورات التي تحدث بالعالم؟
توجهنا بهذه الأسئلة إلى الاخصائية الاجتماعية والتربوية والمدرّبة الأسرية مها بنورة.. فقالت:
لقد أثارت هذه الأسئلة جدلا كثيرا لدى العائلات وأصبحت موضوعاً يناقشه المراهق مع والديه، ويحاول فرضه بحجة أنه لم يعد صغيراً وعليه السفر بدون رفقة أحد والديه، وأنه يستطيع الاعتماد على نفسه، مبررا ذلك بأن أصدقاءه أيضا يسافرون بمفردهم دون رفقة أحد من الوالدين لقضاء عطلة ممتعة.
المراهق يحاول
السفر بمفرده لحاجته لإثبات وجوده أمام أفراد عائلته وأقرانه
وتضيف: إصرار المراهق على سفره لقضاء عطلة ممتعة بمفرده أو بعيداً عن الأهل قد يكون ناتجاً عن الضغط النفسي الذي يعيشه المراهق داخل محيط أسرته الناجمة من فرض القيود على حريته وعدم السماح له للذهاب إلى أماكن جديدة ومختلفة عن الأماكن التي اعتاد الذهاب إليها برفقة والديه.. إضافة لحاجته لإثبات وجوده أمام أفراد عائلته وأقرانه، وذلك عن طريق سفره بمفرده.
لماذا يسافر المراهقون؟
بناء على دراسة لهيئة (UNWTO) مع هيئة (WYSE) على أكثر من 34 الف مسافر مراهق من 137 دولة حول العالم، جاءت الدوافع الاأبعة الأهم لدى الشباب للسفر كالتالي:
– اكتشاف ثقافات جديدة
– زيادة المعرفة
– اختبار الحياة اليومية (باستقلالية)
– التفاعل مع سكان البلاد الغريبة.
ومن هنا نجد نوعين من العائلات التي تشجع الاستقلالية للمراهق دون رقابة، وعائلات ترفض سفر أبنائها إلى الخارج دون أن يكون برفقة أحد من الوالدين، أو برفقة أي شخص راشد من العائلة، ويطلق الشباب على تلك العائلات في بعض الأحيان «دقه قديمة»!
وتضيف: مع إنشغال أغلب العائلات بأعباء الحياة العملية والضغوطات المادية الناجمة من الغلاء المعيشي، أصبح الهم الأكبر للعائلة توفير حياة كريمة لأبنائها من مسكن مريح ومدارس وجامعات مرموقة ورحلات ترفيهية مناسبة،
مما أدى إلى نسيان الدور الأساسي للوالدين ألا وهو التنشئة السليمة لأبنائهم وقضاء وقت بشكل يومي مع أبنائهم، ليقوموا بمناقشة الأمور المهمة التي تحدث معهم..
وهنا يتحول دور الأهل إلى مجرد ممول مادي لأبنائهم.
ومن المخاطر المهمة التي يجب الحديث عنها كما تؤكد مها بنورة:
هناك أشخاص يقومون باستغلال الأطفال والمراهقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويقومون بزرع الأفكار السلبية وقيادتهم للقيام بأمور سلبية واستغلال براءتهم بأبشع الطرق.
لذلك، يجب مراقبة ما يقوم به أبناؤنا وعدم تركهم لاستغلال بعض النفوس المريضة أثناء السفر بشكل خاص وأثناء الحياة العادية بشكل عام.
3 نصائح مهمة لكل أب وأم
وتقدم مها بنورة نصائحتها فيما يخص سفر الابن أو الابنة المراهق إلى الأب والأم:
عزيزي الأب وعزيزتي الأم:
إن سفر المراهق بمفرده يمكن أن يعرضه لأبشع أنواع الاستغلال أو الجرائم حيث إنه شخص غير ناضج ذهنيا، ولا يستطيع اتخاذ قراراته بطريق سليمة بجميع الأوقات.
يجب على كل والدين التقرب من أبنائهما أكثر كلما تقدموا بالعمر ومساعدتهم لمواجهة التحديات الصعبة في الحياة وعدم الرضوخ لمطالبهم المتواصلة وغير المنطقية حتى لا تكون تقليداً أعمى لأقرانهم بالمدرسة، أو ما يشاهدونه على صفحات التواصل الاجتماعي أو لأشخاص يتعاملون معهم في الحي.
ولضمان تكوين شخصية محصنة ضد المخاطر لدى ابنك، أنصح بعدم التخلي عن دورك مربيا أو مربية بغض النظر عن الظروف التي تعيشونها.