نال براءة اختراع أميركية عن ابتكاره «العدسة الذكية» المخترع د. بدر القطان لـ «أسرتي»: اخترت دراسة الـنـانـو تكنـولـوجـي لأنه مجال حيوي

فكرة عبقرية واختراع مميز، ربما يكون الفريد من نوعه في العالم، ومخترع تميز بأفكاره العلمية وطموحاته التي ليس لها سقف، اختار مجالا حيويا ليتخصص في دراسته، ويكون مشروعه المستقبلي، قدم أعظم اختراعاته وهو العدسة الذكية خدمة للبشرية، لا ينظر من خلالها إلى الربح المادي، شعوره بالفقراء في العالم جعله يفكر في إنتاج اختراع متقدم تكنولوجيا وبأقل تكلفة، ليكون أول كويتي يقدم هذا الاختراع، ويحصل به على براءة اختراع عالمية، ويتخصص في مجال مميز عالميا هو النانو تكنولوجي، إنه المخترع الدكتور بدر أحمد القطان الذي التقيناه بمنزله، ودار معه هذا الحوار، وإلى التفاصيل:
في البداية نود أن تعطينا نبذة تعريفية عن اختراعك والهدف منه.
- العدسة الذكية هي عدسة تستخدم للعين، لكنه استخدام ذكي، فكانت الفكرة في استخدام العدسة الذكية لاكتشاف بعض الأمراض، التي تصيب العين مباشرة أو لارتباطها بأمراض داخل الجسم ولها تأثير سلبي على العين، “فاحنا فكرتنا أننا نساعد البشر في المحافظة على صحتهم، ونعطي مجالاً للأطباء لمعالجة المريض في بداية المرض بطريقة أسرع وبأقل تكاليف، والهدف الأساسي أننا نوفر شيئاً يساعد عامة الناس على علاج أمراض العيون بأقل تكاليف خاصة في دول آسيا وأفريقيا، أو بدولة من دول العالم تحتاج إليها”.
«النانو» تطبيقات صغيرة جداً لا تُرى بالعين لكن لها نتائج عالية وسريعة
ما تكنولوجيا النانو أو النانو تكنولوجي كما يُطلق عليه؟
- التكنولوجيا بشكل عام هي تطبيقات يتم استخدامها لمساعدة البشر، لتسهيل أمور حياتهم، والنانو مجسمات ذات حجم صغير لا ترى بالعين، واحد من المليون، فالهدف منها إني أقدر أطبق تطبيقات كثيرة ومختلفة صعب تطبيقها بأحجام كبيرة، حيث إن التطبيقات الكبيرة تحتاج إلى مكان وتكلفة أعلى، وتكون أقل سرعة، فتكنولوجيا النانو تطبيقات صغيرة جدا لا ترى بالعين، لكن لها نتائج عالية جدا، أسرع وأفضل.
اختراع العدسة الذكية، ما الأمراض التي يعالجها هذا الاختراع؟
- هناك عدة أمراض يعالجها هذا الاختراع منها:
٪ السكر رقم 2Diabetic macular edema، وهذا المرض غالبا يصيب الناس كبار السن والأشخاص ذوي السمنة المفرطة، وذلك نتيجة ارتفاع نسبة السكر بالدم، ويكون غالبا لها تأثير سلبي على الجسم، وعلى العين بشكل خاص، حيث يتسبب في العمى.
٪ وفائدة العدسة هنا التنبيه بارتفاع نسبة السكر، فننصح المريض بأن ينتبه لصحته وحياته بالرياضة وغيره.
٪ المرض الثاني كريتكانس Keratoconus والذي يجعل عدسة العين الطبيعية تتغير في شكل مخروطي، أو نفس العدسة دمعة خارجة من العين، فتقلل من النظر، إلى أن يلاحظ أن الرؤية قلت عنده بشكل خطير، هناك أسباب مجهولة، ولكن أكثر ما يصيب العاملين في المجالات الطبية، مواد إشعاعية أو نتيجة ظروف حياتهم.
٪ المرض الثالث الجلوكوما Glaucoma هو مرض ينتشر في العالم، وهذا المرض يصيب حالياً أكثر من 60 مليوناً بالعالم، ويتوقع أن تصل الإصابة إلى 120 مليون شخص بالعالم. هو مرض يأتي نتيجة زيادة السائل داخل العين، عندما يزيد السائل يسبب آلاماً للمريض أو صداعا، وهذه الزيادة تكون بشكل بطيء، وما يدري أي طبيب يذهب له، ومن خلال هذه العدسة نستطيع اكتشاف هذا المرض، وهذا المرض عادة يظهر فجأة، وهذا المرض يسمونه “سارق البصر الخفي”.
٪ المرض الرابع يسمونه هايبر ثويرويد Hyperthyroidism “الغدة الدرقية” Graves’ disease ويسبب جفاف العضلات المتحكمة في العين، “وكل ما تجف هذه العضلات العين تطلع لبره يحصل فيها جحوظ للعين، تحس الشخص تعصب أو غضبان، لكن هو نتيجة مرض، فيلحق المريض انه يتعالج في بداية المرض”.
٪ المرض الخامس ليس له علاقة، لكن هي أمراض وإحدى هذه العلامات نتيجة مشكلة في القلب،
ولا بد أن يأخذوا الدم من حول القلب، حتى يكتشفوا المرض “مرض القلب”، اكتشفت أن مادة النانو المجسمات بها مادة لها نفس التأثير، وتتفاعل مع نسبة الماغنيسيوم في العين، حيث إن هذا الماغنيسيوم له تأثير على العضلات وخاصة عضلات القلب، ونحن نقول إن في نقص في نسبة الماغنيسيوم الموجود في الدم تتفاعل مع النانو.
العدسة الذكية أداة لاكتشاف بعض أمراض العين التي لها علاقة بأمراض الجسم
اختيارك لدراسة النانو تكنولوجي وتخصصك في هذا المجال لماذا؟ ومن الذي دعمك وشجعك على دخول هذا التخصص؟
- بداية، رئيس الجامعة بكلية الهندسة كان هو المرشد الشخصي، وهو الذي أرشدني إلى دخول هذا المجال؛ لأنه مجال حيوي جديد في العالم، ومستقبل واعد وفي حاجة له بشكل كبير حتى الكويت ودول الخليج والدول العربية تحاول أنها تتقدم في هذا المجال، أو هذا التخصص الدقيق.
كيف يمكن الاستفادة من هذا الاختراع وما التكلفة المتوقعة لاستخدامه؟
- أحتاج في المرحلة الأخيرة إلى مواد مثل (ميكرو باتري وريسيفر) والتي توصل معلومة إلى التلفون الذكي، العدسة الذكية تقوم بتوصيل المعلومة، ويكون سهلاً على المريض العادي استخدامها.
أما عن التكلفة فمكونات العدسة الذكية لا تتجاوز ديناراً، ولو حسبنا التكنولوجيا المستخدمة لا يتعدى ديناراً ونصفاً، وكل ما زاد احتياج تلك العدسة في العالم قلت التكلفة.
متى يمكن أن نرى هذا الاختراع في الأسواق المحلية والعالمية؟
- لا بد أولا من توضيح نقطة مهمة، وهي أنه لا يوجد في الدول العربية مصنع للعدسات، إنما يوجد في دول أوروبا وبعض الدول الآسيوية، ولكن هذا لا يمنع أن نتعاون مع تلك الدول المصنعة والتي تتوافر لديها الخامات، ثم نقوم نحن بما توافر لدينا من خبرة وإمكانيات بتطوير المنتج واستخدامه بطريقة أفضل.
ما الجهة أو الجهات التي دعمت الفكرة حتى خرجت إلى النور؟
- أذكر بالخير مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع الذي سهل لي الأمر حيث ذهبت لأكثر من جهة، لكن مركز صباح الأحمد سهل الأمر تبنى اشخاصا لهم علاقة بنفس المجال. ومركز صباح الأحمد مؤسسة علمية تتعامل مع جميع الفئات انه يكون أساساً علميا، شهادة عليا أو متوسطة أو من لديهم أفكار مميزة، وأشكر له دعمه، وخدماته للمجتمع، وليس مجرد شيء مادي.
القراءة مهمة حتى أصل إلى الفكرة التي أريد الوصول إليها في مجال اختراعاتي
ماذا تمثل القراءة في حياة بدر القطان؟
- ممكن أوضح نقطتين، كل ما نسمعه سواء من وسائل الإعلام، حوادث، أمراض، اختراعات، هذا يمثل لي القراءة اليومية، و الجزء الثاني الناحية العلمية، الحصول على معلومات وهذه القراءات لازم تشكل لي أرقاما وحسابات، وأننا نقرأ للاستفادة من جميع العلوم، ثم تأتي القراءة المتخصصة بما يناسب التوجه الذي أسعى له، في مجال العدسة الذكية احتاج الى بعض المعلومات في الرياضيات، الفيزياء، والكيمياء، البيولوجية، وغيرها، هذه القراءة مهمة، حتى أصل إلى الفكرة التي أريد الوصول إليها.
الإنسان في الدول المتقدمة هو نفس الإنسان في أي مكان بالعالم إذا فكر
هل من صعوبات واجهتك قبل وأثناء تنفيذ الفكرة؟ وكيف تغلبت عليها؟
- أود أذكر نقطة مهمة أن كل صعوبة لا يوجد لها شيء مستحيل، ولكن الفكرة أن هذه الصعوبة تجعل الإنسان يفكر، وكانت لدي فكرة خاطئة أن الإنسان في الدول الأجنبية هو الذي يفكر، ولكن اكتشفت ان الإنسان في الدول المتقدمة مثل اليابان هو نفس الإنسان في أي مكان بالعالم إذا فكر، لما فكرت في البداية وجدت أن كل صعوبة تمثل تحدياً، فالإنسان يفكر قدر المستطاع، ففي البداية كانت الصعوبة هو عدم توافر الأجهزة التي سأقوم باستخدامها في تنفيذ الفكرة، وكذلك المنتج لا يكون مكلفاً ويكون بسيطاً، ويكون الهدف النهائي للأجهزة المتقدمة محدود الاستخدام، والصعوبة الأهم كانت في كيفية التفكير في عمل فكرة تكون متقدمة تكنولوجيا وقليلة التكاليف.
نود أن نتعرف على ما في أجندة الدكتور بدر القطان المستقبلية من ابتكارات أو اختراعات أو مشروعات علمية.
- دائما أسعى إلى التفكير وربط كل شيء له علاقة بصحة الإنسان، وكانت لدي فكرة مسبقة هو استخدام النانو في الأكل، والفكرة استخدمت في عدد من الدول المتقدمة، لكن أنا أفكر في استخدامها بشكل أكبر، وأن تنتشر بشكل أوسع، وخاصة فيما يمثل ضرراً على صحة الإنسان من بعض المكونات التي تضيفها بعض الشركات للمنتجات الغذائية وكيفية اكتشاف أن هذه المنتجات جيدة أو فاسدة، ففي بعض الأغذية يستخدمون درجة حرارة معينة ربما تؤدي إلى اختفاء نسبة السكر؛ مما يضر بصحة الإنسان، وكذلك الفكرة في كيفية المحافظة على الأكل والحفاظ عليه لعمر أطول وربنا يوفقنا إن شاء الله.
مركز صباح الأحمد دعمني معنوياً وتبنى أشخاصاً لهم علاقة بنفس المجال
من الذي دعم وشجع د. بدر؟ وما رسالتك؟
- هناك ناس كثيرة دعمتني وضحت بوقتها في موضوع الدراسة، وزوجتي التي تعبت كثيرا، وسهرت بجانبي وضحت بوقتها وحياتها، وإخواني ودعمي باستمرار وأني أكون دائما طموحاً وما أتوقف لأي ظروف، أتذكر الوالد عليه رحمة الله الذي كان دائما يعطيني طموحا في استكمال دراستي، أما الرسالة فإننا دول دائما تسعى إلى البحث العلمي وقاعدين نتعلم ونحن أطفال بالمدارس ومركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع وفر لنا هذه العلوم، وكيف نفكر فكل ما تعلمته أعطاني يقينا أننا قادرون على أن يكون هناك عدة مخترعين، وأننا ليس أقل من أي دولة متقدمة إذا كان هناك تفكير وطموح إلى تحقيق هدف معين.