صحة اسرتيصحة وتغذية

د.إبراهيم العرادي: الشعر.. صحة ونعمة وجمال

الشعر في رأس الإنسان من أهم المناطق الجمالية في الجسم، كما أن له أدوارا متعددة اجتماعية وصحية ونفسية أيضاً.. لذلك كان وسيظل موضوعاً يهم كل إنسان سواء كان رجلاً أو امرأة.

وحول تساقط الشعر ومشاكله وعلاقته بالصحة العامة وبالظروف الاصطناعية التي نعيشها وطرق العناية به كانت ندوة للدكتور إبراهيم العرادي، أخصائي الأمراض الجلدية في رابطة الأدباء.

وقد صدر له حديثاً كتاب بعنوان «لماذا يتساقط شعري؟».. وهو دراسة طبية حول تساقط الشعر وأسبابه وكيفية علاجه.

هناك أنواع متعددة من المأكولات الغنية بالعناصر المضادة للأكسدة مفيدة للشعر جداً

بداية تحدث الدكتور العرادي، فقال:

ظاهرة تساقط الشعر التي تكلمت عنها في كتابي هذا، شائعة عند كل الناس وتصيب الكبار والصغار، الرجال والنساء، وبكل مراحل العمر وهذا السر الذي دفعني للكتابة عن هذا الموضوع، فهو الأمر الذي يشغل العامة، كذلك للآثار النفسية التي تصاحب تساقط الشعر،

أيضاً الآثار الاجتماعية وخصوصاً عند النساء والشباب أيضاً، وكذلك الأطفال الذين يعانون من تساقط الشعر الناتج عن مرض معين مثل الثعلبة التي تتسبب في سقوط الشعر  بشكل ملحوظ ولذلك قد تكون لأسباب بسيطة، فإذا عولجت المسببات لمشكلة التساقط يتحسن المريض.

يعاني البعض أيضاً من فقدان الثقة بنفسه وخاصة عند النساء عندما يتساقط الشعر فيؤثر ذلك على ثقتهن بأنفسهن.

ومن الأسئلة المطروحة:

هل زراعة الشعر مجرد اختراع تجميلي أم هي علاج أيضاً؟

– زراعة الشعر كما أوضحت في الكتاب لها شقان: تجميلي وعلاجي.

في البداية عندما يحضر إلينا المريض قد يحتاج إلى أن نسيطر على تساقط الشعر بالعلاج الطبي أولاً مثل: إعطاؤه المقويات والفيتامينات والمكملات الغذائية، وقد يظهر بالفحوصات أنه يحتاج إلى تعويض نقص الفيتامينات مثل فيتامين D

أو الحديد والبروتين وفي هذه الحالة لا يحتاج إلى زراعة الشعر، بل لعلاج طبي ولذلك العلاج الطبي مهم قبل العلاج الجراحي.

أما بالنسبة لمن يعانون من تساقط الشعر لأسباب وراثية فهم الذين يحتاجون إلى عمليات زراعة الشعر.

وهناك من يتجهون إلى عمليات زراعة الشعر في المراكز التجميلية مباشرة دون البداية بالعلاج الطبي أو عمل الفحوصات الطبية ولذلك قد يصابون بفشل هذه العمليات وخيبة أمل بسبب عودة تساقط الشعر ولهذا ركزت في كتابي على أهمية البدء في الفحوصات الطبية والعلاجات الطبية قبل عمليات الزراعة للشعر.

وكما ذكرت في الكتاب فإن عملية الزراعة تتم عن طريق قص جزء من الشعر القصير من المنطقة الخلفية أسفل الرأس ويتم زرعها في الجزء الأمامي من الرأس ثم تعتبر المتابعة المستمرة والمراجعة مع الطبيب أهم خطوة لازمة بعد زرع الشعر

وأكثر المشاكل التي تواجه المريض أنه يمتنع عن المتابعة مع الطبيب أو يهرب منه؛ لأن مشاكل تساقط الشعر الناتجة عن العوامل الوراثية هي عملية مستمرة لا تتوقف وتحتاج إلى متابعة مع الطبيب بالعلاج الطبي المستمر، لأن العلاج الجراحي ليس هو نهاية الطريق بل بالمتابعة الدائمة مع الطبيب.

متى نقول إن هذا المريض غير مناسب لإجراء عملية زراعة الشعر؟

– المريض الذي يعاني من مشكلة عضوية مثل اضطرابات في الغدة الدرقية أو أي اضطراب في الغدد الهرمونية، وبالنسبة للنساء اللاتي يعانين من تكيس على المبيض أو يتعاطين موانع الحمل والتي تتسبب في سقوط الشعر فإن هذه الأدوية لا تفيد في حالة زراعة الشعر لأنه يعود ويتساقط ويطيح مرة أخرى.

كذلك الأشخاص الذين يعانون من قلة كثافة الشعر في المنطقة الخلفية من الرأس لا يقدرون أن يزرعوا الشعر.

أيضاً الأفراد الذين لديهم الجينات الوراثية للعائلة كلها شعرهم خفيف أو ضعيف إذا زرعوا الشعر يفشل معهم الأمر وهؤلاء يحتاجون إلى علاج طبي أكثر.

عملية زراعة الرموش تعتبر عملية محدودة إلى حد كبير حالياً

ننتقل إلى زراعة الرموش.. نريد أن تحدثنا عنها يا دكتور!

– نعم تحدثت في الكتاب عن عملية زراعة الرموش وكيفية زراعة الرموش.. أولاً: هي تعتبر عملية محدودة إلى حد كبير حالياً، حيث إنه حالياً لا تتم زراعة الرموش كما كان في السابق قبل 5 سنوات، لأنه الآن بدأت العلاجات الطبية أكثر من أنواع قطرات معينة علاجية توضع على الجفون في منطقة الرموش وتصير بعدها الرموش أكثر كثافة.

ولكن قبل 5 سنوات كان يتم أخذ جزء من الشعر القصير من منطقة أسفل الرأس الخفيفة ويتم زرعها في الجفون في مكان الرموش أو غرسها في الجفون.

ولكن كانت لها مشاكل وهي أن تظل عينا المريضة ناعستين لمدة 3 إلى 4 أيام حتى إنها تكون غير قادرة على أن ترفع جفونها أو تحركها بشكل سريع حتى لا تتساقط الرموش المزروعة.

وكذلك يكون هناك شعور بالألم بعد العملية وتورم في الجفون.

ولكن الآن يوجد العلاج الطبي مثل (البيموبتروبوست) على هيئة ماسكارا يتم مسحها على أهداب العين أو الرموش، ولكن أيضاً بعد أن يتوقف العلاج تبدأ تضعف وتجف مرة أخرى وتضمحل وتسقط ولذلك تحتاج إلى استمرارية في العلاج،

كذلك أظهرت بعض التقارير أن ضغط العين يمكن أن يتأثر بهذه الأدوية وبذلك تحتاج إلى مراجعة طبيب العيون والجلدية باستمرار.

هل جميع أدوية موانع الحمل تسبب تساقط الشعر؟

– بالطبع بعض موانع الحمل تسبب تساقط الشعر، ولذلك هناك شقان لموانع الحمل:

أ – المرأة التي لا تعاني من سقوط الشعر، يجب ان تتناول موانع حمل يكون فيها هرمون الأنوثة خفيفاً.

ب – المرأة التي تعاني من تساقط الشعر يجب ان تتعاطى أدوية ضد التساقط والتي هي ضد الهرمون الأنثوي مثل مادة (البروجستين أو مادة الاندروجين) ولكنها لا تكون فعالة في منع الحمل ولذلك تضطر لأن تتعاطى الأدوية التي قد تتسبب في تساقط الشعر حيث تكون فيها نسبة الهرمون الانثوي عالية.

ما العوامل غير الوراثية التي تجعل الشعر  يتساقط؟

– أهم العوامل غير الوراثية مرض الثعلبة وهي شائعة جداً ويمكن أن تنتشر في كل الرأس والشوارب واللحية أيضاً.

وأيضاً هناك عامل وراثي آخر مثل الصلع وقد يكون في الرأس من الأمام أو في كل الرأس.

وكذلك توجد أمراض أخرى مثل الحزاز، والذئبة الحمراء والصلع التليفي والتهاب جذور الشعر التي تصيب الرأس وتظهر في البداية كأنها حب شباب ثم تختفي وتترك آثارها بسقوط الشعر بكل الرأس، وفي هذه الحالة لا يتم العلاج بزراعة الشعر لأنها تفشل ويعود الشعر للسقوط وتحتاج إلى العلاج الطبي أولاً.

يوجد حالات ثعلبة استخدم فيها العلاج المنهجي مثل الكورتيزون وتم بعد ذلك زراعة الشعر ولكنه طاح كليًّا.. فما هو الحل في مثل هذه الحالة؟

– الثعلبة هذه من أصعب الحالات المرضية وتحتاج إلى علاج كثير ولذلك تحدثت عنها كثيراً في الكتاب وقد تحتاج إلى علاج ضوئي وأنواع أخرى من الأدوية مثل الكورتيزون ومثبط المناعة والعلاج الضوئي هي تحتاج إلى طبيب متخصص.

وهناك أدوية جديدة ظهرت مؤخراً اسمها (مثبطات جاك) تعتبر طفرة في المجال الطبي وخصوصاً في علاج الثعلبة.

كل الدراسات الجديدة على هذه الأدوية واعدة في علاج الصلع وخاصة المتسببة في الثعلبة وفعالة أكثر بكثير من الكورتيزون والآن هي متاحة في المستشفيات الحكومية والقطاع الأهلي أيضاً.

في مريض الثعلبة جهاز المناعة يهاجم الشعر بدلاً من أن يهاجم الميكروبات

ما مرض الثعلبة؟

– هو زيادة أو فرط النشاط في جهاز المناعة فإن كانت وظيفة جهاز المناعة مهاجمة الميكروبات والأجسام الغريبة بالجسم ولكن في مريض الثعلبة جهاز المناعة يهاجم الشعر بدلاً من أن يهاجم الميكروبات ويمكن أن يعالج بأدوية موضعية وليس بالحبوب فقط أي دهان مكان الشعر المصاب

ولذلك يستغرق شهورا حتى يتم العلاج ويعود الشعر للنمو مرة أخرى.

وهل انتشار عمليات التكميم وتصغير المعدة وتحويل المسار يسبب سقوط الشعر بشكل كبير؟

– التكميم وسوء التغذية من المسببات لسقوط الشعر، هذا ما احتوى عليه فصل من فصول الكتاب، حيث ينتج عن عمليات التكميم وتصغير المعدة سوء التغذية بسبب صغر حجم المعدة وعدم القدرة على تناول الطعام

وكذلك الأكل غير الصحي ونقص البروتينات والفيتامينات وخاصة فيتامين D وفيتامين B12، والموجود في الأجزاء التي تستأصل من المعدة ولذلك المريض الذي يعمل التكميم يعاني من عدة محاور: التجويع، نقص الفيتامينات، صعوبة الأكل العادي.

والحل بالنسبة إليهم مراجعة الطبيب ومتخصص التغذية ولتسهيل عملية الأكل بشكل صحي لضمان توافر العناصر الغذائية المهمة مثل: البروتينات والفيتامينات واللحوم والكربوهيدرات فهم يحتاجون إلى المتابعة المستمرة وكذلك فيتامين D الضروري جداً لنمو الشعر.

إذا قدرنا على استرجاع نسبة فيتامين D وB12 إلى معدلاتها الطبيعية يرجع الشعر ينمو مرة أخرى

مريض السرطان وما بعد العلاج بالكيموثيربي هل يحتاج إلي مراجعة طبيب تساقط الشعر بعد توقف العلاج بالكيموثيربي حيث إنه يتسبب في سقوط الشعر بالكامل؟

– يؤثر العلاج بالكيموثيربي بسقوط الشعر تماماً وخاصة الشعرة التي تنمو وليست الشعرة الخاملة ويتوقف تماماً نمو الشعر لمدة طويلة تصل إلى أكثر من سنتين، ويمكن ألا يعود للنمو مرة أخرى.

ولذلك أنصح بإجراء فحوصات الدم مثل الحديد، فيتامين D، والبروتين وإذا قدرنا على استرجاع نسبة فيتامين D وB12 إلى معدلاتها الطبيعية يرجع الشعر ينمو مرة أخرى بعد العلاج بالكيموثيربي، ولكنه قد يأخذ وقتا طويلا ولذلك يجب إجراء الفحوصات ومراجعة الطبيب المتخصص.

لقد ركزت في الكتاب على نوعية الطعام وطبيعة الغذاء غير الصحي المنتشر في مجتمعنا بشكل كبير جداً، لأن هذا أثر كثير على سقوط الشعر.

أيضاً المستحضرات التجميلية المنتشرة بشكل كبير هذه الأيام ومنها ما هو مفيد وما هو غير مفيد، لذلك كل هذه المعلومات متوافرة بالتفصيل عبر فصول الكتاب.

بالنسبة للشيب في الشعر هناك تباين في العمر الذي يبدأ يظهر فيه الشيب؟

– الشيب له فصل كامل من الكتاب وهو ليس عيباً خلقياً بل هو نقص في الصبغة للشعر وقد يكون الشعر طبيعيا ولكن الصبغة تفرز بشكل أقل أو قلة الإنزيمات المسؤولة عن الصبغة.

والعلاج المتاح هو الصبغ المؤقت واستعمال المواد الطبيعية من الصبغة مثل الحناء وأنواع الزيوت الطبيعية وهذا ما تم شرحه بالتفصيل في فصل من الكتاب ويجب أن نتجنب المركبات العضوية الضارة مثل الجاز والبنزين ومشتقات البترول.

القلق والضغط العصبي والاكتئاب وغيرها من العوامل النفسية تسبب تساقط الشعر

الحالة النفسية هل لها تأثير على تساقط الشعر؟

– تناولت هذا الموضوع باستفاضة في فصول الكتاب، حيث إن القلق والضغط العصبي والاكتئاب وغيرها من العوامل النفسية تسبب تساقط الشعر وأحياناً يكون تساقط الشعر هو السبب في القلق أو الاكتئاب ولذلك يفضل العلاج النفسي أولاً مع الطبيب المختص ثم علاج الشعر من التساقط.

من جهة أخرى، فإن الدراسات الهرمونية أثبتت أن ارتفاع نسبة الهرمون الذكري عند الشخص تجعله أكثر تعرضاً للصلع المبكر.

مضادات الأكسدة والشعر

أخيراً.. ماذا عن مضادات الأكسدة وأهميتها بالنسبة إلى الشعر؟

– مضادات الأكسدة كان لها نصيب أيضاً في أحد فصول الكتاب لأنه أمر مهم جداً، وهناك أنواع متعددة من المأكولات الغنية بالعناصر المضادة للأكسدة, مثل الدجاج المشوي، واللحم المسلوق، الأسماك، الفاكهة بأنواعها مفيدة للشعر جداً، الكثير منها مثل الجريب فروت، البرتقال، الخضراوات، الليمون، الكيوي، التوت البري بأنواعه وجميعها مهمة جداً في غذاء مريض تساقط الشعر مع البروتينات والخضراوات كالفلفل الأخضر بأنواعه.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق