أبهة الصحراء.. خيالة السلطانية العمانية
كتاب «أبهة الصحراء – خيالة السلطانية العمانية» للمصور البريطاني الجنسية هنري دلال، الذي يسلط فيه الضوء على جمال الخيول وارتباطها بالإنسان، راصداً معها مسيرة فرقة الخيالة السلطانية.
وعلاقة دلال بالخيل والطبيعة والتصوير ترجع إلى مرحلة الطفولة، حينما حصل من والده على أول كاميرا له وهو في التاسعة من عمره، وفي ذلك الوقت كانت والدته تعلمه ركوب الخيل في المناطق الجبلية التي ربطت سكانها علاقة وثيقة بخيولهم.
ويقدم دلال في مؤلفه نبذة عن فرقة خيالة السلطانية العمانية، محور صور كتابه، مبينا أنها تعد من الفرق المتميزة على مستوى العالم.
وهو أمضى معها ما يقرب من الست سنوات، حرص خلالها على تصوير أدق التفاصيل، من إيقاع حياتها اليومي وتدريباتها الى دورها على المستوى العالمي.
كما نوه بأنشطة الخيالة وأدوارها العديدة التي تشمل المحافظة على سلالة الخيول العربية الأصيلة ودمائها، وزيادة نسلها وتقديم الخدمات المعنية بالخيول والحفاظ على مستوى أدائها الجيد.
كما يمكن التعرف من خلال الكتاب على فن التراث العماني المعني بزينة الخيول، بداية من عقود الفضة التي تزين رؤوسها وجيدها وصولاً الى المشغولات اليدوية ذات الألوان الحيوية المحاكة من خيوط الصوف أو القطن والمطعمة بالصدف والودع والأحجار الملونة.
البيئة الصحراوية ساهمت في تأصيل سلالة الخيول العربية النقية
ويشير الكتاب الى الصلة الوثيقة التي تربط الهوية العمانية بالخيل، مؤكدا أن لدى أبناء السلطنة قناعة بأن العمانيين هم أول من أدخلوا الأحصنة الى منطقة آسيا الوسطى، مع الإشارة الى أن البيئة الصحراوية ساهمت في تأصيل سلالة الخيول العربية النقية، سواء على صعيد تدريبها في الفلاة الواسعة أو تناسلها في المناطق المعتدلة كالساحل.
تظهر صور دلال الرياضات المتنوعة التي تضمنها أنشطة الخيالة السلطانية، من رياضة البولو، الى عروض قفز الحواجز والسباقات العادية أو المعنية بالقدرة والتحمل واستعراضات الأداء، منها: استلقاء أكثر من 20 حصاناً في اللحظة نفسها، استجابة لإشارة المدرب، والمهارات الأخرى، مثل: «ركض العرضة».
تعكس صور دلال غنى وتنوع السلالات الفريدة ضمن هذه الخيول، والتي تشكل نسبتها 90٪ من مجموع الخيول السلطانية، التي تهتم أيضا بسلالات أخرى.
وتختص عمان بسلالة الحمار الأبيض منذ أكثر من 4 آلاف عام، كذلك الحصان الذي يعرف باسم «مارواري» من واجستان، الذي يتميز بصلابته وأذنيه المعقوفتين باتجاه بعضهما بعضا.