استشارية التغذية وسيكولوجية الأكل شرين المطوع: هذا هو أخطر أنواع الجوع!
أمامنا في شهر رمضان فرصة كبيرة للتخلص من أضرار الغذاء العشوائي المشبع بالدهون والتراكمات الغذائية طوال 11 شهرًا.. لكن هناك عدة محاذير وشروط يجب اتباعها حتى يستفيد الإنسان من الصيام لإنقاص الوزن.
«أسرتي» التقت استشارية التغذية وسيكولوجية الأكل شرين المطوع التي أكدت أن الصيام في حد ذاته نظام حياتي صحي جدًا والصيام خير وسيلة لقهر السمنة والحصول على الرشاقة والحيوية. وإليكم تفاصيل الحوار:
في بداية لقائنا استشارية التغذية وسيكولوجية الأكل شرين المطوع، أكدت ما جاء في الأثر: «صُوموا تَصِحُّوا»، وأن العلم الحديث أثبت ومازال يكتشف الكثير من الفوائد الجديدة والعديدة للصيام ولكن لتحقيق الاستفادة الكبرى لأجسادنا وصحتنا هناك أسس يجب اتباعها للحصول على أقصى استفادة من صيام رمضان.
فسرت المطوع آلية الصيام قائلة إن العلماء توصلوا حديثا إلى أمر مهم أنه أثناء الصيام من 12 الى 16 ساعة يتم تغيير مسار الحرق والأيض، حيث يبدأ الجسم باستهلاك كل السكر في الدم والسكر المخزون في الكبد والعضلات ويضطر الى استخدام الدهون وحرق الكتلة الدهنية بديلا للطاقة، ومن الممكن ان نشبه الموضوع بالسيارة، على سبيل المثال السيارة تستهلك البترول مصدرا للطاقة، في حين أن ذات السيارة تستخدم الطاقة الشمسية أو الكهربائية في حال لم يتواجد البترول.
وتابعت:
في دراسة أجريت في مركز STALK وجدوا أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة والامراض المُزمنة، مثل الضغط والسكري والقلب والارتفاع في الدهون الثلاثية والزيادة في الشحوم حول الكبد ولديهم نقص في الكوليسترول الصحي المُنظف للشرايين، عندما اتبعوا نظام الصيام لمدة 12 الى 14 ساعة باليوم، وزنهم انخفض ومحيط الخصر لديهم قل، والكوليسترول الضار نسبته انخفضت، والسكر التراكمي أيضا انخفض، وأصبحت لديهم القدرة على النوم العميق أثناء الليل بكل سهولة وارتياح.
وعن أنواع الجوع، قالت شرين المطوع استشارية التغذية إن معظم الأشخاص يتجاهلون مؤشرات الجوع الحقيقية، ويتجهون الى الأكل عندما يشعرون بالتعب أو الإرهاق أو التوتر أو ضغوطات الحياتية ويأكلون إذا شعروا بالاكتئاب أو الملل أو الوحدة ليشعروا بالراحة النفسية، والكثير يأكل لمجرد أن يرى الطعام، أو يرى أشخاصاً يأكلون.
وأضافت: يجب أن نتعلم كيف نفرق بين الجوع الحقيقي من المعدة والجوع العاطفي ومصدره الأفكار والأحاسيس بداخلنا.
ابتعدوا عن فخ ..
إعلانات الطعام
وهناك جوع المعدة الفارغة وهذا ليس جوعا حقيقيا، انه موجود من قديم الزمان بهدف أن يبدأ الانسان الأول بالبحث عن الطعام ولكن في عصرنا هذا الطعام متوافر وبكثرة فلا داعي للأكل فور الإحساس بالمعدة الفارغة.
وهناك نوع من الجوع يحدث عند وجود أصناف عديدة من الطعام فيبدأ الشخص بتناول الطعام من باب تجربة جميع الأصناف المعروضة أمامه فالحل ألا تكون هناك أصناف متعددة من الأكل أمامكم في كل وجبة، لأن هذا عامل يزيد الرغبة في أكل كميات أكبر من الاكل، وهذا ما تعمل شركات دعاية المطاعم عليه خاصة في رمضان وهذا هو الفخ الذي أحذركم منه.
وهناك الإحساس بالجوع عند هبوط السكر وهذا النوع من الجوع يمكن التخلص منه لحد كبير عند تنظيم سكر الدم بتجنب تناول السكريات والعصائر والحلويات وعدم الافراط بتناول الفواكه.
أخطر أنواع الجوع!
وعن نوع الجوع الشائع عند الناس، قالت المطوع إن أحد أخطر الأنواع هو اضطرابات الأكل، عندما يأكل الشخص لأنه يتذكر ذكريات جميلة وسعيدة عندما كان في عمر صغير.
هناك أنواع عديدة من الإحساس من الجوع وشهر رمضان هو الفرصة الذهبية للتعرف على هذه الأنواع وتحديد نوع الجوع والاحساس المصاحب له.
تناول الوجبات السريعة.. يجعلنا نأكل بكميات كبيرة!
ولكي نفهم آلية أجسامنا، قالت المطوع إن الجسم يتبع آلية يقيس بها العناصر الناقصة ويتواصل مع الدماغ ليرسل إشارات بالإحساس بالجوع او العطش.
ومن ضمن العناصر التي يقيسها الجسم العناصر الغذائية مثل الفيتامينات والمعادن واذا كان هناك نقص في الجسم، يرسل إشارات لزيادة هرمون الجوع على أساس الشخص إذا أكل أكثر سوف يغطي هذا النقص.
لكن في حال الشخص الذي يتناول الوجبات السريعة أو الطعام المرتفع السعرات الحرارية والخالي من الفيتامينات والمعادن مثل الأرز الأبيض والسكر والعصير وغيرها من الأكلات التي تفتقر إلى العناصر الغذائية فالجسم يستمر في طلب المزيد من الطعام لأن نقص العناصر الغذائية لم يتغير.
إذا شعرت بالجوع..
اشرب ماء!
نقص السوائل في الجسم يُشعرنا بالجوع
اما النوع الثاني من الجوع فهو الإحساس بالجوع عند نقص مستوى السوائل في الجسم، وعندما يعطش الشخص قد ينتابه شعور بالجوع وهذه هي طريقة الجسم بتلبية احتياجه للماء عن طريق افراز هرمون الجوع، مهم أن تمنح نفسك الوقت الكافي للشعور بالشبع من الوجبة وهذا يحدث عادة خلال 20 دقيقة بعد تناول الوجبة.
رمضان فرصة لاسترجاع المعدة إلى حجمها الطبيعي
معدتك بحجم كف اليد فإذا قمت باستحضار هذه المعلومة قبل تناول وجبة الإفطار أو السحور ستذكرك أن كميات بسيطة تملأ معدتك ولا داعي من الإكثار في كمية الطعام لأن المعدة تتوسع وتتمدد إذا كان الأكل كميته كبيرة، ورمضان فرصة لاسترجاع المعدة الى حجمها الطبيعي والمحافظة عليه حتى بعد رمضان.
الجوع لا يسير في خط مستقيم
الشعور بالجوع لا يسير بخط مستقيم فهو شعور يزيد ثم يقل أو يختفي وفي بداية الصيام من المهم أن نستشعر هذا ونتعلم طبيعة الإحساس بالجوع، والطريقة المثلى في التعامل مع الجوع هي أن نعلم جيداً أنها ستذهب وأن نتحقق من أي نوع من أنواع الجوع الستة، نشعر به لنعرف كيف نتفاداه وكيفية التعامل معه.
حوارنا مع أنفسنا عند الإحساس بالجوع
نصحت المطوع بأن نقوم بإجراء الحوار الداخلي الأمثل عند الإحساس بالجوع وهو «هذا إحساس عابر وأنا بإمكاني أن أتناول كل الذي أشتهيه لأن كل الأكل موجود بكثرة ومتوافر وسهل الحصول عليه ولكن عليّ أن اختار أنواعا من الطعام الصحي الطبيعي بدلاً عن الطعام العالي بالسكريات والدهون الضارة».
«ليكن طعامك دواءك ودواؤك طعامك»
مساوئ ارتفاع الأنسولين في الجسم
«ليكن طعامك دواءك ودواؤك طعامك» مقولة الطبيب اليوناني أبقراط، الذي يُطلق عليه لقب «أبو الطب»، من خلال هذه العبارة نقول إن الانسولين ينظم سكر الدم ويجعله في النطاق الطبيعي، بعدما يكون ارتفع بعد الأكل وكلما أكل الشخص أكثر أو تناول نوعيات بها نشويات تحولت إلى سكر بسرعة في الجسم، مثل الطحين الأبيض والخبز الأبيض والمعكرونة والبطاط المقلي والمعجنات والحلويات والعصائر، فالجسم وتحديداً البنكرياس يحتاج الى أن يفرز كمية انسولين أكبر للسيطرة على سكر الدم المرتفع وإعادته إلى المستويات الطبيعية، والانسولين يؤدي إلى الانتفاخ وزيادة الوزن والخمول والكسل والاحساس بالثقل ويؤدي أيضاً إلى انخفاض سكر الدم، ويجعل الشخص سرعان ما ينتهي من الأكل ويجوع بعدها بساعتين أو ثلاث، وتتوقعون أي نوع من الجوع يصيبه في هذه الحالة؟ صحيح من البديهي أن يصاب الشخص بعدها بجوع بسبب انخفاض سكر الدم وهذه الدائرة تستمر والشخص لا يعلم لماذا هو دائم الاحساس بالجوع وشهيته مفتوحة على الاكل؟! ولذلك انتبهوا!
وهذا الاحساس لا يساعدنا على النشاط والهمة العالية في الطاعات مثل قراءة القرآن وصلاة التراويح وقيام الليل، فإذا نظمنا الأكل واتبعنا الاختيارات الصحية بكميات معتدلة سنكون بحالة نشيطة ورائعة ومستعدين للعبادة و الخشوع في الصلاة في رمضان.
ينصح خلال فترة الصيام بالالتزام بلوائح الأكل الصحي مثل:
• 3 إلى 4 أكواب من الخضار في اليوم.
• إضافة الاكل المخمر مثل مخمر الملفوف الصحي الساوركراوت أو الكفير وهو مشروب مخمر يحتوي على خليط من حليب الماعز وبذور الكفير المخمرة، والكفير غني بالبروبيوتيك أكثر من الزبادي.
• إضافة المكسرات النيئة مثل اللوز والجوز وغيرهما لكن بكميات معتدلة ما يعادل حفنة اليد ليس أكثر.
• تناول 2-3 حبات من الفاكهة في اليوم بديلا للحلويات والسكريات والعصائر.
• الحرص على شرب الماء من وقت الإفطار إلى الفجر ويمكن أن يكون كل ساعة إلى ساعتين ولو نصف كوب حسب احتياج كل جسم.
• عدم تناول المنبهات مثل القهوة ومشروبات الطاقة.
• الحرص على تناول الشاي الأخضر وشاي الأعشاب وشاي الدارسين.
@shireenalmutawa