فلسطينيات يحافظن على الهوية التراثية والغنائية «الزنار» في الأعراس والمقاومة
الأغاني المحلية، والأهازيج التراثية، والنغمات القديمة المنتشرة بيننا، ونرددها في مناسباتنا، ما هي إلا تراكم للذاكرة الشعبية، لتأتينا فرقة “زنار” النسائية في فلسطين بنغماتها الرقيقة بأداء تراثي، لافتين الانتباه لهذه الفرقة، التي تضم نساء كبيرات في السن تتراوح أعمارهن بين العقد الخامس والعقد التاسع، يؤدين الأدوار ويتبادلنها بإرادة عظيمة، وإقبال على الإنجاز بعزيمة الشباب الطموح.
بهذه الأهازيج الشعبية التي تحفل بها الأغاني الفلسطينية، والتي تعبر عن المكنون الوطني النفسي للشعب، تغني نساء فرقة “زنار” الفلسطينية في الأعراس، وفي المناسبات الاجتماعية.
وعن سبب تسمية الفرقة بهذا الاسم، تقول إحدى العضوات:
إن الزنار هو اسم الحزام الذي تتوشح به عضوات الفرقة، وهو ما تربط به المرأة الفلسطينية وسطها، ويكون عريضا ومكونا من نحو ثلاث طبقات من القماش السميك المتراكمة، وهو نطاق تحمي به المرأة الفلسطينية ظهرها من الأخطار، بسبب الأعمال الكثيرة التي تقوم بها، وتشد بها ظهرها.
والزنار يسمّى “الشملة” أو “الشداد”، وهو سلسلة من الفضة أو طوق فضي يحيط بخصر المرأة الفلسطينية في المدينة والقرى، وخاصة بمناسبات الأفراح، وفي الأيام العادية كانت الفلسطينية تلبس زنارًا من القماش، وهو عبارة عن قطعة قماش حريرية مربّعة يتمّ ثنيها مرات عديدة، ولفّها حول خصر المرأة.
ولفرقة “زنّار” حضور في المناسبات الوطنية، وفي جنازات الشهداء، فالأفراح وزغاريد النساء لدى الفلسطينيين لا تكون في الأعراس، وفي مناسبات النجاح فقط، بل تكون في جنازة الشهيد في وداعه وفوزه بالجنة ونيل الشهادة.
وبمناسبة الزنار والأعراس نجد أن العروس الفلسطينية تقف قبالة مرآة لتشد “زنّار” ثوبها المطرّز الذي يجمع مزيجًا من ألوان الفرح المنسوجة بغرز التطريز، لتبدو بهيّة بصورة تجمع بهاء التراث بأزياء العصر، لتبرز بهيئتها رمزية الهوية الفلسطينية في زي العروس.