في نسخته الافتتاحية الأولى.. «أول بيـت».. بينـالـي الفنون الإسلامية يحتفي بمعاني العبادة في حياة المسلم
في نسخته الافتتاحية الأولى يحتفي بينالي الفنون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية بالمعاني الفنية الكامنة في حياة كل مسلم، حيث يعمل هذا الحدث الفني حالياً بمعرضه على استكشاف المعاني التعبدية التي شكلت الهوية الإسلامية وصقلتْها منذ نشأتها وحتى هذا اليوم. وتتلخص هذه المعاني في رمزيات الحركة والصوت والوجهات غير المرئية – حسب تقديم البينالي لنفسه على موقعه.
وباعتبارها مهد الإسلام تتمتع المملكة العربية السعودية بمكانة فريدة بوصفها الراعية للحرمين الشريفين والمواقع الدينية والتاريخية المحيطة بهما، كما أنها بيت المسلمين الجامع لهم مهما تعددت بلدانهم ومشاربهم. وتشير عبارة اأول بيتب شعار البينالي أو المعرض الفني إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، والتي نتوجه إليها في صلواتنا كل يوم وليلة، باعتبارها أطهر بقاع الأرض.
ويقام بينالي الفنون الإسلامية على مشارف البوابة التي تقودنا نحو مكة المكرمة؛ صالة الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، والتي تتميز بتصميمها العريق، حيث ترحب هذه التحفة المعمارية بملايين الحجاج المتوافدين لزيارة بيت الله الحرام من كل أقطار الأرض.
وعبر القرون، مرت أعداد لا تحصى من الزوار عبر منطقة الحجاز، سعياً لأداء مناسك الحج، وتشارَكوا خلالها أداء الشعائر، وممارسة الحِرَف والفنون، وتبادُل العادات والتقاليد، ومشاركة العلوم والمعارف، مما رسخ مكانة هذه المنطقة كملتقى عالمي للتبادل الثقافي والمعرفي.
يعمل بينالي الفنون الإسلامية على المقارنة بين إبداعات الفن المعاصر والآثار والمقتنيات المجموعة من العصور الإسلامية السابقة كتعبير عن هذا الشعور بالانتماء، سواءً على المستوى الشخصي والإنساني، أو على مستوى الكون غير المتناهي.
يتمحور هذا البينالي حول موضوعين رئيسيين هما: القِبلة والهجرة. االقِبلةب هي جهة الكعبة المشرفة، بيت الله الحرام في مكة المكرمة التي يتوجه نحوها المسلمون في صلواتهم كل يوم. وبالتالي هي رحلة البينالي أو المعرض نحو هذا الاستقطاب الروحي الذي تجمعنا فيه عباداتنا اليومية كالصلاة، والسنوية كالحج. في مجموعة من صالات العرض المتتالية، يمكننا التأمل في معاني عباداتنا عبر عدسة هذه المقتنيات الأثرية والأعمال الفنية المعاصرة.
والجزء الثاني االهجرةب وهي رحلة النبي وأصحابه الكرام من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة فرارًا من الاضطهاد. شكلت هذه الهجرة نقطة البداية للتقويم الإسلامي. ويقام هذا الجزء من البينالي في رحاب صالة الحجاج في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ويقدم أعمالاً فنية صُنعت بتكليف خاص من مؤسسة بينالي الدرعية لتعكس موضوع الهجرة من عدة نواحٍ، بدءاً من التبادل الثقافي، ووصولاً إلى التمازج الثقافي الذي أسهمت مواسم الحج في جلبه للعالم الإسلامي. كما يضم هذا الجزء جناحين يعرضان قطعاً أثرية نادرة من مكة المكرمة والمدينة المنورة، مع إبراز دور المملكة العربية السعودية كراعية لأكثر المواقع الإسلامية قدسيةً إطلاقا.