تعالي معي
أخر الأخبار

«‬الرهينة‮»‬‭ ‬تطيح‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬الاحتياطي‮»‬ السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬تدفع‭ ‬الروائية‭ ‬‮«‬الغامضة‮»‬‭ ‬سارة‭ ‬ريفنس‭ ‬إلى‭ ‬العالمية

فجأة‭ ‬وبدون‭ ‬أي‭ ‬مقدمات‭ ‬أصبح‭ ‬اسم‭ ‬الروائية‭ ‬الجزائرية‭ ‬المستعار‭ “‬سارة‭ ‬ريفنس‭” ‬ذات‭ ‬الأربعة‭ ‬والعشرين‭ ‬عاما‭ ‬يتربع‭ ‬على‭ ‬عرش‭ ‬الأدب‭ ‬الفرنكوفوني‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تصدرت‭ ‬روايتها‭ “‬الرهينة‭” ‬بجزأيها‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬المبيعات‭ ‬في‭ ‬فرنسا،‭ ‬متخطية‭ ‬بذلك‭ ‬مبيعات‭ ‬كتاب‭ ‬الأمير‭ ‬هاري‭ “‬الاحتياطي‭” ‬الذي‭ ‬لاقى‭ ‬نجاحاً‭ ‬منقطع‭ ‬النظير‭ ‬منذ‭ ‬صدوره‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭.‬

والغريب‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الشهرة‭ ‬والنجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬الكاتبة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قياسي،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تتعامل‭ ‬باسمها‭ ‬المستعار‭ “‬سارة‭ ‬ريفنس‭” ‬محتفظة‭ ‬لنفسها‭ ‬باسمها‭ ‬وهويتها‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يعرفها‭ ‬أحد‭ ‬إلى‭ ‬الآن،‭ ‬بل‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تُلقب‭ ‬نفسها‭ ‬بالفتاة‭ “‬الغامضة‭”.‬

وكانت‭ ‬شهرة‭ ‬ريفنس‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬نشرت‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬روايتها‭ “‬الرهينة‭” ‬المكتوبة‭ ‬بالفرنسية‭ ‬على‭ ‬منصة‭ “‬واتباد‭” ‬الرقمية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الكتب‭ ‬والروايات،‭ ‬وحصدت‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬9‭ ‬ملايين‭ ‬قراءة،‭ ‬فيما‭ ‬تجاوز‭ ‬عدد‭ ‬قراء‭ ‬الجزء‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الرواية‭ ‬نفسها‭ ‬8‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭ ‬أغلبهم‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬الشباب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬الفرنسية‭ ‬إلى‭ ‬التسابق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬طباعة‭ ‬الرواية‭ ‬بجزأيها،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنهما‭ ‬متاحان‭ ‬مجاناً‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭.‬

وقد‭ ‬أطلقت‭ ‬بعض‭ ‬الصحف‭ ‬الفرنسية‭ ‬لقب‭ “‬الظاهرة‭” ‬بعد‭ ‬تجاوزت‭ ‬نسبة‭ ‬مبيعاتها‭ ‬350‭ ‬ألف‭ ‬نسخة‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نشرها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬دار‭ “‬هاشيت‭” ‬للنشر‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الكتب‭ ‬والروايات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالشباب،‭ ‬والتي‭ ‬حازت‭ ‬حقوق‭ ‬الطبع‭ ‬والنشر،‭ ‬إذ‭ ‬طبعت‭ ‬الجزأين‭ ‬اللذين‭ ‬تم‭ ‬ترجمتهما‭ ‬إلى‭ ‬9‭ ‬لغات،‭ ‬وأصبحت‭ ‬تباع‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وبلغت‭ ‬قيمة‭ ‬المبيعات‭ ‬نحو‭ ‬ثلاثة‭ ‬ملايين‭ ‬يورو‭ ‬ونصف‭ ‬مليون‭.‬
ويبدو‭ ‬أن‭ ‬أحداث‭ ‬القصة‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ “‬الرومانسية‭ ‬السوداء‭” ‬المليئة‭ ‬بالعنف‭ ‬والعلاقات‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دخول‭ ‬فتاة‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬السادسة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬المافيا؛‭ ‬بسبب‭ ‬ظروفها‭ ‬الشخصية‭ ‬الصعبة‭ ‬وتعرضها‭ ‬لشتى‭ ‬ألوان‭ ‬التعنيف‭ ‬الجسدي‭ ‬والنفسي،‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬تدخله‭ ‬إيلا‭ ‬يحولها‭ ‬إلى‭ “‬رهينة‭” ‬وضحية‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تنفذ‭ ‬ما‭ ‬يطلبه‭ ‬منها‭ ‬مديرها‭ “‬جون‭” ‬لإتمام‭ ‬أعماله‭ ‬الإجرامية‭.‬

ويبدأ‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬نشرته‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬عن‭ ‬الرواية‭ ‬بالبطلة‭ ‬إيلا‭ ‬منتقلة‭ ‬من‭ ‬سيد‭ ‬إلى‭ ‬سيد‭ ‬آخر،‭ ‬ممن‭ ‬يستحلون‭ ‬جسدها‭ ‬الضعيف‭ ‬لإشباع‭ ‬غرائزهم،‭ ‬ومن‭ ‬جون‭ ‬إلى‭ “‬آشر‭” ‬المدير‭ ‬الآخر‭ ‬الذي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬غرامه،‭ ‬رغم‭ ‬كونه‭ ‬رجلا‭ ‬قاسيا‭ ‬وعنيفا،‭ ‬وتتوالى‭ ‬الأحداث‭ ‬ويقع‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬غرامها،‭ ‬وتنشأ‭ ‬علاقة‭ ‬سامة‭ ‬بينهما‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬أيضا،‭ ‬ليكون‭ ‬القاسم‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الفتاة‭ ‬هو‭ ‬الكوابيس‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬لا‭ ‬تفارقها‭ ‬كلما‭ ‬أغلقت‭ ‬عينيها‭ ‬لتذكرها‭ ‬ببؤس‭ ‬حياتها‭ ‬والوحشية‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬غصباً‭ ‬عنها‭.‬

وكانت‭ ‬ريفنس‭ ‬قد‭ ‬دعيت‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬للتوقيع‭ ‬على‭ ‬كتابها،‭ ‬وأعربت‭ ‬خلالها‭ ‬عن‭ ‬دهشتها‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الكم‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬المتابعين‭ ‬الذين‭ ‬وقفوا‭ ‬بالطوابير‭ ‬انتظاراً‭ ‬لتوقيعها‭.‬
وتعيش‭ ‬ريفنس‭ ‬حياة‭ ‬طبيعية‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬العاصمة،‭ ‬حيث‭ ‬تعمل‭ ‬إدارية‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬رياضية،‭ ‬وبدأت‭ ‬كتابة‭ ‬قصصها‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الـ‭ ‬19‭ ‬وكانت‭ ‬تنشرها‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭.‬

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق