الثقة بالنفس تساعده
إنه محتاج إلى جرعة ثقة بالنفس تساعده على علاقات ناجحة خارج البيت تمتص الكثير من شيطنته داخل البيت
إني من قارئات مجلتنا العزيزة «أسرتي» ومن المعجبات بها جداً وخاصة باب «عزيزتي غنيمة» الذي يحل لنا ما يستعصي علينا حله من مشكلات مختلفة، ولكن لم يحدث أن كتبت لمجلتنا الغراء وهذه هي أول رسالة أو قولي أول مشكلة أكتبها لحضرتكم وعسى أن أجد لديكم ما أبتغيه من حلّ لها.
عزيزتي: إن مشكلتي أو بالأصح مشكلة أخي ليست بالمشكلة العاطفية ولكنها مشكلة من نوع آخر ربما تكون اجتماعية أو صحية.
سيدتي الفاضلة: إن أخي في سنه الحادية عشرة في الصف الأول متوسط وهو يأتي بتصرفات (شيطانية) من الغرابة بحيث تجعل كل من في البيت من أبي وأمي وأنا والإخوة يشن عليه حملات من الشتائم (الدعاوى).
وقد يضطرنا أحيانا لأن نضربه، ستقولين يا عزيزتي ماذا يفعل؟ فمثلاً إذا كان اخواني الصغار يشاهدون التلفزيون وهو معهم يشاهده، فجأة، وعلى حين غرة يتحرش بأخي الصغير، يقرص خده أو يرفسه وتصير الخناقة بعدين، أو أكون أنا قاعدة أقرأ مجلة مثلاً ومنسجمة وأشوفه فجأة يشد شعري أو يأخذ يدي ويحبها أو يقرص خدي وأنا أصبر مرة مرتين ولكن بعدين ينفد صبري وأضربه بكل ما لدي من طاقة وأقول له تشوف أنت جان ما صرت مجنون و«هالكلمة كل منا يرددها عليه» جان ما شفت روحك باجر في المستشفى مع الميانين يويلك. وكل ما تضربه أو تشتمه يزيد ولا يقل شيطنته، أو بعض الأحيان من كثر ما يحبني علشان أنا أخته الكبيرة، اللي مربيته في صغره ودائماً أدافع عنه وأعطيه اللي ما يرضون اخواني انهم يعطونه من حاجات.. فمثلاً مرة قاعدة أمشي وفجأة ييني يركض ويحب ظهري أو يحب ايدي وأموت غيظاً لأنه بمثل هذه السن ويأتي بهذه التصرفات وأخانقه وأقول له «أنت شوف جان ما صرت ابنيه بعد چم يوم» ودائما هذه هي شتيمتي المعروفة له، ومع هذا فهو يجعلني أرثي لحاله نتيجة لهذه التصرفات، فكثيرا ما أضربه وأشتمه ثم أذهب لأراضيه بشتى السبل، وكثيراً ما تحاول أمي ضربه أو شتمه وأمنعها ولكن في أحيان أخرى ينفد صبري وأتصرف تجاهه ما لا ينبغي علي أن أفعله وأنا أعلم أن كل ذلك سيؤثر على شخصيته عند الكبر ويجعل منه شخصية معقدة وهو مع ذلك أي مع شيطانته في البيت فإنك لا تصدقين حين أقول لك إنه خجول جداً جداً وانه ليس له رفاق بالمدرسة ودائماً يمشي مع أخوي الكبير ودائماً يضربه زملاؤه، وإذا أتى بعض من رفاقه للعب معه في المنزل يتهرب منهم بطرقه الخاصة اعتقاداً منه أنهم سيضربونه، وكذلك يخجل من أن يكلمني بصوت عال عندما نكون عند أقاربنا، ودائماً يفرك بيديه عندما يريد أن يحدثني أو يحدث أخواتي وخاصة عندما يريد منا أن نحقق له غرضا يخشى ألا يتحقق وهو يخشى الظلام جدا جدا، ويستحيل أن يذهب بمفرده في الساعة السادسة مساء ليشرب ماء أو إلى الحمام ولا ينام إلا معي وإذا أردنا أن نطفئ النور وننام يرفض بإصرار وإذا حاولت أن أنام وأنا بجانبه وغرفة النوم منارة يقول لي: فتحي عينك، لا تغمضين، عنيه عليك نطريني لما أنام، وأحياناً أسمع كلامه وأحياناً أخرى أصرخ في وجهه وأقول له: استح على ويهك شكبرك ريال تخاف واليهال اللي أصغر منك ناموا بروحهم في فراشهم، وأنا أعلم يا عزيزتي أن تصرفي هذا غلط في غلط وكثيرا ما أندم لتصرفي هذا تجاهه، ولكنني لا أعرف كيف أتصرف تجاهه التصرف السليم، أرجوك يا أختي كل الرجاء أن تجدي لي حلاً لهذه المشكلة حتى أكف عن ضربه أو إحراجه أمام الآخرين وتقبلي مني جزيل الشكر وكل تقدير واحترام، وشكراً.
المرسلة قارئة من الكويت
الانتقال من الطفولة للمراهقة مرحلة صعبة لا يمكنني معالجتها في رد قصير، ومجلتك هذه نشرت دراسات كثيرة عن تلك المرحلة الحرجة، ولكني أوجز لك الحقائق التالية لعلها تساعدك كي تساعدي أخاك:
- الشيطنة في هذه المرحلة وضع طبيعي جداً.
- الشيطنة داخل البيت تعويض طبيعي للفشل الذي يواجهه في علاقاته خارج البيت.
- الخجل هو بعض سمات هذه المرحلة، ومن الطبيعي أن يحاول الفكاك من هذا الخجل عن طريق تصرفات عنيفة مع اخوته الأصغر، أو أخته الكبرى التي تحبه.
- إنه محتاج إلى جرعة ثقة بالنفس تساعده على بناء علاقات ناجحة خارج البيت تمتص الكثير من شيطنته داخل البيت وأنصحك بأن تتبعي معه السياسة التالية أنت وأمك وكبار البيت:
– التقليل من اللوم حتى لا يزداد خجله من نفسه ومن تصرفاته فيتحول إلى إنسان منطو.
– معاملته كرجل، والاعتماد عليه في بعض الشؤون يتحمل مسؤوليتها، كشراء أشياء من السوق، أو الاعتناء بأخ صغير، أو بشجرة في الحديقة.. المهم أن يشعر بأهميته ودوره الخاص في البيت.
– تشجيعه على المساهمة في النشاطات الخاصة بالمدرسة، كالكشافة، أو الفرق الرياضية.
– الترحيب بمن يسألون عنه وإدخالهم البيت، ومطالبته بلطف أن يرحب بهم ويكرمهم كرجل.
– عدم اتهامه بالجنون أبداً، لأن هذا يفزعه ويقلقه نفسياً..
عام 1970