«دخان الأقارب يعمي».. أحياناً المحامية مريم البحر: ضربوا بعلاقة الدم والقرابة عرض الحائط!
المحاماة ملاذ ومروءة وفن قبل أن تكون مهنة.. وليس المحامون كلهم محامين بالضرورة.. ليس عمل المحامي فقط معرفة القانون، فالكثير يعرف النصوص حتى من غير المحامين، لكن حقيقة المحامي تكمن في دراسة الوقائع دراسة قانونية والنظر إلى ما يمثل هذه الوقائع في نصوص القانون.. المحاماة فن الحجة والجدل والبرهان والإقناع.. وليس من عمل المحامين قلب الثوابت أو تضليل الحقائق؛ لأن المحامي قبل ذلك كله إنســان لا يكسب دعوى ويخسر نفسه.
المحاماة ملاذ ومروءة وفن قبل أن تكون مهنة.. وليس المحامون كلهم محامين بالضرورة.. ليس عمل المحامي فقط معرفة القانون، فالكثير يعرف النصوص حتى من غير المحامين، لكن حقيقة المحامي تكمن في دراسة الوقائع دراسة قانونية والنظر إلى ما يمثل هذه الوقائع في نصوص القانون.. المحاماة فن الحجة والجدل والبرهان والإقناع.. وليس من عمل المحامين قلب الثوابت أو تضليل الحقائق؛ لأن المحامي قبل ذلك كله إنســان لا يكسب دعوى ويخسر نفسه.
يقال في المثل «دخان الأقارب يعمي».. فكيف بنارهم؟!
معكم القانونية المحامية مريم فيصل البحر, يقال في المثل ادخان الأقارب يعميب.. فكيف بنارهم؟!
هذه قضية لرجل يمتلك مزرعة يقضي بها وقته ولديه أربع بنات وولد، وسمح للبنات بأن تبني كل منهن بيتا لها داخل المزرعة ليجمع أبناءه وأحفاده حوله، ويقضي معهم وقته، ولكن أصابه مرض العصر الألزهايمر والخرف، ودخل الشيطان فيما بين هذه الأسرة ليفسد ما بينهم من صلة ورحم، فقد قام الأخ بالاستحواذ على توكيل من والده ومنع الأخوات وأزواجهن من دخول المزرعة؛ بسبب خلافات حول الميراث.
ليس هذا فقط بل إنه منع البنات من زيارة أبيهن في المنزل بحجة أن هذا البيت من حق الرجال، بل والتعدي عليهن بالضرب والشتم والإهانة، هل هذه هي أفعال الرجال؟!، وهل هذه هي شهامة ومروءة الرجال؟! ولماذا العجب فقد حكموا على أبيهم بالدفن بين معاناته من الخرف وجدران غرفته وهو حي، اعتبروه ميتا والمسألة مسألة وقت والورث والمال هما اللذان يحكمان.
رفعت البنات وهن حزينات قضية حجر على أبيهن كونه لم يعد يستطيع التحكم في أي شأن له، ولأنهن حُرمن منه حتى تتولى شؤون القصر المسؤولية عن أبيهم ربما تكون أرحم عليه من أبنائه الذين لا يخافون اللـه ولا يتقونه.
مثل هذه الخلافات المالية التي تنتج عن الميراث لم تكن قديماً بالصورة التي عليها اليوم مع الأسف، لأن النفوس حينها كانت صافية قانعة تنظر إلى العلاقة قبل المال، حتى إن طرأت خلافات حول هذا الأمر، فإن أطراف التخاصم يذهبون إلى من يثقون فيه من ذوي الرأي لمعالجة قضيتهم بعيدا عن الدخول في دهاليز المحاكم. ولذا الخلافات العائلية أو خلافات الأقارب حول الميراث لم تكن تظهر على السطح لأنها كانت ضمن دائرة المتخاصمين، ومن يقومون بالمعالجة المالية بين الأطراف المتخاصمة.
«إذا ما يريدون سلامي خلهم يبعدون شرهم عني»!
أما قضيتنا الثانية فهي لأخت دمرت حياة شقيقها لعدم رضاها عن عروسته، فهل يعقل أن تأتي لي شابة عروسة في مقتبل عمرها، وهي تبكي ومنهارة، لأنها تعرضت للتنمر والإهانة والسب والقذف وتشويه سمعتها هي وأمها وجدتها، لمجرد أنها قبلت الزواج بشاب تقدم لها، فكان ما حدث أن شابا درس خارج البلاد، وحصل على شهادات عليا، وتقلد منصبا مرموقا، وتعرف على فتاة زميلة له في عمله، تبادلا الأحاديث ووجد أن أفكارها تناسبه، وتحدث مع أهله ليتقدم لخطبتها، وبالفعل وافق الرجال في عائلته على هذا النسب، ولكن كانت المفاجأة أن والدته وشقيقاته لا يرغبن له في إتمام هذا الزواج، ورفضنها.
بدأت المشكلة تحدث عندما قامت شقيقة هذا الشاب بالتنمر على العروس على مواقع التواصل الاجتماعي، وبل قامت بالاتصال هاتفيا وسب وقذف العروس ووالدتها وجدتها، وإرسال رسائل واتساب تسيء إليهن، وعندما تدخل رجال العائلة، وتساءلوا عن سبب هذا العداء ادعت شقيقة المعرس زوراً أن العروس سيئة السمعة، مبررة ذلك بأنها وجدت حسابا ينشر للعروس صورا غير لائقة، ولكن اتضح بعد ذلك أن شقيقة المعرس استولت على هاتف شقيقها، وأخذت ما عليه من معلومات وصور للعروس، واصطنعت حسابا مزيفا تنشر فيه صورا للعروس بطريقة غير لائقة بعد أن أجرت تغييرات وتعديلات على الصور الأصلية.
التقيت هذا الشاب الراقي في تفكيره، وقال لي عبارة لا أنساها اإذا ما يريدون سلامي خلهم يبعدون شرهم عنيب، هو لا يرغب في أي مشاكل، على الرغم من أن التدخل في حياة هذا الشاب من قِبل أسرته لم يكن وليد اتخاذه قرار الزواج، ما ظهر بعد ذلك أنه لا يتمتع بأي خصوصية في حياته، رغم حساسية عمله، ولذلك فضّل أن يسكن بمفرده في شقة بعيدا عن منزل أسرته من قبل الزواج.
وتساءل أليس من حقه أن يتزوج من يريدها؟، ألا بد أن يكون عبدا لأهواء أشخاص ينتهكون حياته بهذه الطريقة؟، ماذا استفادت الشقيقة بعد أن خسرت شقيقها؟، بل تم تسجيل قضية جنائية عليها، وعلى من شاركها، وتواجه عقوبات كبيرة بسنوات من السجن.
من الصعب أن نرى بين أروقة المحاكم خلافات ومشاحنات بين أبناء البيت الواحد على المال وكأنه الأصل وأكثر أهمية من علاقة الدم والقربى.
مؤلم أن نرى بين أروقة المحاكم خلافات ومشاحنات بين أبناء البيت الواحد، ضاربين بعلاقة الدم والقربى عرض الحائط.