من الأفضل الإفطار على مرحلتين د.وفاء الحشاش: رمضان صديق لجهازنا الهضـمـي بالاعـتـدال وليس التبذير!
أكدت استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد د.وفاء الحشاش أن شهر رمضان المبارك هو شهر الصيام الذي يعتبر رياضة روحية، ومدرسة ربانية، مبينة أنه فرصة لكي نبدأ التخفيف فيه على الجهاز الهضمي.
وأضافت أن الشهر الفضيل هو شهر يتغير فيه النظام الغذائي الكامل، وقد اعتدنا أن نخص الشهر الكريم بما لذ وطاب من الأطعمة والأشربة، ومن ثم فإن هذا يؤدي إلى نتيجة عكسية من خلال الإفراط في تناول هذه الأطعمة. وإلى تفاصيل اللقاء:
كيف نجعل من رمضان صديقا لجهازنا الهضمي؟
- بالنسبة لشهر رمضان المبارك، فقبل أن ندخل في موضوع الإفطار والسحور، لا بد أن نذكر أولا أن شهر رمضان الفضيل هو شهر يتغير فيه النظام الغذائي الكامل، وقد اعتدنا أن نخص الشهر الكريم بما لذ وطاب من الأطعمة والأشربة، ومن ثم فإن هذا يؤدي إلى نتيجة عكسية من خلال الإفراط في تناول هذه الأطعمة، وقلة الوعي الصحي لدينا في هذا الشهر الكريم، وهناك آية قرآنية تقول (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين).
وهذه الآية جمعت علم الغذاء كله في 3 كلمات فقط هي “كلوا واشربوا ولا تسرفوا”، فشهر رمضان المبارك، ومع التزام الصائم بهذه الآية الكريمة، مع تجنب الإفراط في أكل الدهون والحلويات والأطعمة الثقيلة يخرج في نهاية الشهر بجسم سليم رشيق منخفض الدهون، ومن ثم سنعرف أن رمضان الكريم وقاية للقلب وارتياح للجسد، أما الإفراط في الطعام والشراب فإنه يؤثر سلباً على الصحة في رمضان وبعده.
فعلى سبيل المثال تناول الكثير من الدهون والحلويات والدسم، فهي تتحول في الجسم إلى دهون وشحوم، وتتسبب في زيادة الوزن، وهذا عبء على القلب، وقد اعتاد الكثير من الناس على حشو البطن بهذه الأصناف المختلفة من الطعام، ومن ثم يضيف عليها مياه غازية، ومشروبات طاقة، وعصائر غير طبيعية، وهذا عظيم الضرر على صحة الإنسان.
وقد أكد الباحثون أنه على الرغم من عدم التزام الكثير من المسلمين بقواعد الإسلام الصحية في الأكل خلال رمضان، فإن شهر رمضان يحقق نقصا في الوزن للصائمين بقدر 2:3 كيلو جرام خلال الشهر.
والصيام هو حركة في النهار وسعي وراء الرزق، وحركة بالليل من خلال صلاة التراويح، وقلب تائب لله طامع في رحمته، ولذلك لا بد أن نغير شعارنا في رمضان للعبادة والصحة البدنية.
ما الأخطاء الشائعة خلال رمضان التي يقع فيها الكثيرون؟
- ليست هناك أخطاء بقدر ما احترازات حتى ما قبل رمضان، خصوصا الأشخاص الذين يشتكون من الأمراض المزمنة لا بد أن يتابعوا الطبيب المعالج؛ لأن من خلال الأمراض المزمنة يتم تقسيم الناس إلى عدة أقسام، منهم قسم يستطيع الصيام، ومنهم من لا يستطيع الصيام، بالإضافة إلى تقسيم وترتيب الأدوية في رمضان لهم، كذلك هناك أدوية تفسد الصيام، وهذا كله يخضع لتدقيق الطبيب المعالج بالنسبة للمريض، كذلك هناك أشخاص من أصحاب الأمراض المزمنة لا يتماشى مع مرضهم الصوم، ويسبب لهم مشكلات صحية.
كذلك يجب أن نفطر على مرحلتين: المرحلة الأولى نشرب ماء دافئا مع تمر، ثم راحة لمدة 10 دقائق أو ربع ساعة يمكن أن نصلي فيها المغرب، وبعدها المرحلة الثانية؛ لأن المعدة تكون غير مهيأة لاستقبال الأكل بعد فترة الصيام الطويلة.
ما متلازمة القولون العصبي وكيف نتعامل معها؟
- متلازمة القولون العصبي يعاني منها نحو 10% من سكان العالم، أما في الكويت، فيعاني منها نحو 425 ألف شخص، ونلاحظ أن نحو 65% ممن يعانون من القولون العصبي مصابون بمرض “سيبو”، والذي هو عبارة عن فرط نمو البكتيريا في الأمعاء، وأعراض القولون العصبي أعراض عامة، وهو عبارة عن مرض وظيفي في الجهاز الهضمي، ومن أعراضه آلام البطن والإسهال والإمساك، أو الاثنان معا، وانتفاخ بالبطن وغازات، وهي تتشابه مع أعراض مرض الـ”سيبو”.
تشخيص متلازمة القولون العصبي يتم عن طريق مؤشرات تدعى مؤشرات روما، وهي عبارة عن مجموعة من الأعراض كما أشرنا مسبقا، بالإضافة إلى إجراء فحوصات مخبرية للدم والبراز، وتصوير بالأشعة السينية، واختبار عدم تحمل اللاكتوز، وفحص السيبو، بالإضافة إلى إجراء مناظير الجهاز الهضمي للمعدة والقولون لاستبعاد الأمراض الأخرى.
وما الفئات الأكثر عرضة لمتلازمة القولون العصبي؟
- تعتبر النساء أكثر عرضة من الرجال لمرض القولون العصبي، كذلك وجود تاريخ مرضي بالعائلة، بالإضافة إلى مرضى الاكتئاب والقلق يكونون عرضة لهذا المرض أكثر من غيرهم، أما مرض “سيبو” فأكثر الأشخاص المعرضين له هم الأشخاص الذين أجروا جراحات بالبطن مثل التكميم، وتغيير المسار، وجراحات القرحة الهضمية، ومرضى السكري، والسيلياك.
الـ «سيبو» عبارة عن
فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة
ما مرض «سيبو»؟
- الـ “سيبو” عبارة عن فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، وأكثر الأشخاص عرضة هم الأشخاص الذين أجروا جراحات بالبطن مثل التكميم، وتغيير المسار، وجراحات القرحة الهضمية، ومرضى السكري، و30% من مرضى السكري مصابون بهذا المرض، والسيلياك.
ومن أعراضه آلام البطن، والغازات، والانتفاخ، وتغير في عادات الذهاب لدورة المياه من إسهال، وإمساك، أو التناوب بينهما، ولا بد من متابعة طبيب الجهاز الهضمي لمعرفة سبب الأعراض.
ومن أهم أسباب الإصابة بالـ”سيبو” هو إجراء جراحات في البطن مثل عمليات التكميم، وتغيير المسار، وجراحات القرحة الهضمية، وجود التصاقات في الأمعاء الدقيقة، أو رتوج في الأمعاء، كذلك الإصابة في بعض الحالات المرضية مثل الكرون، والسيلياك، ومرض السكر، والتهاب الأمعاء الإشعاعي، أو أي حالات يمكن أن تبطئ حركة الأمعاء.
اللاكتوز هو السكر الموجود داخل منتجات الألبان والحليب لا يعتبر عدواً للأمعاء
هل نعتبر الحليب ومنتجاته عدوا لأمعائنا، ويجب الابتعاد عنه؟
- اللاكتوز هو السكر الموجود داخل منتجات الألبان والحليب، لا يعتبر عدوا للأمعاء، ولكن هناك بعض الناس غير قادرين على هضم سكر اللاكتوز، ونطلق عليهم “عدم تحمل اللاكتوز”، والناس المصابون به لديهم مشكلة مع بروتين الحليب، وليس سكر الحليب.
وهو بسبب نقص في الأنزيم الهاضم الذي يهضم سكر اللاكتوز، وليس فقط في الحليب، ولكن في أكثر منتجات الألبان مثل الحليب والقشدة والآيس كريم والجبن والرائب وغيرها من الأشياء التي يدخل في تصنيعها اللاكتوز.
وتختلف الأعراض من شخص إلى آخر، ولكن غالبا ما تأتي الأعراض بعد تناول الوجبة المحتوية على اللاكتوز بنحو ربع ساعة أو نصف ساعة، وتكون الأعراض عبارة عن آلام في البطن، وغثيان وانتفاخ، وأحياناً قيء، وإسهال وإمساك.
أما طريقة العلاج فهي الامتناع أو تقليل اللاكتوز في الطعام، بالإضافة إلى أخذ أنزيمات هاضمة تعوض الإنزيم الناقص عند الشخص، بالإضافة إلى تناول الحليب الخالي من اللاكتوز مثل حليب اللوز أو حليب الجوز أو الشعير، أو حليب جوز الهند، ويتم الفحص عن طريق أخذ عينة من الأمعاء الدقيقة، وهي الطريقة المثلى لتشخيصه.